ويستمرُّ محرَّم…

 

بقلم : د. بهجت السعيدي*

 

لاح الهـلال كــأنـه أجـفــــــانُ
وسجيتاه الدمــع والأحـــزانُ..
ومحــرم قـد رفرفت رايــــاته
لايحتوي خـفـقـانها مـيــــدانُ..
ماغاب يـومـا كي يعـود مجددا
أبدا ولا قد لـفـه الـنسـيــــــانُ..
فـبكـل يـوم حاضـر مـتجـســد
وبكـل أرض يـحـتـويه مـكـانُ..
فـكـأنـه عـام بـكـل فـصـولــــه
أو كالـكـتـاب وبـدؤه العـنوانُ..
هذا الحـسـيـن وأهله وصحابـه
والدهـر حولــهـــم لـه دورانُ..
لولاهــم لـم يـبـق تـاريـخ يـقال
وماتـت الكـلـمـات والأزمــانُ..
لولاهــم لـم تـبـق أيـة غـايــــة
من أجلها يـسـتـشـهـد الإنـسانُ..

هم عـلــمـونا أن سـر بـقـائـنـــا
في أن نـثـور وإن طغى الطغيانُ..
وبأن طعـم المـوت أهـون محملا
من عـيـشـة نـشـقى بها ونُـهــانُ..
عـطـش الحسين وأهله وصحابه
وهـم البحــار يــرودها الظـمـآنُ..
وذوت مآقـيـهــم ولـكـن أنـبـــتـوا
شجـر الفـداء وأثمـرت أغـصـانُ..
وتغذت الأجـيـال مـن ثـمــراتــها
زادا بـه يُـحـمى الحِـمى ويُـصانُ..
يَـمَـنٌ ولـبـنانٌ وشـــامٌ والعـــراقُ
فـروعُها وبفـضلها قــد كانوا..
وتمكَّـنَ المستضعفون وأرعبوا
دولَ الكبارِ وذلَّـتِ الـتـيـجــانُ..
قُـلْ “يا حسينُ” تكُـن بها متمكنا
فاسمُ الحـسيـنِ السـرُّ والإمكانُ.

د. بهجت السعيدي. 22 تموز 2023

———————————

*شاعر وطبيب عراقي.