حقائق لا تعرفها عن المادة الشمعية التي تفرزها الأذن

 

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف*

جميعنا نعرف أن في آذاننا مادة شمعية لزجة صفراء أو بنية اللون تسمى الصملاخ.
هذا النوع من مخاط الأذن الشمعي كان مصدر قلق للناس عدة قرون! إذ اكتُشفت أدوات لإزالة الصملاخ منذ آلاف السنين في المواقع الأثرية الرومانية القديمة وفي مواقع الفايكنج الأثرية.
يبدو أن العالم أجمع سعى للتخلص من شمع الأذن وما زال يسعى إلى وقتنا الحاضر، لكن الأمر أكثر تعقيدًا، إذ إن هناك دراسات أُجريت على شمع الأذن موضحةً ماهيته وفوائده ومضاره.
يقول الدكتور هنري آو الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة واشنطن ومؤلف المقال: “أنا طبيب أنف وأذن وحنجرة للأطفال، أعمل في مستشفى سياتل للأطفال وأرى باستمرار أطفالًا يعانون مشاكل في آذانهم. ومن هذه المشاكل وجود أجسام غريبة يجب ألّا تكون في الأذن، فمثًا وجدتُ حشرات وحلوى وخرز، لكن ما أراه غالبًا هو الكثير من شمع الأذن”.
قناة أذنك مبطنة بخلايا الجلد، بالإضافة إلى غدد مختلفة تطلق موادّ مختلفة في القناة. يُنتج الصملاخ في قناة أذنك، وهو في الأساس مزيج من خلايا الجلد والعرق والزيوت الدهنية، ما يعني أنه ليس شمعًا بالمعنى الحرفي.
تختلط هذه الأشياء معًا مشكلةً كتلًا صغيرة -وأحيانًا كبيرة إلى حد ما- من مواد لزجة بنية ذهبية.
الصملاخ فريد من نوعه عند كل شخص، ويُعد شمع الأذن الرطب أكثر شيوعًا بين القوقاز والأفارقة ويكون عادةً أصفر داكنًا ولزجًا، أما الذين ينحدرون من أصول شرق آسيوية أو أمريكية أصلية، فيكون شمع الأذن عندهم فاتح اللون وجافًا وقشاريًا.
اكتشف العلماء جينًا يبدو أنه يتحكم في مدى رطوبة الشمع أو جفافه. لذلك، إذا كان شمع أذنك لزجًا ونتنًا حقًا، فهذا سبب آخر لإلقاء اللوم على والديك. لكن تختلف خاصيات شمع الأذن أيضًا تبعًا لبيئتك ونظامك الغذائي؛ فقد تحصل على شمع أغمق إذا كنت تعمل في بيئة قذرة، بالإضافة إلى ذلك فإن الصملاخ الذي بقي في أذنك فترة أطول سيكون أغمق عمومًا؛ لأنه يحبس المزيد من الأوساخ
بينما قد تعتقد أنه مصدر إزعاج فقط، يؤدي الصملاخ في الواقع بعض الأدوار المهمة، إذ يساعد في الحفاظ على رطوبة جلد أذنك وصحته، ويعتقد الأطباء أنه قد يحمي قناة الأذن من العدوى؛ فإذا لم يكن شمع الأذن موجودًا، ستشعر بالجفاف والحكة في أذنيك، ومن المحتمل أن تقوم بخدشهما باستمرار وتصاب بالتهابات قناة الأذن على نحو متكرر.
قد تعتقد أن تراكم شمع الأذن هو سبب الحكة في أذنيك، وهو ما يقلّل من حدة سمعك. فهل من الأفضل التخلّص منه حينها؟
يميل الكثير من الناس إلى إدخال شيء في آذانهم لمحاولة إخراج الشمع. تكمن المشكلة في احتمالية دفع الصملاخ نحو الداخل أكثر من الكمية المستخرجة، وإذا واصلت الدفع أكثر فأكثر للداخل، ستمتلئ قناة أذنك بالشمع عاجلًا أم آجلاً، ما قد يتسبب في انسداد قناة الأذن وحدوث آلام، أو صمم خفيف وطنين في الأذن.
إذن ما هي أفضل طريقة لإزالة الصملاخ؟ صدق أو لا تصدق، تقوم قناة الأذن من تلقاء نفسها بدفع شمع الأذن بنحو طبيعي خارج أذنك، ومع نمو الجلد في قناة الأذن، فإنه يشكل سكة طبيعية ناقلة لشمع الأذن. عمومًا، ينتقل الصملاخ ببطء إلى خارج قناة أذنك ويسقط عند الجري أو الاستحمام، ويبدو أن حركة الفك عند المضغ تساعد أيضًا في إخراج الشمع من أذنك.
هذه عملية طبيعية، لذا لا تدفع شمع الأذن نحو خط البداية مرة أخرى خلال غرس عود قطني في أذنك.
يعتقد بعض الناس خطأً أن إضاءة شمعة بالقرب من الأذن طريقة فعالة لخلق فراغ وامتصاص الشمع من أذنك. لكن تظهر الأبحاث أن هذا التصوّر خاطئ، لذا من فضلك لا تشعل أي حرائق بجوار رأسك.
في بعض الأحيان قد يكون من المفيد استخدام أنواع مختلفة من قطرات الأذن لتليين الشمع ومساعدته على الخروج من تلقاء نفسه. هناك بعض أنواع القطرات التي يمكنك شراؤها من الصيدلية، وبعض المنتجات مثل الزيوت المعدنية يمكنها أيضًا أن تفي بالغرض. إذا امتلأت أذنك كثيرا بالشمع، فقد تحتاج إلى مراجعة طبيبك لتنظيفها بعناية. لا تحاول هذا في المنزل!