تاريخ مصارعة الديكة

“اخبار الدنيا” – دانيا يوسف*

 

التاريخ مليء بالعنف الذي ينطوي على إيذاء الحيوانات وتعريضها للخطر والإصابات التي تؤدي إلى موتها في كثير من الأحيان. وذلك من قبيل التسلية والترفيه مثل: مصارعة الديكة، والثيران.
وعلى الرغم من أن هذه الممارسات تمت إدانتها بموجب القانون إلى أنها لم تختفي للابد ومازالت مستمرة حتى الآن.

متى بدأت مصارعة الديكة ؟
نشأت مصارعة الديكة منذ أكثر من 2500 عام، ويرجح المؤرخون أنها نشأت في جنوب آسيا وتعتبر من أقدم الرياضات الموثقة في التاريخ.
وعلى الرغم من الحظر المفروض عليها في العديد من البلدان إلا أنها استمرت بالازدهار ويعود تاريخ مصارعة الديكة إلى العصور الكلاسيكية حيث مارسها الإغريق لتحفيز جنودهم للقتال قبل المعارك.
انتقلت من بلاد فارس إلى اليونان، وبحلول العصور الوسطى كانت منتشرة في أوروبا وفي آسيا الصغرى وصقلية. وعلى الرغم من معارضة رجال الدين لهذة الرياضة ومحاولة السلطات لقمعها، إلا أنها بقيت الرياضة المفضلة قديماً لدى الملوك والنبلاء الإنجليز من أوائل القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر.
كانت الحكومة في كوبا تشرف على المصارعة، ولكن تم تقليص هذا النشاط في عام 1959م. بالإضافة لانتشارها في الهند والصين .

لماذا تتصارع الديكة من الأساس ؟
تتقاتل الديكة في البرية على الموائل وحتى من أجل فرص التزاوج، ولكن نادراً ما ينتج عن هذا القتال إصابات خطيرة وتنتهي هذه النزعات البسيطة بانسحاب الطرف المهزوم.
ولكن الأمر مختلف بالنسبة لتلك التي تساهم في المباريات، حيث يتم وضع نظام خاص بها فيتم تربيتها وتكييفها لزيادة القدرة على التحمل كما أن القائمين على هذه الصناعة يحقنون الديكة بالمنشطات والأدوية التي تساهم في إثارتها.
مباراة لا يفوز بها أحد
تدور المباراة بين مجموعة من الديكة وسط تشجيعات وهتاف الجمهور الذي يضع مراهنات كبيرة. وتستمر من عدة دقائق إلى حوالي نصف ساعة في حفرة دائرية يبلغ قطرها حوالي 6 أمتار محاطة بحواجز معدنية.
تُسلح الديكة بشفرات فولاذية ومسامير مثبتة في أقدامها وتحقن بالمنشطات قبل صعود المباراة. في العصور القديمة كانت تنتهي المباراة بموت أحد الديكة ولكن فيما بعد عدّلت قوانين اللعبة حيث يتم سحب الديك الأكثر تضرراً، وفي النهاية الطرف الرابح ليس هو الطرف المحظوظ فغالباً ما يعاني من إصابات حادة كالكسور البالغة في العظام وثقوب في الرئتين والعيون.

ممارسات متعلقة بـمصارعة الديكة
هناك أيضاً ممارسات غير قانونية تصاحب هذه الرياضة، كتداول المخدرات وتخريب الممتلكات العامة والعنف بين المتقامرين إلى حد الوصول لجرائم القتل.

رياضة للرجال فقط
تعتبر هذه الرياضة موجهة للرجال أكثر منها للنساء وقد يرجع ذلك للاجواء المرتبطة بها من عنف ودموية. وبرغم من مشاركة أعداد قليلة من النساء في هذه الرياضة إلا أن هذه الرياضة لطالما ارتبطت بالتعبير عن الذكورة في عدة ثقافات، فمثلا كلمة ديك-sabung و التي تترجم حرفيا في الثقافة البالية بمعنى البطل أو الرجل القوي.

———————————

*رئيسة القسم الثقافي في “الدنيا نيوز”.