أغرب حالات وفاة العلماء في التاريخ

 

“اخبار الدنيا” – دانيا بوسف*

شهد التاريخ الكثير من حالات الوفاة للعلماء التي كانت في منتهى الغرابة. وفي آخر كتاب لعالم الفيزياء “أوغينيو مانويل فيرنانديز”، دوّنت حالات الانتحار والحوادث والقتل وكل ما يتعلق بالتاريخ الأسود للعلماء.
نورد لكم أغرب ست حالات وفاة بين صفوف العلماء على مرّ التاريخ.
دانيال كاريون Daniel Alcides Carrión
12 أغسطس 1857 – 5 أكتوبر 1885
خلال دراسته، اهتم كاريون بالبحوث المتعلقة بحمى أوروبا وبمرض الثؤلول البيروفي. ولإجراء البحوث اللازمة، قام العالم بحقن نفسه بسائل مستخرج من أحد المرضى.
وبعد 20 يومًا، بدأ يشعر بتدهور حالته الصحية وأوجاع في كاحله. وفي مرحلة موالية، ساءت حالته التي رافقتها أعراض الحمى والقلق والأرق.
وبالتوازي مع ذلك، كان الطبيب يدوّن كل ما واجهه. وبعد تسعة أيام، أصبح كاريون غير قادر على الكتابة، وأوكل هذه المهمة لأحد زملائه.
بفضل هذه الأبحاث توصل العالم إلى نتائج ساعدت على التعرف على الجرثومة المسببة لداء الثؤلول البيروفي الذي حيّر مجتمعه في ذلك الوقت.
وتوفي كاريون بعد 17 يومًا من ظهور أول أعراض المرض، وذلك في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 1885. وقد أثارت قصة وفاته اهتمام الصحف آنذاك، مما جعل بلاده تعلن أن يوم الخامس من أكتوبر/تشرين الأول هو اليوم الوطني للطب في البيرو. كما لقب العالم “بشهيد الطب البيروفي”.
كارين ويتيرهاهن Karen Wetterhahn
16 أكتوبر 1948 – 8 يونيو 1997
ساعدت وفاة عالمة الكيميائية واختصاصية المعادن الثقيلة المجتمع العلمي على إعادة التفكير في جميع البروتوكولات الأمنية. وخلال صيف 1996، كانت ويتيرهاهن تجري تجارب حول كيفية تفاعل أيونات الزئبق في عملية إصلاح الحمض النووي. أما الإجراءات الوقائية، فقد اقتصرت على ارتداء قفازات بلاستيكية، وهنا يكمن سبب وفاتها.
وخلال هذه التجارب، سقطت قطرتان من مادة الزئبق على يدها، رغم أنه من الناحية النظرية كانت تبدو محمية.
وبعد ثلاثة أشهر، بدأت العالمة تشعر بألم في البطن وتعاني من فقدان الوزن بطريقة مثيرة للقلق. وبعد أقل من سنة، بدأت تظهر عليها الأعراض العصبية للتسمم بالزئبق، المعدن الثقيل الذي تجاوزت نسبته في دمها 80% من الكمية المسموح بها.
وبفضل وفاة كارين تم التعرف على أن ثنائي ميثيل الزئبق قادر على عبور الجلد في بضع ثوان بعد اختراق حواجز كان يعتقد في السابق أنها تحميه”. وبالتالي ساهمت هذه الحادثة في تجنب آلاف حالات الوفاة في المختبرات التي تجرى فيها التجارب العلمية، وذلك بعد أن وضعت قواعد سلامة بناء عما كشفت عنه حادثة وفاة العالمة.
أغناتس سيملفيس Ignaz Semmelweis
13 أغسطس 1865 – 1 يوليو 1818
عرف العالم أغناتس سيملفيس خلال مسيرته العلمية والمهنية باندفاعه وجرأته. وخلال القرن التاسع عشر، كانت حمى النفاس منتشرة في العديد من المستشفيات في فيينا، من بينها تلك التي كان يعمل بها سيملفيس.
ورغم اكتشافه سبب هذا الداء، فإن ملاحظاته لم تلاق استحسانًا وواجهت كثيرًا الانتقادات من قبل النقابات العلمية. ورغم ذلك، لم تقنعه تفسيرات أسباب وفيات النساء، وأكد أن حمى النفاس تنتقل بكثرة بسبب عدم تعقيم وتطهير أيدي الأطباء بعد معاينة كل حالة ولادة.
وتسبب سيملفيس في غضب أستاذه، عندما علم أنه أمر بتركيب أحواض وأرغم الطلاب على غسل أيديهم قبل فحص النساء الحوامل. وفي وقت لاحق جرى عزل العالم من مهنة الطب، ثم أرسل إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية حيث توفي بعد ثلاث سنوات. ورغم ذلك، توصل لويس باستور وروبرت كوخ إلى نفس نتائجه التي لاقت قبولا وتأييدا، وقد كان ذلك بعد 40 سنة من وفاته.
جاسون ألتوم Jason Altom
6 أكتوبر 1971 – 15 أغسطس 1998
حصل جاسون ألتوم على منحة دراسية للعمل مع الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، إلياس جيمس خوري، في جامعة هارفارد. وفي وقت لاحق، عثر على جثة ألتوم، الذي ترك بجواره ملاحظة وردت فيها العبارات التالية “لا تحاول إنعاشي. خطر: سيانيد البوتاسيوم”.
ونظرًا لأنه شرب السم الذي سرقه في السابق من مختبر خوري، حرص ألتوم على ألا يتوفى أي شخص في محاولة إسعافه عبر النفخ في فمه. وبالإضافة إلى ذلك، ترك ثلاثة خطابات أخرى موجهة إلى والديه، وإلى قسم الكيمياء في جامعة هارفارد وإلى خوري.
وقد كشفت عائلته عن محتويات الرسائل التي ذكرت أن الضغط الذي سلطته الجامعة عليه والذي كان السبب في انتحاره أمر “كان من الممكن تجنبه”.
ومن بين العبارات التي كتبها والتي جعلت منه بطلا بين الطلاب، تبرز التالية “المدرسون لهم الكثير من النفوذ لتحديد مصير حياة طلاب المراحل العليا”.

وبعد سنة من وفاته، نشر زملاؤه البحث حول الجزيء الذي أجرى التوم بحوثا حوله، وظهر اسمه بين أسماء مؤلفي البحث.
ديان فوسي Dian Fossey
16 يناير 1932 – 26 ديسمبر 1985
أراد عالم الأنثروبولوجيا، لويس ليكي، إجراء دراسة حول الأوليات الكبرى، وعوّل على ثلاث باحثات في ذلك. وكانت ديان فوسي من بين هذه المجموعة التي أرسلت إلى رواندا للتعامل مع الغوريلا. ومن بين هذه المجموعة أيضًا كانت فوسي الأكثر تضررا من هذه المغامرة.
وخلال عملها، طورت فوسي علاقتها مع الغوريلا، خاصة أحد هذه الحيوانات الذي يدعى ديجيت. وحاولت بذل جهدها من أجل وقف الاعتداءات في حق الغوريلا التي يمارسها السكان المحليون. وبعد توالي التهديدات من قبل الصيادين والحكومة الرواندية، عثر على جثة فوسي في بيتها، التي كانت علامات الاعتداء عليها ظاهرة وبشعة.
وألهمت قصة فوسي الكتاب وعالم السينما، وقد وثقت قصتها تحت عنوان “الغوريلا في الضباب”.

——————————

*رئيسة القسم الثقافي في “الدنيا نيوز”