النساء لا يعترفن بعمرهن الحقيقي نعم ولكن الامر ليس كذلك .. فالعمر الذاتي يختلف تماما عن العمر الحقيقي

 

الدنيا نيوز – دانيا يوسف

لعلك صادفت هذا الأمر ذات مرة، إذ سألت إحدى النساء عن عمرها، ولم تخبرك بعمرها الحقيقي، هذا إن أخبرتك بأي رقم عن عمرها من الأساس. ولعلك ظننت أيضا أن هذه المشكلة تتعلق بالنساء فقط، وأنهن تملن إلى المبالغة والبعد عن الواقعية إذ تميل كل واحدة منهن إلى تقييم نفسها بأقل من عمرها الزمني أو البيولوجي. ولكن الدراسات السيكولوجية تشير إلى غير ذلك.
بينما نتقدم في السن، نميل إلى الشعور بأننا أصغر مما نحن عليه بعمرنا الزمني، خاصة إذا كان عمرك فوق الـ35، فتميل إلى الشعور بأن عمرك أصغر من ذلك بنحو 10 سنوات. وهذا ما يطلق عليه علماء النفس العمر الذاتي Subjective age والذي يختلف عن العمر الحقيقي للفرد. وهذا أمر جيد بالطبع، فالشعور أنك أصغر يعني علامة على الصحة الجيدة، ومعدل وفيات أقل، ومعدل أقل للإصابة بالأمراض، مما يعني حياة أفضل.
يقيس العلماء هذا العمر الذاتي بسؤال الأشخاص عن العمر الذي يشعرون به بغض النظر عن عمرهم الحقيقي. وفي تجربة منشورة في مجلة جيروتولوجي The Journals of Gerotology، سأل الباحثون المشاركين في التجربة عن ما يشعرون أنه عمرهم في مجالات مختلفة من الحياة، لمعرفة مدى تأثر شعورهم بالعمر في كل مجال. وهذه المجالات هي العائلة والعلاقات الاجتماعية والأصدقاء والعمل والصحة.
وكانت النتيجة أن شعور الشخص بعمره يختلف من مجال لآخر، تبعا لثقافة المجتمع. ففي المجتمعات الغربية مثلا، يميل المجتمع إلى النظر لكبار السن على أنهم غير مؤهلين للمنافسة في سوق العمل، لذلك يميل العاملون إلى الشعور بأنهم دوما أصغر من عمرهم الحقيقي، حتى تكون هذه إشارة غير واعية منهم على أنهم أصحاء وقادرين على تأدية العمل.
على الجانب الآخر تختلف تلك النظرة لكبار السن في مجالات أخرى كالأسرة والترفيه، والتي وجد الباحثون فيها الناس تميل إلى الشعور بعمر أقرب كثيرا لعمرهم الحقيقي، لأن دلالة العمر في هذا المجال ليست سلبية كثيرا. لذلك يرشح الباحثون أن العمر الذي تشعر به يعد مؤشرا عن مدى صحتك عقليا وجسديا على عكس العمر البيولوجي.
لذلك في المرة القادمة التي تسأل فيها امرأة ولا تخبرك عن عمرها الحقيقي، اعلم أنها لا تفعل ذلك لمحاولة خداعك أو تضليلك، ولكنها تحاول أن ترسل إليك إشارة عن مدى صحتها ولياقتها وجمالها، لكي تعبر لها عن إعجابك بها.