معجزة الحكومة ..!!

بقلم ألعميد مُنذِر ألأيوبي*

إنتهت ألإنتخابات النيابية على خَير و إلْتَمَ شمل نواب ألأمة منذ حوالي الستة أشهر وَ نصف ،، كان رِهان اللبنانيين في حِينه على حُكُومَةٍ جَديدَة تُشَكِل إنطلاقة مُتَجَدِدَة للدولة و مؤسساتها تسمح لِعَجلة الحياة بالدوران و تحقيق بعض ألإصلاحات لا سيما منها ألمالية و ألإقتصادية و ألمعيشية بما يؤمن لهم إستقرارآ نفسيآ و أملآ جديدآ بِإيجاد حلول جَذرية لمشاكل ألبلد ألمُستَفحِلَة لَكِن غير ألمُستحيلة من النفايات إلى ألكهرباء و التلوث على أنواعه و زَجريَّة لِلفساد ألمُستشري بِأنواعه و ألوانِه على أمَل صَفَاء ألنيات و توفر ألإرادات ،، بغض النظر عن مصالح ألأفرقاء ألسياسيين و خَلفياتِ خصوماتهم سواء على الصعيد ألمحلي أو ألإقليمي ،، لَكِن ألصَدمة كانت كبيرة !! إذ أن حال ألمُراوحة تَمادت و ألحُكومة ألجَديدة لم تُبصِر ألنور ،، إنتهاك آمالهم مُستمر و إغتصابِ مُستقبلِ أبناءِهم و هِجرَتِهم مُتواصل كما ضاعف من قَلقِهم ألوضع ألنَقدي و ألخشية على ليرَتِهِم و لم تَرحمهم تصريحات بعض ألمسؤولين و تحذيراتهم في هذا ألمجال لَكَأن ألمعالجات لديهم و ليسَ لدى أولي ألأمرِ مِنهُم ..!
لم تَعُد ألشكوى تُفيد و لا ألكَلام يُجدي فَهُم في دوامة ألمُستنقع عالِقون و ما من مُنقِذ يَستَجِيرون بِه سوى سُبحانَه ..!!
ألأعيادُ عَلى ألأبواب و ألمُستَحِقات عليهم تتراكَم و لا حُلول ..؟ يَتَساءلون إلى أين يَذهب ألبَلَد ..؟
ألمُهَل تَتَمَدَد دونَ أُفُق ،، أعمِدَةُ ألخَيمَةِ تَتَهاوى على مَرأى وَ مَسمَع دول ألعالَم ألتي حاوَلَت و تُحاول إنقاذنا و تُحذِرُنا مِنَ ألسُقوط إن لَم نَكُن سَقَطنا و نَنتَظِرُ دَفنَنا !! على قولِ ألمَثَل :” إذا كَانَ رَبُ ألبيتِ بألطَبلِ ضارِبٌ ؛ فَما على ألسَاكِنينَ إلا ألرَحيلُ”.. و ألرحيل مرفوض إن لم يكُن مُتَعَذِر ..

كَثيرونَ مِنَ ألُلبنانيين باتوا عَلى قَناعة “لَن تتَحَقَق” مَفادُها فَلتُشَكَل حُكومَة “تكنوقراط” و هي بِمعناها ألأكاديمي “حُكم الطبقة العلمية الفنية المتخصصة المثقفة” مع إحترامنا للجميع ،، وزراء إختصاصيين كُلٌ في مَجالِه مُستَقلين فِعلَآ لا قَولَآ ،، حُكومَة مُصَغَرَة تَعمَل بِجَدٍ و مسؤولية لِمعالَجَة أوضاعِ ألوَطَنِ بِتَجِرُد وَ نَزاهَةٍ كَما بِإحتِرافٍ و شَفافية ،، تُترَك ألسياسة خارِج أبوابَها مِما يُؤمن لَهُم فُسحَة لِإلتقاطِ أنفاسِهم “إلى أن يَقضي الله أمرَآ كَانَ مَفعولَآ”..! وَ لِيُجَمَد ألخِلاف ألسياسي أو يُنقَلِ إلى طاولةِ حوارٍ و لو “غير مُجدية و مُجَرَبَة” حَتى يُبان ألخَيط ألأبيض من ألخيط ألأسود و هذا شَرحٌ يَطول ..!
إلا أنَ ألقَضية لَدى ألسياسيين ليست بِهَذهِ ألبَساطَة فَألطوباوية مَعدومَة لَكِن لا شيء يمنع ألتفكير بذلك إذا إرتقوا بمسؤولياتِهم و تَحَسَسوا معاناة مواطنيهم ..!

إن الواقع ألجيو سياسي للوطن كَما تفاقُم ألمُشكلات و سياسة فَرض ألعُقوبات و تعدُد ألصراعات ألعسكرية على مَدى ألإقليم إضافة الى إرتباط مُعظم ألسياسيين بِلَوثَة ألخارج بغض ألنَظر عمن هو في هذا ألمُعَسكَرِ أو ذاك و من على صوابٍ أو خَطأ باتَ يستوجِبُ ألسَعي لهذا ألأمر “لَعَلَ و عَسى” ،، و سيَفرُض بالتالي أيضَآ إحترام دول ألكَوكَب لِلُبنانيتنا فيما لو قُدِرَ لَنا إجتراحِ هَذِهِ ألمُعجِزَة .. ألمُعجِزات صَعبَة لَكِنَها لَيسَت مُستَحيلَة ..
*كاتب و باحث في ألشؤون ألأمنية و ألإستراتيجية .