“دار المحّجة البيضاء” في معرضها الثالث للكتاب .. ما سر هذه المخاطرة؟

خاص  – “الدنيا نيوز”

 

بقلم : سلوى فاضل*

سوق للقراءة في الضاحية الجنوبية.. جملة تستدعي السؤال: هل لازال هناك من يهتم للقراءة؟ هل من قادر على شراء كتاب؟ هل من يملك ثمنا لكتاب ويفضله على ثمن وجبة طعام؟

في مرحلة سابقة كانت العديد من دور النشر تنتشر بشكل كبير في الضاحية، لكن اليوم وبعد حوالي ثلاثة عقود من الزمن، يجرب “دار المحجة” تحريك الراكد في سوق الكتاب، ربما في سبيل تصريف آلاف الكتب المتوفرة لديه والتي تحمل كل أنواع العناوين والألوان والافكار والأحجام.

دار المحجة تطبع اصدرات ما يفوق الـ 300 عنوان سنويا، وتبيع ما يربو على 100 ألف كتاب شهريا في صالة تزيد على 1000 متر في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت.
أحبت اليوم إدارة هذه الدار، التي تأسست في ثمانينيات القرن الماضي، أن تفتح ذراعيها لقراء جدد، لم تلتقهم قبلا، رغم أن “معرض بيروت الدولي للكتاب” لم يمض على افتتاحه أشهرا أربع فقط، والسوق اللبناني كما هو معروف سوق ضيق ومحدود، ويتكل على السوق العربي والقارئ العربي. فما سر هذه المخاطرة في زمن عزّ فيه المال؟

الافتتاح

يفتتح “دار المحجة البيضاء” معرضه الثالث الخاص اليوم عند الخامسة مساء برعاية وزير العمل مصطفى بيرم فعاليات المعرض في مكان ربما هو أقرب إلى الكافيه، لكن الدار حوّلته إلى ملتقى ثقافي، يرافقه فعاليات توزيع الكتب بسعر شعبي وبتواقيع لكتّاب معروفين ومميزين، اضافة إلى ندوات تناقش الفكرة وترفع من مستوى التنمية الثقافية.

في غمرة هذه الأزمة الاقتصادية يطرح السؤال التالي نفسه: أين وزارة الثقافة؟ وأين نقابة الناشرين من هذه الأنشطة؟ وما هو حجم الدعم ونوعية التقديمات التي ليس بالضرورة أن تكون مالية؟
وهل تساهم السلطات اللبنانية بطريقة من الطرق بتشجيع المطالعة، خاصة لدى الجيل الشاب؟ هذا الجيل الذي لم تُتح له فرصة التعلم المدرسي أو الجامعي هذا العام في ظلّ الاضرابات المستمرة؟
ما هي نسبة المبيع لدى دور النشر اللبنانية؟ وكيف تترجم نقابة الناشرين سياستها التنويرية؟ وهل تساهم البلديات أو الجمعيات التنموية بشكل من الأشكال بالترويج للمطالعة؟ خاصة أن اسعار الكتاب باتت كما كل شيء في لبنان بالدولار؟ لدرجة أن الأهالي وجدوا صعوبة كبيرة في شراء الكتب المدرسية هذا العام، خاصة وأن الدولار تجاوز الـ100 ألف ليرة.

 

يؤكد مدير دار المحجة البيضاء، أحمد الخرسا، أن تكلفة اقامة هذا المعرض السنوي الثالث بلغت الـ30 ألف دولار، في “صالة غاردينيا” على أتوستراد السيد هادي، وهو مكان سهل الوصول إليه على كل المهتمين سواء الصغار أو الكبار، خاصة أن المعرض يحوي كل أنواع العناوين الجديدة والقديمة.
ويتوقع الخرسا الاقبال الكثيف نظرا لوعود ادارات المدارس بالمشاركة، وإلى أن الضاحية مكان وسطي بين بيروت والضاحية الشرقية لبيروت، ويجمع نسبة كبيرة من الأعمار الشبابية.

يستمر المعرض من 5 -5 إلى 17 _5؛ أي 12 يوما للراغبين بزيارته والاطلاع على محتوياته، والمشاركة في فعالياته، خاصة أنه ثمة برنامج تنموي تثقيفي قد أعد للزوار في جو ربيعي جميل. وهو يفتح أبوابه منذ العاشرة صباحا يوميا وحتى العاشرة ليلا.

وتنشط المسؤولة الادارية فاطمة فرّان في القاعات في محاولة للسباق مع الزمن لترتيب الستاندات وتنظيم الواجهات والتنسق بين العاملين والإعلام… تعلوها امنية وحيدة وهي أن يعود الاهتمام بالكتاب إلى سابق عهده…

—————————-

* صحافية وناقدة أدبية