مجموعة ال13 في الاستحقاق الرئاسي..!

بقلم العميد مُنذِر الايوبي*

كانا يومان يشهدان على الدينونة، جلسات نيابية متكررة توالت، لَم تَحوِ نكران خطايا ولم تقارب توبة نصوحة.. بين الحياة الدنيا ونهاية الوطن انتفاء ضرورة الحساب او التدقيق طالما لا من يحاسب ولا من يشفع.. بدا ما حصل ويحصل من اشراط الساعة في علاماتها ((خروج نار عظيمة بالمدينة- انفجار مرفأ بيروت، ،ظهور ثلاثين دجالآ وما ظهر لدينا يفوق، عادوا وابتعثوا في الانتخابات النيابية الاخيرة؛ “ان تلد الامة ربتها-رواه البخاري” ويفسر ان يكثر العقوق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته؛ يبقى خروج “ياجوج ومأجوج” في آخر الزمان قرب قيام الساعة وطلوع الشمس من مغربها الخ…
في المسافات بين المقعد والمنبر لا قدرة على الضبط، تقلبات السطوع السطحي Surface brightness fluctuations “تقنية قياس فلكية” تعكس اضطراب الكلمات وتذبذب المواقف، بعيدين قريبين من ذاكرة برلمان بدلالة الزمن، قريبين بعيدين عن قلوب الناس وهمومهم…

المشهدية الثانية متزامنة مع الاولى وما تلاها.. اقتحام مصارف واخذ بعض مودعين حفنة من حقوق، وإذ برزت نظرية المؤامرة على اعتياد قصدي يحبط حسن النوايا، استحال استيفاء الحق مسألة فيها نظر، فيما صارت الضحية مجرمة تستحق العقاب.. لها ما صرخ به تشي غيفارا بوجه الجندي البوليفي Mario Terán الخائف من تنفيذ مهمة اعدامه “كن هادئا، وصوب جيدا..! أنت في النهاية ستقتل رجلا!”.

في الثالثة بدا حراك شرائح المجتمع المدني على تنوعه من موظفي القطاع العام والمؤسسات العامة والقوى العاملة كما المتقاعدين الى اي سلك انتموا الخ.. يختصر غضبآ وحذر مما ستلده القاعة العامة من موازنة هجينة فاقدة التوازن لا بل العدالة والرؤية وحسن التدبير.. اذ تبين بَعْدَ الَّلتَيَّا وَالَّتِي انها مرساة غرق لا طوف نجاة؛ ثبوت انفضاض القوم سعي تبرأ الذئب من دم ابن يعقوب…

في الجمع المختصر؛ لم تُسمع المطالب ممن بهم صمم، الصمم الشيخوخي” presbycusis اصاب معظمهم، وصوت الاحتجاجات لم يعد يصل الى مركز المخ The Brain Center.. رُميَ طُعمُ مضاعفة الرواتب ثلاثآ فكان الطَعم مُرآ مؤشر ارتداد حموضة معوية مرتفعة نتاج شراهة مرضية في فساد وتوتر عصبي، معاناة من نوع متلازمة التقيوء الدوري Cyclic vomiting syndrome)..!

تهاوي الوضع المعيشي الى درجة الصفر ثابت اجتماعي، هوة عميقة من فقر غارت فيها الانفس والاجساد، فيما تكفل سواد دخان منبعث من مكبات ومداخن بخنق الانفاس.. حقول الغاز المدفونة جيولوجيآ تحت “صخور الغطاء” Cap Rock هي سياسيآ واقتصاديآ في بواطن النوايا وخيوط الترسيم ..!

تاليآ؛ ، تلمست مجموعة 13 مسالك مقطعة الاوصال تحاول عبورها او اقله وصلها، قد تدفع نحو تنسيق ايجابي وتبريد اجواء تشرين قبل الاستحقاق الرئاسي..! رغم ان الرقم 13 مدعاة ذعر وتوتر، فما من طقوس لصد تأثيرات التشاؤم.. والحمد كله ان لقاء الجمعة الماضي على روزنامة التغيريين لم يوافق الثالث عشر من ايلول ايضآ وبالتالي (زمط) “التكتل الوطني المستقل” الذي يضم النواب : فريد هيكل الخازن، وليم طوق، ميشال الياس المرّ وطوني فرنجيه، من شؤم ورهاب العدد 13 Triskaidekaphobia ..!

تاليآ؛ العثور على “الشخص” بحث عقيم عن صورة تتصدر إطارآ تعلق على جدران جمهورية مهترئة.. الأخذ بعين الاعتبار الواقع السياسي المحلي حجة وسبب غير كافٍ لتأكيد هامش خضوع لحزب او استقلالية قرار بضمان مثلث العواصم الثلاث واشنطن طهران الرياض مع اعطاء دور لاعب الاحتياط لباريس عند الاقتضاء..!
وضوح مؤكد من منطلق آني او مرحلي باللاءات الثلاث “لا حرب، لا حل، لا حساب” اذ لا مناخ اقليمي يساعد على انتخابات رئاسية، بل دوران في حلقة جدية من فراغ الى امد ليس بقليل و التواطوء سلوك خيانة مزدوجة..!

أخيرآ؛ لم يكن من داع لفرز كتلة “حزب الباذنجان” او التذكير بها، هي الاكثر تمثيلآ في العدد ومصداقية في الأداء.. على مدى عمر الجمهورية يتردد صدى النفاق في قول النديم :

“جعلت كي انادم السلطانا          ولم انادم قط باذنجانا”..

الباذنجان اليوم فكاهة درامية تروى في كل مقهى وزقاق طرابلسي؛ رواية تختصر الاعيب مذمومين بكل لسان.. إن قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا..!

———————————

طرابلس في 18.09.2022