تاريخ الألعاب النارية ..

 

 

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف*

تعتبر الألعاب النارية مرادفة للاحتفالات، وعُرفت الصين أنها مهد هذه الألعاب. من المعروف أيضا أن الصين كانت وراء اختراع البارود الذي مهدّ للألعاب النارية الحديثة. وفقا للرواية الصينية للقصة، يعود اختراع الألعاب النارية لطباخ صيني. قام هذا الطباخ، عن طريق الخطأ، بخلط ثلاث مكونات هي الفحم، والكبريت ونترات البوتاسيوم، فنتج عنها خليط أسود هش. وحين أوقد النار على هذا الخليط، انفجر وانبعثت منه تشكيلة جميلة من الألوان. ثم كشفت تجارب أخرى أنه حين يحشى هذا الخليط في فسيلة خيزران، ويوقد عليها، تنفجر بفرقعة عالية جدا.
في حين تنسب العديد من القصص للراهب الصيني “لي تيان” من مقاطعة هونان الفضل في اختراع الألعاب النارية الأولى. وتقول إحدى هذه القصص أن “لي تيان” قام بطرد روح الشر المتقلبة لتنين، من خلال إشعال فسائل الخيزران التي تحتوي على بعض المواد المتفجرة. فانفجرت فسائل الخيزران محدثة دويا عاليا، أخاف روح التنين الشريرة وأبعدها.
ولتاريخ الألعاب النارية جذوره في “ليونانغ”، في مقاطعة هونان في الصين. وهي معروفة باسم “عاصمة العالم للألعاب النارية”، وتعتبر المركز الرئيسي لإنتاج الألعاب النارية في الصين. كما تعتبر الصين اكبر منتج ومصدر للألعاب النارية في العالم. في وقت لاحق أجرى الصينيون تجارب أخرى مستخدمين أنابيب الخيزران المليئة بمسحوق البارود، والتي كانت مفتوحة من إحدى طرفيها. وقاموا بربط هذه الأنابيب بسهام طويلة، ثم إطلاقها من منصة مصنوعة من عصي الخيزران. وعندما أشعلت هذه الأنابيب، انطلقت بقوة كبيرة محدثة زخما مذهلا. ومن هنا جاءت الصواريخ. واستخدم الصينيون الصواريخ خلال الغزو المغولي في القرن الثالث عشر لمحاربة الغزاة. وهكذا، بدأ استخدام البارود في الحروب. ويعتقد ان معرفة البارود قد وصلت إلى الشرق الأوسط من الصين عبر الهند. وكان العرب يسمون نترات البوتاسيوم أو الملح الصخري باسم “الثلج الصيني”، والالعاب النارية باسم “الزهور الصينية”، لأنها اختراعات صينية الأصل.
ومع أن بعض المصادر تنسب إلى ماركو بولو إدخال البارود والألعاب النارية إلى اوروبا خلال القرن الثالث عشر، يرى آخرون أن الصليبيين هم من قاموا بذلك.
وبدل تطوير الألعاب النارية لأجل الترفيه، اهتم الأوروبيون بإظهار براعة البارود في الحروب. وبالتالي، كان البارود يستخدم قي البنادق، والمدافع والصواريخ.
وحتى اليوم، تشكّل الألعاب النارية جزءا هاما في العديد من الاحتفالات والمناسبات الثقافية في الصين.
ختاما، انتشرت الألعاب النارية في مختلف الثقافات والمجتمعات عبر جميع أنواع العالم. وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الاحتفالات، والانتصارات، والمناسبات السعيدة.

—————————————

رئيسة القسم الثقافي في “الدنيا نيوز”