ملتقى الصحافة العماني – الصيني ناقش اوراق عمله .. وإجماع على ضرورة تعزيز التعاون وتبادل الخبرات

 

الدنيا نيوز – “خاص”

 

انطلقت اليوم اعمال ملتقى الصحافة العماني الصيني في العاصمة الصينية بكين ، والذي تنظمه جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون مع سفارة السلطنة في بيكين، في حضور السفير العماني لدى الصين الدكتور الشيخ عبدالله بن صالح السعدي وعدد كبير من المعنيين.

وقد جاب الحضور في معرض الصور المصاحب “ملامح من عمان” وسط تقديم لجنة التصوير الضوئي بجمعية الصحفيين العمانية، التي قدمت للحضور شرحاً وافياً حول الصور قدمه المصور عمر الزدجالي عضو جمعية الصحفيين. وانطلقت اعمال الملتقى بكلمة السفير السعدي الذي رأى ان “الـعلاقـات الـعمانـیة ـ الـصینیة تشكل واحـدة مـن أبـرز عـلاقـات الـتعاون الـمثالـیة بـین الـدول نـظرا لـتوفـر الـعدیـد مـن الـمقومـات المشـتركـة بـین الـبلدیـن مـن بـینھا الـعلاقـات الـتاریـخیة والـحضاریـة والـدبـلومـاسـیة والسـیاسـیة والـثقافـیة، ویـأتـي الـتطور والـنمو فـي الـعلاقـات الاقـتصادیـة لـیثبت الـثقة الـمتبادلـة الـتي تـتمتع بـھا تـلك الـعلاقـات بـین الـبلدیـن الصدیقین”.

وقال :”إن مـلتقى الـصحافـة الـعمانـي الـصیني یـأتـي فـي إطـار الاھـتمام الـذي تـبذلـه مـؤسـسات الـدولـة الـمختلفة الـحكومـیة والـخاصـة، وكـذلـك مـؤسـسات الـمجتمع الـمدنـي فـي سـلطنة عـمان لـتعزیـز عـلاقـات الـتعاون الـثنائـي فـي مـساراتـه الـمتعددة وتـطویـره إلـى آفـاق أرحب، كـما یـأتـي فـي إطـار الحـرص المشـترك عـلى تـفعیل مـبادئ الشـراكـة الاسـتراتـیجیة الـتي أعـلن عـنھا قـائـدا الـبلدیـن فـي شھـر مـایـو عـام 2018 بـمناسـبة مـرور 40 عـامـا عـلى إقـامـة الـعلاقـات الـدبـلومـاسـیة بـین الـبلدیـن الـصدیـقین، وكـذلـك تـفعیلا لـمواد مـذكـرة الـتفاھـم والـتعاون فـي إطـار الحـزام الاقـتصادي لـطرق الحـریـر ومـبادرة طـریـق الحـریـر البحـري لـلقرن الـحادي والعشـریـن، الـتي وقـعھا الـبلدان فـي شھـر یـونـیو /حزيران مـن عـام 2018، وسـیظل الـبلدان یـعملان عـلى تـعمیق الـثقة الـمتبادلـة وتـعزیـز الـتعاون الـعملي وتـوسـیع الـتواصـل الإنـسانـي وصـولا إلـى الأھـداف الـمبتغاة وھـي الارتـقاء بـعلاقـات التعاون في مجالاته المختلفة الى مستقبل أفضل”.
وأضاف: “إن ھـذه الـندوة الـتي یـشارك فـي جـلساتـھا نـخبة مـن الأسـاتـذة والمھـتمین بـالـعلاقـات الـعمانـیة الـصینیة مـن الـجانـبین تھـدف إلـى إيجاد قـنوات تـواصـل وتـعاون مشـترك بـین جـمعیة الـصحفیین الـعمانـیة ونـظیرتـھا فـي جـمھوریـة الـصین الـشعبیة، وكـذلـك لـلاسـتفادة مـن الـخبرات والـتجارب الـثریـة الـمتبادلـة لـلصحفیین الـصینیین والـعمانـیین، كـما تُـعد فــرصــة للمھــتمین لــلإطــلاع عــلى الــعدیــد مــن الــجوانــب والــتطورات فــي الــمجال الإعـلامـي فـي كـلا الـبلدیـن ونـحن نـتطلع بـثقة إلـى أن تخـرج ھـذه الـندوة بـنتائـج مـثمرة تخدم التعاون بین الجانبین”.

الجهوري:تكاتف الأمم حتمي.. لاستقرارها ورخائها

وبدوره ألقى نائب رئيس جمعية الصحفيين العمانية – رئيس الوفد الزائر ، سالم بن حمد الجهوري، كلمة قال فيها: “قرابة 2000 عام يتجلى فيه رصيد حافل من العلاقات العمانية الصينية، التي تجذرت رواسخ لها بين البلدين في وقت شهد فيه التواصل بين الأمم معجزة كبيرة، إما برًا أو بحراً أو كلاهما محفوفان بنسب مخاطر عالية، كانت عمان والصين رائدتين في بناء الحضارة الانسانية وتسهمان بفاعلية في توثيق عرى التعاون والصداقة ونشر السلام والأمن، ولعل الزيارة التاريخية للوفد العماني في تلك الفترة برئاسة عبدالله العماني إلى امبراطور الصين ومشاهد الصواري التي يممت كانتون ناشرة أشرعة السلام وناخرة عباب أعالي البحار، واحدة من تلك المحطات المضيئة في ذلك التاريخ الناصع بين الدولتين والذي ترك اسهامات ملهمة للأجيال تواصلت بنفس النسق والاهتمام البالغ حتى تتويج الشراكة الاستراتيجية بين البلدين مؤخراً “.
اضاف: “تقف عمان والصين اليوم كبلدين فاعلين في السياسة الدولية، مستندتان إلى ذلك التاريخ الطويل، بدءا من طريق الحرير إلى الحزام والطريق يثبتان للعالم أن الأمم لا تجمعهما المصالح فقط، بل ما هو أثمن من ذلك، وهي القيم والمبادئ والإرث الممتد في كلا الامبراطوريتين اللتان بزغتا في شرق المعمورة، واللتان لا زالتا تسهمان في الحضارة الانسانية وتنيران دروب الأمل وترسخان مفهوم الشراكات والتعاون”.
وتابع الجهوري: “استطاعت عمان والصين أن تقتربا أكثر من ذي قبل إدراكا منهما أن الأمم لابد أن تتكاتف في كل المجالات التي تخدم البشرية وتوفر لها المزيد من الرخاء والأمن والاستقرار اللذين يحفزان العقل البشري للإبداع وتطوير القدرات والمهارات للشعوب التي يمكنها أن تساهم في المزيد من العلم والمعرفة التي يحتاجها الانسان في كل مرحلة من مراحل التاريخ الانساني الذي يحقق قفزات متتالية في الابداع والتطوير، ويأتي تنظيم لملتقى الصحافة العماني الصيني في العاصمة الصينية بكين واحدة من المحطات التي تنفذها الجمعية في عدد من دول العالم، واختيار بكين يأتي تقديرا لتلك العلاقات المتوارثة بين أجيال البلدين وتعزيزاً لكل الجهود الدافعة والداعمة لمزيد من التقارب الذي مر بمراحل عبر التاريخ ، من خلال معرض الصور الضوئية ، والندوة التي سوف تتناول محاورها ركائز تلك العلاقات المتوازنة والمتواصلة”.

من جانبه ألقى الأمين العام للجنة الحزب باتحاد الصحفيين الصينيين تيان يوي هونج ، كلمة أكد فيها على ان “ملتقى الصحافة العماني الصيني يأتي تكريسا لمسيرة الصداقة بين البلدين في كافة المجالات ومن بينها المجال الإعلامي.

وقدم هونج في حديثه سردا لأبرز محطات العلاقات المشتركة بين البلدين والتي امتدت لمئات السنين دون انقطاع، ومن ابرز تلك الاحداث التاريخية انطلاق سفينة صحار من السلطنة إلى الصين في عام 1980، والتجارية بين البلدين والتي أصبحت بصمة ثابتة ورمز للتعاون ودليل تاريخي ثابت، حيث اشتهرت السلطنة بتصدير اللبان والصين بتصدير الحرير، وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين شهدت تطورات مع مرور السنين، ومنها توقيع السلطنة على مبادرة “الحزام والطريق” التي تساهم في تعزيز التبادل التجاري مع الصين والعالم.
وأشار في سياق حديثه أن الكثير من الزيارات بين المسؤولين الإعلاميين من البلدين شهدتها السنوات الماضية، منها زيارة الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس تحرير وكالة الانباء العمانية رئيس جمعية الصحفيين العمانية للصين في عام واحد 3 مرات، وقدمت له دعوتين في عام واحد كذلك، مؤكدا أن ذلك دليل حرص من الصين على أهمية تعزيز التعاون في المجالات الإعلامية بين البلدين الامر الذي يؤدي إلى تهيئة صداقة بين الشعبين”.

9 أوراق عمل للملتقى

يشار الى ان الملتقى يرمي إلى التأكيد على أهمية الشراكة العمانية الصينية، والتقريب بين الصحافة العمانية والصينية من خلال الوقوف على التجربتين، والعمل على تطوير التعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين، وتعزيز فرص الاستثمار بينهما، إلى جانب إبراز الإعلام العماني ودوره في تعزيز العلاقات العمانية الصينية.

وتضمنت جلسات الملتقى 9 أوراق عمل، مقسمة على ثلاث جلسات، بواقع 3 أوراق عمل في كل جلسة.
الجلسة الأولى حملت عنوان “تاريخ العلاقات العمانية الصينية”، والقى فيها كل من الدكتور محمد بن حمد الشعيلي، أكاديمي وباحث في التاريخ العماني، وحمود بن حمد الغيلاني خبير دراسات تاريخية بوزارة التراث والثقافة، والدكتور “وانج شياو فو” أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيكين، وعقبت أوراق أعمالهم جلسة نقاشية أدارها الإعلامي يوسف بن عبدالكريم الهوتي رئيس لجنة الحريات والعلاقات الدولية بجمعية الصحفيين العمانية.
وتضمنت الجلسة عدة محاور منها الرحلات البحرية من الموانئ العمانية إلى الموانئ الصينية، والطرق البحرية التي سلكتها السفن العمانية في رحلات إبحارها إلى الموانئ الصينية، والصادرات والواردات العمانية والصينية، وغيرها من المحاور التي تناولت الجانب التاريخي بين البلدين.
وبشيء من التفصيل حول ورقة الدكتور “وانج شيار فو” والتي حملت عنوان “مسار جديد في تاريخ العلاقات العمانية الصينية القديمة”، فقد تطرق إلى عدة نتائج منها أنه تم نقل اللبان والذي يعتبر منتجا خاصا بعُمان إلى الصين على الأقل في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي سنة 100 ميلادي قامت كل من “مجان” و”ظفار” العمانيتين بإيفاد رسل إلى مدينة “لوه يانغ” لاستلام هدايا الإمبراطور الصيني، وأشار إلى أن رحلات البحار الصيني “تشنغ خه” التي قادته إلى المحيط الهندي تشير إلى أن الطرق التي سلكها قد تأثرت بشكل كبير بأنشطة البحارة العمانيين.

وحملت الجلسة الثانية عنوان “مستقبل العلاقات العمانية الصينية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين”، وتضمنت 3 أوراق عمل، قدمها ثلاثة متحدثين، أولهم المكرم الدكتور سعيد بن مبارك المحرّمي أستاذ الاقتصاد والمالية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس وعضو مجلس الدولة، وكانت ورقته بعنوان “التخطيط الاستراتيجي للتنويع الاقتصادي: رؤية سلطنة عمان لتكون مركزاً دولياً للوجستيات”، وركزت الورقة على آلية إعداد التخطيط الاستراتيجي للتنويع الاقتصادي ورؤية سلطنة عمان لتكون مركزاً دولياً للوجستيات من خلال تسليط الضوء على موقع سلطنة عمان، وجاهزية موانئ السلطنة لتكون بوابة لدول الخليج العربية، والاستقرار السياسي والأمني، والكوادر البشرية الشابة والمتعلمة، العلاقات الدولية المتميزة، والموارد الطبيعية.
إلى جانب جلال بن عبد الكريم اللواتي مدير التسويق وترويج الاستثمار بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وحملت ورقته عنوان “مستقبل العلاقات العمانية الصينية.. الدقم نموذجا” وتطرق إلى عدة محاور منها الأهمية الاستراتيجية لموقع الدقم للمستثمرين الصينيين، والحوافز الاستثمارية المقدمة للمستثمرين في الدقم، ومشاريع البنية الأساسية في منطقة الدقم، والمشاريع الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية، وغيرها من المحاور.
وأخيرا قدم البروفيسور الصيني “خوا يوشيانغ” عميد كلية العلوم شرق أوسطية بجامعة بيكين للدراسات الدولية، وحملت ورقته عنوان “حالة وآفاق التعاون السياحي بين الصين وعمان”.
وعقب ورقات العمل الثلاث عقدت جلسة نقاشية أدارها الإعلامي والكاتب حمود الطوقي رئيس تحرير مجلة الواحة.

آخر الجلسات كانت بعنوان “الاعلام العماني ودوره في تعزيز العلاقات العمانية الصينية”، وتضمنت كذلك ثلاث أوراق عمل، أولى أوراق العمل كانت بعنوان “الاعلام العماني ودوره في تعزيز العلاقات العمانية” قدمها الإعلامي يوسف الهوتي رئيس لجنة الحريات والعلاقات الدولية بجمعية الصحفيين العمانية، وركز في ورقته على التقارب الحضاري بين البلدين، وأساسيات التنمية الإنسانية، والتناغم الحضاري بين البلدين، وسعي البلدين لنشر قيم السلام.

وأما الورقة الثانية فقد قدمتها أمل بنت طالب الجهورية باحثة إعلامية أولى في مجلس الشورى العماني ومسؤولة القسم السياسي والمحليات بإذاعة الشبيبة أف أم، وكانت ورقتها بعنوان “المرأة في مسيرة الاعلام العماني”، فعرضت لتجربة المرأة العمانية في مسيرة الاعلام ومشاركتها الفاعلة منذ بداية النهضة المباركة التي تواجدت بصوتها عبر المذياع، و حضورها الجميل عبر شاشة التلفاز، ومشاركة بقلمها وفكرها في رصد المشهد التنموي عبر الصحافة المحلية.
وآخر أوراق الجلسة الثالثة والأخيرة قدمها “فنج جونيانج” نائب مدير القسم الدولي لوكالة شنغوا الإخبارية.
وفي ختام القاء أوراق العمل، فتح النقاش في جلسة حوارية ونقاشية أدارتها الإعلامية خلود العلوية مدير عام إذاعة هلا اف ام.
الجدير بالذكر بأن الملقى أقيم برعاية عدد من الجهات منها سفارة سلطنة عمان في بكين، ووزارة الاعلام، وشركة عمران، وبدعم كل من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والطيران العماني، وشركة المها، ونماء القابضة، وشركة هواوي الصينية.