الرئيس بوتين هو الاصدق !!…

 

بِقَلَم ألعَميد مُنذِر ألأيوبي*

في حَمأَة ألتَحقيقات و ألإستِقصاءات ألتي يُجريهَا ألمُحَقِق ألخَاص ألمُكَلَف مِن قِبَل وِزارَة ألعَدل ألأميركيَة “روبرت مولر” Robert Mueller حَولَ ألمَعلومات و ألشُبُهات ألَتي تُشير إلى تَدَخِل جِهاز ألمُخابَرات ألروسيَة في ألإنتِخابات ألرئاسيَة فَلَيسََ مِن ألسُهولَة بِمَكان أن تُضاعَف ألشُكوك و يُقْدِم ألرئيس ألأميركي دونالد ترامب عَلى تَكذيب وَ نِكران صحَة تَقارير وَكالة ألمُخابرات ألأميركية CIA ألمُتَضَمِنة أنَ كوريا ألشمالية ما زالت تُتابع تَصنيع و تَطوير برامِجها ألصاروخية ألباليستية ، ألَتي تُشَكِل تَهديدَآ يَتَمَثَل في ألقُدرَة على تَوجيه ضَرَبات تَطال مُعظَم ألولايات ألشاطئية ألأميركية ، مُصَرِحَآ :
“أنَهُ لا يَعتَقِد ألأمر صَحيحَآ و أنَه يُصَدِق ألرئيس ألروسي بوتين ألَذي أقنَعَهُ بِعَكسِ ذَلِكَ”..!!

بِألتَزامُن ، وَ في مُقابَلَة تلفِزيونية أجرَتها َقناة CBS مَع مُساعِد رَئيس مَكتَب ألتَحقيقات ألفدرالي FBI ألسابِق “أندرو ماكيب” Andrew McCabe أكَدَ ألأخير ألمُؤكَد ،، عِلمَآ أن ألرئيس ترامب سَبَقَ وَ عَزَلَهُ مِن مَنصِبِه خلال شهر آذار 2018 نَظَرَآ لِأداءِهِ دَورَآ هامَآ وَ مُساعِدَآ في تَحقيقات “مولر”،، وَ وِفقَ “مكايب” فَقَد حَاول مَسؤولي ألإستِخبارات إقناع ترامب أنَ ألمَعلومات ألإستخباراتية دَقيقَة لَكِن الرَئيس أجابَهُم:” أنا لا أهتم ، أنا أُصَدق بوتين”.!

إستِطرادَآ ،، لا شَكَ أنَ عَدَم ثِقَة الرئيس ترامب بِأجهِزَتِه في قَضيَة “أمن قَومي” يُعتَبَر أمرَآ غَير مَسبوق ،، كَما أنَ عَدَم رَغبَتِه في ألإستِجابَة لِتَقييم ألوَضع الحَقيقي و إهمالِهِ صِدقيَة ألتَقارير كانَ “صادِمَآ جِدَآ” ،، لا سيَما وَ أنَ ألصُوَر ألمُلتَقَطَة
مِن ألقَمَرَين ألإصطِناعييَن ألعَسكَرييَن ألتَجَسُسييَن Spy Satellites KH-13 و Golden Eye تُشير إلى أنَ كوريا الشَمالية تُواصِل تَجاربَها إنطِلاقَآ مِن قاعِدَة “تونغ شانغ-ري” Tong Zhang-ri عَلى السَاحِل الغَربي ..
مِن جِهَةٍ أُخْرى ،، تَداوَلَت وسائِل ألإعلام ألأميركية ألقضية “ألمُعضِلَة” Dilemma مُعتَبرةً أن تَقارُب ألرئيس ألأميركي مع ألزعيم ألكوري ألشمالي “كيم جونج أون” Kim Jong-un بَعد لِقاء ألقِمَة ألذي عُقِدَ بَينَهُما في سنغافورة مُنتصَف عام 2018 لا يَمنَح ألأخير شَهادَة حُسن سلوك في نواياه و أداءِه ، مَع ألإشارة إلى أنَ كِلا ألرئيسين تَعَهدا في حِينِهِ بِنَزع السِلاح النَووي من شِبهِ الجَزيرة الكورية ،،
و هَذا مَا دَفعَ ترامب إلى التَأكيد أيضَآ أن “كوريا الشَمالية لَم تَعُد تُشَكِل تَهديدَآ نَوَويَآ”.

في نَفسِ ألسِيَّاق ، تَرَى دوائر “ألبنتاغون” وزارة ألدفاع أن ألبرنامج ألصاروخي لِ “بيونغ يانغ” يَتَطَور بِسُرعَة و أنَ القُدرة على ضَرب الشواطئ الأميركية القاريَّة أمرٌ غَير مَسموح و لا يُمكِن ألمُخاطرة به ،
و هيَ سَبَقَ وَ وَجَهَت إنتِقادات إلى ألرَئيس ترامب مُعتَبِرةً إياه أنَهُ قَدَمَ تَنازُلات دونَ الحُصول عَلى تَعَهُدات مؤكَدَة مِن الزَعيم الكوري بِإنهاء بَرامِج تَصنيع الصَواريخ الباليستية ألتي تَحمِل رؤوسآ نَوويَة و حراريَّة ..

بِألمُقابِل عَبَرَ المُدير العَام لِلوَكالة الدَوليَة لِلطاقَة الذَريَة IAEA “يوكيا أمانو” Yukiya Amano عَن إستِعداده لِلقيام بِدَور أساسي في إطار ألتَحَقُق مِن وَضع البَرنامَج النَوَوي لِكوريا الشَماليَة مَع إستِمرار المُحادَثات الدَوليَة الراميَة إلى نَزع الأسلِحَة النَوَوية مِن شِبه الجَزيرة الكورية … كَما دَعا التَقرير السَنَوي لِلوَكالة “بيونغ يانغ” إلى ألإمتِثال ألتام وَ ألتَعاون وِفقَآ لِقَرارات مَجلِس الأمن ألدَولي ..

يُشار إلى أنَ قاعِدَة بيانات مُنَظَمَة مُبادَرَة ألتَهديد النَوَوي NTI رَصَدَت و أحْصَت إجراء كوريا الشمالية 19 إختِباراً لِلصاروخ ألعَابِر لِلقارات Hwasong-16 ذو مَسافَة تَحليق Flight Capability 13000 Km مِما يُشير إلى إنتِهاكٍ فاضِحٍ لِلحَظر ألمَفروض مِن الأُمَم المُتَحِدَة …

لا شَكَ أنَ ألجَدَل حَولَ كوريا ألشَمالية و بَرنامَجِها ألنَوَوي لَن يَتَوَقَف وَ سَيَتَفاقَم بين أروِقَة ألبَيت ألأبيَض وَ دَوائِر وِزارَة ألدِفاع ألتي تَصِف قَرارات ألرَئيس ترامب بِأنَها في مُنتَهى ألتَناقُض أللاعَقلاني فَمِن جِهَة يُقَرِر ألإنسِحاب مِن إتفاق 5+1 ألمُتَعلِق بألبرنامج ألنووي ألإيراني ألذي لَم يُسَجِل أيَ خَرق مِن قِبَل طَهران مُنذُ تَوقيعَه ،، في حين يَعتَبِر ألعَكس بِألنسبة لِ “بيونغ يانغ” Pyongyang رُغم عَدَم إلتزامِها و تَفعيلٍَها بَرنامَجها ألصَّاروخي ..!

 

مِن ألبَديهي أنَ ألرَئيس بوتين مُرتاحٌ لِما يَجري في واشنطن فَ ثِقَة ألرئيس ترامب “ألمجانية” لَهُ وَ تَضَعضُعٍ ألإدارَة ألعَميقَة ، كَذَلِكَ تَصاعُد ألخِلاف بَينَ ترامب و أجهِزَة ألأمن ألقَومي ألأميركي:
“مَكتَبَي ألإستطلاع ألوَطَني و ألتَحقيقات ألفدرالية – وكالات ألأمن ألقومي، ألمُخابرات ألمركزية و إستخبارات ألدِفاع‫” ، يُمكِن إستِثمارُه بِكُل بَساطَة لِما فِيهِ مَصْلَحَة روسيا ألإستراتيجيَة في كُلِ ساحاتِ ألصِراع و لَيسَ آخِرَها فِنزويلا ..‬

أخيرَآ ،، حَاسِمَآ سَيَكون لِقاء ألقِمَة ألثاني بَين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و زَعيم كوريا الشمالية “كيم جونغ أون” في فيتنام يَومَي 27 و 28 شباط “ألحالي” 2019 ،، إذْ سَيُزيل كُل إلتِباس
و إشتِباه لا بَل سَيَمضيان قُدُمَآ في حال نَجحَ ألإثنان بألإنتِقال مِن مَرحَلة إتفاق نَزع السِلاح النووى ألذي سَبَقَ و أبرَماهُ في ألقِمة-1 ألسابِقَة ، إلى إبرامِ مُعاهَدَة جَديدَة تَتَضَمَن إتِخاذ إجراءات مَلموسَة لِتَفكيك برامِج ألأسلحة ألصاروخية ألنووية تَحتَ إشراف IAEA و بِموازاة التَحَقُق الدولي ألصارِم ..

*عَميد، كاتِب و بَاحِث في ألشؤون ألأمنية و ألإستراتيجية.