الوطن الرهينة …

 

بقلم العميد منذر الايوبي*

بين النائب ميشال معوض وسعادة الورقة البيضاء تنافس على ملء كرسي الشغور، بحث عن توافق افرقاء سياسيين مفترقين تائهين بين فكي كماشة..! وعود عرقوبية “العرقوب من يضربُ به المثَل في خُلْفِ الوعد”، وردية للناس من جهة، شخصية مذهبية او طائفية من اخرى قد تنحو ايديولوجية تعتمد بروباغندا آحادية المنظور مضادة للموضوعية، خلفية اضطرار لا قناعة تُظَهر وتُسوق شخصيات لُمِعَت ذات “أبواع” -جمع باع: وحدة قياس طولي- حوارية قياسية تتبنى حرية التعبير شكلآ ضمان بقاء وتسيد..!
في السياق، باتت كلمة (اهلنا او ناسنا) نقطة ارتكاز سياسية شعبوية تتداولها السن السادة، تعبير وجودي فئوي لا وطني بعيد عن وحدة الشعب ولحمته “كل على مزبلته صياح”؛ تبرير ارتكابات سلبية او ايجابية لكنها رفضية حصرية بالمشترك تبنى على ظروف وحيثيات تتناسب مع رغبات شريحة اجتماعية مذهبية دون اخرى تعمق انقسامآ وتولد انعزالآ ..!

في الارتهان تبعية، ارتباط حركي ادراكي يسلخ انسانية ويسرق كرامة، خطف وطن يرمى رهينة على قارعة الاقليم، في شرط استمراره تغطية رهن مستقبلي متجدد Open and Close.. هو “الارتهان” ليس وليد لحظة او مرحلة بل ضارب في اعماق تاريخنا “حلال” استعانة بالاجنبي ولو دك بالمنجنيق مرفأ المدينة واحرق ثلثها..!
في الفراغ؛ او التخليل حيز خال من مادة، ممارسة حكام بغوا، تبذير وقت واستكانة، استعباد شعب واستذلاله بالتعصب والانانية.. الهندسة المالية Financial Engineering من علم تخمين المخاطر Actuarial science يقال “انها دم الحياة للإبداع المالي”، مسلك تطوير منتجات أسواق المال (Financial Market Products) تحولت فراغية خَواء مبرهنة بثلاثة ابعاد متضادة تنافر دون استواء وبعد عن استقامة “دولة، مصرف مركزي، مصارف”..!

في الاستخراج Extraction ازالة القيح او استئصال الورم كشط دقيق، هو في السياسة استنباط آراء وحلول إن تعذر فافتقاد تخريجة وجوب لجوء الى تفريغ الضغط من القاعة العامة؛ وخلافآ للاقتراع السري دستورآ لعل اعتماد العلني على رؤوس الاشهاد باب ولوج نحو تحميل مسؤوليات وانهاء مهزلة…

أَوهَتَ أكفُّهُمُ، جماعة جعلت الوطن بيدقآ على رقعة هواهم تخطي مباديء وخرق دستور، تكرار جلسات عقيمة تنضح عيبآ استوطن الثقافة السياسية، وصمة بلغت حد ازدراء وانعدام مسؤولية تطال المركز الاول للجمهورية البائسة دون حياء، أداء معيوب والعيب صنو الحرام وان كان الاخير مصدره النصوص الدينية..!

في حفل الترسيم منح درجة كهنوتية او ترقي ليصبح القرار رسميآ.. مكانيآ هو شأن آخر تحديد وتخطيط حد تضييق جغرافي، مانع تجاوز بعد فصل الخصومة.. تاليآ اخذ الترسيم البحري بعد لأي مع العدو سنوات، خسارة ثمينة لاستخراج واستثمار..!
في ترسيم الرئيس العتيد وقت ضائع أثمن، ربما محبذ محمود بحكم المعضلة دعوة السيد آموس هوكستاين للمباشرة بعملية الترسيم السياسي والرئاسي هي من ضرورات المخاض اضحت..!
الرجل صاحب فضل في جهد ووقت، استحال من اهل البيت ملم بأزقة الوضع اللبناني الداخلي والفوارس الكوارث، ذو قدرة على سباحة في عباب كما تدجين ذئاب..! واذ بات من الثابت ان لا طائف جديد ولا مؤتمر تاسيسي يجدد البيعة وربما يؤمن تطوير النظام السياسي، فإن صفة ووظيفة مستشار الامن القومي الاميركي( لشؤون الطاقة) يفترض تعديلها الى “الشؤون اللبنانية”..- ما احوجنا اليه..!
له بعد نجاح في تحقيق الترسيم البحري قدرة استنساخ واسقاط على الرئاسي الاعقد لا اصعب..!

ام تعد الرعاية الاميركية اجمالآ عبئآ استراتيجيآ فالغالبية ان ليس الكُل في مرماها ومرعاها مباشرة  او مواربةً، في سلوكياتها بعض لياقة وتفهم للمصالح والرغبات الفرنسية السعودية، نوع من تنسيق مبين لا يحجب قدرة نطق عبارة “اما بعد” اذ لها بت الحكم وفصل الخطاب..! مُرٌ هو الانتظار قمة الالم والامل معآ، حرقة تحقيق الموعود..! عودة الحياة الطبيعية الى الوطن ستأخذ سنوات لكن “في الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ – يوحنا 1:1” وهي اول كل شيء..!!!

بيروت في 15.11.2022