صندوق الباندورا..!

بِقَلَم ألعَميد مُنذِر ألأيوبي*
ما ان فُتِح صندوق الباندورا Pandora’s Box في 17 تشرين من العام الماضي تاريخ اندلاع الانتفاضة الثورة حتى فاحت و خرجت منه كل شرور ألتركيبة اللبنانية السياسية و الطائفية و ألإقطاعية المسيطرة من جشع و غرور و اهتراء و كذب و حسد و وهن و وقاحة و رجاء -هنا كلمة (رجاء) لا تعني ألأمل بل “إسم فيلم مصري من إنتاج عام 1945 بألأسود و ألأبيض” كما في زمننا الحالي حيث الأسود هو الغالب في مضمونه نجاح الوالد ألإيقاع و التفريق بين ابنه المنتمي إلى الطبقة ألأرستقراطية و زوجته الممرضة و لمصادفة يوم التمريض العالمي IND أمس “12 أيار من كل عام” فأن وباء كورونا فرض على ألأوليغارشية ألمستبدة الحاجة دون فوقية و عنجهية معتادة ألرضوخ لأبسط شريحة إجتماعية محترمة لطالما كانت مغبونة الحقوق و ذلك من منطلق صحي مصلحي ..!
في سياق متصل ، سيفتح اليوم وفد صندوق النقد الدولي IMF ما خفي ألأعظم من أرقام كاذبة متداولة حيث وقائع و فضائح حلقة جهنمية مقفلة من “ألمالية ، ألمصارف و الصيارفة في وسطها ألمركزي” بكل هيئاته و لجانه و دوائره التي لم تقم وزنآ لحقوق المواطن في إحترام كرامته و عيشه حياة حرة كريمة و لم ترعوي عن محاولاتها السطو على أمواله و مدخراته .. كما ستفرض قداسة ألتوبة إعترافآ بما ارتكب من سياسات و هندسات و بدع لا يمكن ألتبروء منها و لا سماح فيها لأحد فأبانا الذي في السماء غاضب و على الوطن السلام ..! أما ألخشية فمن مقابر الفضائح حيث ستجد مكانآ يلائمها حيز من المبررات و الاجتهادات تدفن معها العواقب و العقوبات دون مراسم ألكهنة “ألقضاة” إذ لا زالت ألأثواب Court Dress مثقوبة ياقاتها Collar رمادية جرداء”..!
من جهة أخرى ؛ ستكون إقامة وفد الصندوق لمدة ثلاثة أيام “مدة تقبل ألتعازي” في الربوع اللبنانية كافية لبيان شروط بدء التمويل مع بيان التصورات و خطة ألإصلاحات كما التوقيع على التفاهمات في حال الفوز العظيم العميم بغية تأمين إنطلاقة جديدة مستدامة ماليآ و إقتصاديآ ..! و مما لا شك فيه ألمهمة “سيزيفية” Sisyphe إذ الشروط ستكون صعبة و ضمانات تسديد القروض مرتفعة سينوء بحملها المواطن اللبناني لكنه من منطلق شرعية أو حق البقاء Survival سيكون لها و للتدابير الظالمة بألمرصاد فألشارع متحفز متوثب رغم تفلت ألجائحة ..!
في سياق متصل ؛ و دون الدخول في تشعبات الخطة ألإقتصادية و دهاليز ألمعالجات ألتي أخذت من نقاشات على الشاشات و وسائل التواصل من نسق (كوميديا الموقف) Sit-Coms ما يكفي من حيز ألإجترار Rumination فإن الحكومة ستسعى إلى إعلان نواياها الإصلاحية الصالحة و صدق إلتزاماتها أمام الوفد الدولي كما ستبث جوآ من الثقة دون إستعراض مبتذل مترافقآ مع ضخ لحوالي ألمليار دولار في السوق اللبنانية بما يريح الناس مرحليآ بألتزامن مع تدابير مكافحة ارتفاع الأسعار و الغلاء الفاحش و وقف تهريب السلع المدعومة إلخ .. من مزاريب الهدر و الفساد ..!
ختامآ ؛ في تداعي البلاد و نقمة العباد لم تعد ألمرأة “باندورا” قادرة على إغلاق الصندوق إذ لم يبقَ فيه إلا ألأمل جاثمآ في قعره و في الميثولوجيا ألإغريقية Greek Mythology فقدان ألأمل يعني الفناء ..!
بين ألمأساة Tragédie و ألملهاة Comedy ألاولى تعني “أغنية ألماعز” بأليونانية ألكلاسيكية حيث يُضحى بألقطيع (ألشعب) و ألثانية عروض من ألعبث ألرخيص تقع ألمعضلة Dilemma اللبنانية معادلة عناصرها التوازن الهش Brittle Balance بين الاحترام و المهانة منها تنبع كل ألموبقات ؛ ألتطورات ألمرتقبة خطيرة على كافة الصعد و درب الجلجلة اللبنانية بات خطه البياني مزدوجآ “وبائيآ و إقتصاديآ” يتدرج نحو ألإنهيار ألإجتماعي بعد الاقتصادي مما سيطيح (لا قدر الله) بالوطن الصغير ..!
————-
بيروت في 13.05.2020