إلى المغرب العربي دُرْ…

 

 

بِقَلَم ألعَميد مُنْذِر ألأيوبي*

لَيسَت ألجَولَة ألتي يقوم بها وزير ألخارجية ألروسي “سيرغي لافروف” إلى ألمغرب ألعربي بروتوكولية أو لتعزيز ألتعاون ألإقتصادي وَ ألتجاري ألمَحض ..!

ألبراغماتية ألتي تطبع سياسة موسكو لا تترك مجالآ لحال ألمراوحة أو ألتردد و ألإهمال ،، و رغم أن ألمسائل ألسياسية و ألجبهات ألمفتوحة كما ألقضايا ألمطروحة على مستوى ألكَوكَب شائِكَة و متشابكة ، مُتضاربة ألمصالح من أميركا أللاتينية “فنزويلا ، كوبا” إلى أوروبا “أوكرانيا و شبه جزيرة ألقُرُم” مرورآ بِ “جنوب أفريقيا ، مالي و أنغولا” وصولآ إلى ألشرق ألأوسط “سوريا و إيران ” و ألقضية ألفلسطينية” ،، كذلك ألعلاقات ألصينية و ألهندية و وحدة أوراسيا ألإقتصادية ،، فَإن ألكرملين مُصِر على لعب دوره ألدولي و أخذ ألحَيز ألكافي على صعيد ألسياسة ألدولية و فرض نفسه شريكآ أساسيآ في ألقرارات ألجيوسياسية بما يضمن تعزيز و تنفيذ إستراتيجيته ألقائمة على عالم متعدد ألأقطاب و تكريس سقوط هيمنة ألقطب ألواحد “ألولايات ألمتحدة ألأميركية”…

في جديد ألحراك ألروسي ، زيارة ألوزير “لافروف” ألتي بدأها يوم ألجمعة ألفائت إلى كل من دول ألجزائر ، ألمغرب و تونس .! أما ألسؤال ألمطروح فهو ماذا في حقيبته من ملفات تعني روسيا في هذه ألمنطقة من ألعالم …؟؟
لا شك أن لقاءاته مع نظرائه من وزراء خارجية ألدول ألثلاث و من ثم رؤساءها تناولت ألمصالح ألإقتصادية و ألتجارية ألمُشتركة إضافة إلى مشاريع ألطاقة و ألإستثمارات و تنشيط حركة ألطيران خاصة في ألمجال ألسياحي و ألبنى ألتحتية و ألتعاون ألمالي كما تَمَ ألتوقيع في هذا ألإطار على ألعديد من ألإتفاقات ألثنائية و ألعقود …

ألجانب ألأهم ألغير معلن في جزءٍ من ألمحادثات تناول قضايا محاربة ألإرهاب و تبييض ألأموال بشكل عام ، تفاقم خطر ألجماعات ألإرهابية في ليبيا و بعض دول أفريقيا و ألساحل ألصحراوي ، ألوضع ألأمني ألمرتبط بألوضع ألمعيشي ألدقيق في تونس …
كما تناولت أيضآ ألأزمات ألمُزمنة كقضية ألصحراء ألغربية و جبهة “ألبوليساريو” ، ألخِلاف ألحُدودي بين ألمغرب و ألجزائر “حرب ألرِمال”،، ألصِراع ألمُسلح في ألجزائر بين الجيش و ألإسلاميين ألمتطرفين و ألسياسي بين قوى ألسلطة و الجبهة الإسلامية للإنقاذ (Islamic Salvation Front) ، خطر ألمجموعات ألإرهابية ألمتنامي في ليبيا و ألصحراء ألمصرية إلخ ،، و ذلك نَظرآ لما لهذه ألقضايا من إنعكاسات هامة سواء على ألصعيد ألإستثماري في مشاريع ألتنمية و قدوم ألسياح ألروس أم على صعيد ألأمن ألقومي ، إذ لا يخفى توجه ألاف ألمجاهدين و ألمجاهدات ألذين تسربوا من هذه ألدول للمشاركة في ألحرب ألسورية و تنفيذ ألعديد من ألجرائم ألإرهابية في أوروبا …

في سياقٍ مُتَصل ، يبدو أن موسكو بدأت ترتيب الأوضاع الداخلية و الخارجية للمغرب العربي من ضمن حوار سياسي منتظم و تشاور دائم في إطار الشراكة الإستراتيجية ، إذ أن ضمانات عسكرية و أمنية أُعطِيَت و إتفاقات تنسيقية لمكافحة ألتَنظيمات ألإرهابية و عقود تَسلح ضخمة أُقِرَت على ألمستوى ألثنائي …

في ألخلاصة و ألتحليل ألموضوعي ،، لاشك أن ألرئيس بوتين في فكره ألإستراتيجي يستغل تقلص ألدعم و تلاشي فعالية ألحضور ألأميركي في منطقتي ألمغرب ألعربي، ألشرق ألأوسط، “محور ألإرتكاز ألآسيوي” Pivot to Asia بموازاة قلق قادة دول هاتين ألمنطقتين بغية توطيد وجود روسي طويل ألأمد و كسب ألمزيد من ألمنافع سواء على ألمستوى ألإستراتيجي أم ألديبلوماسي، ألإقتصادي و ألتجاري ألبَحت ، مما يؤدي بألتالي إلى تحجيم ألخصم ألأميركي أكثر فأكثر …

هو حضور ألقوة إذن ،، ألجوائز لِلأقوى دائمآ في هذا ألعالم ، أما دولنا فليست أكثر من مناطق نفوذ ، أسواق إستهلاك ، مصادر طاقة و ساحات صراع عند ألإقتضاء …

*عَميد، باحث و كاتب في ألشؤون ألأمنية و ألإستراتيجية.