الانتخابات التونسية : قيس سعيد يقترب من قرطاج

“الدنيا نيوز” – خاص

 

تواجه مساء البارحة الجمعة المرشحان للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية، أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد ورجل الاعلام نبيل القروي في مناظرة تلفزية على الشاشة الرسمية دامت حوالي ساعتين، وطرحت المناظرة أسئلة ضمن محاور حول الأمن القومي، والسياسة الخارجية، وصلاحيات رئيس الجمهورية بعلاقته بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، والشأن العام، ووعود المائة يوم الأولى من عهدة خمس سنوات رئاسة.
وتعد المناظرة الثنائية التي حققت نسبة مشاهدة عالية جدا الأولى من نوعها في تاريخ تونس بين المترشحين المتسابقين للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
جاءت المناظرة قبل ساعتين من حلول الصمت الانتخابي وكانت محور حديث التونسيين وتفاعلهم على منصات التواصل الاجتماعي .
وفِي استطلاع رأي قامت به “الدنيا نيوز” مع بعض الشخصيات، قال مدير الديوان الرئاسي السابق الدكتور عدنان منصر : “المناظرة وإن كانت شكلا ناجحة، فقد كانت مضموناً غير متكافئة، ومن تتبع أطوارها استخلص ذلك منذ لحظاتها الأولى. أعتقد أن المناظرة، أعطت لمساندي قيس سعيد وحتى للمترددين في التصويت أسبابا إضافية لدعمه في انتخابات الغد”.
مضيفا : “هناك لحظات وجدانية هامة في هذه المناظرة وأهمها في نظري لحظتان : عودة قيس سعيد للحظة المؤسسة للحرية، ولصورتها الرمزية (صورة الشاب وهو يطلق عصفوره من القفص يوم 14 جانفي)، ولحظة فلسطين: واعتبار التطبيع خيانة واعتبار اسرائيل عدوا. عموما لقد بدا لي قيس سعيد ينتمي لعالم مختلف كثيرا عن عالم منافسه، بدا منتصرا للقيم المؤسسة لضميرنا الجمعي، في حين بدا منافسه مضطربا وغير واثق من نفسه وبعيدا جدا عن نفس تلك القيم”.
ورأت الكاتبة والشاعرة راضية الشهايبي : “تفاعل التونسيين حول المناظرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي كان واسعا، والحث على انتخاب قيس سعيد او نبيل القروي كان صريحا، وقد جاء في شكل المنشورات توضيحية، كما أن مخاطبة الاحزاب لقواعدها سيكون له تأثيره اقوى ولو أن كل هذه التفاعلات جاءت او بالتحديد تضاعفت اثر المناظرة وبالتالي فالمناظرة لها تأثير كبير واهم تأثير هو اهتمام المواطن بها حيث ان الشوارع خلت من المارة، وهذا يدل ان التونسي مازال يبحث عن مرشحه او ربما يريد ان يتأكد عبر هذه المناظرة من سيختار”.
من جانبه أكد الاعلامي سمير جراي للدنيا نيوز أن المناظرة في شكلها هي نجاح آخر للتجربة الديمقراطية والتونسية، تضع الصراع والخلافات السياسية على طريق المنافسة السياسية المباشرة عبر الحوار مع المترشحين وتقديم رؤاهم وتصوراتهم مباشرة للشعب، وهي أحد أسس الديمقراطية التي نطمح إليها منذ سنوات، كما أنها تعبير عن الوعي السياسي والديمقراطي الذي بلغه الشعب التونسي وله أن يفخر بتجربته برغم كل الهنات الموجودة.
وأوضح سمير جراي : “أن المناظرة من حيث المضمون مثلت فرصة للمترشحين لتقديم برامجهم ومخاطبة الناخبين ومكنت المواطن من الاستماع إلى المترشحين والحكم على أداهم وبرامجهم وأفكارهم وهو ما يكرس حق المواطن في التعرف على من سينتخب وحقه في مشاهدة أداء المترشحين دون أقنعة وأسئلة جاهزة”.
وأضاف جراي : “الأكيد أن الكثيرين ممن لم يحسموا موقفهم في الاختيار بعد، بين المترشحين للدور الثاني للانتخابات الرئاسية قد أفادتهم المناظرة على القناة الوطنية في اختيار من سيصوتون له، صحيح المناظرة لا تمثل فرصة للمترشح للتعبير عن كل أفكاره وبرامجه بحكم وقتها المحدد لكن تبقى وسيلة من وسائل التحاور المباشر بين المرشحين وهي تعبيرة ديمقراطية تساعد المواطنين على التعرف على المرشحين وتقييم أفكارهم وبرامجهم”.
ومن المنتظر أن يقصد التونسيون مكاتب الاقتراع غدا الأحد لاختيار رئيسهم بعد دورة أولى شهدت تصويتا عقابيا استبعد الأحزاب السياسية الحاكمة وأدت إلى تأهل نبيل القروي وقيس سعيد.
وتتسم اجواء انتخابات الدورة الرئاسية الثانية بمظاهر التوتر والقلق والحيرة بسبب تردي الوضع الاقتصادي وتنامي الغضب المجتمعي.