أردوغان – بوتين لقاء القمة الاول لهذا العام..

بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*
العاصمة الروسية موسكو كانت أليَوم مسرح ألحدث ،، ففي زيارة لم تمتد لأكثر من بضع ساعات هبطت طائرة ألرئيس ألتركي رجب طيب أردوغان على مدرج مطار “دوموديدوفو” الدولي يرافقه وفد تركي رفيع المستوى ضم وزيري الخارجية و الدفاع مولود تشاووش أوغلو وخلوصي آكار ، رئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان و مسؤولين آخرين لِلِقاء ألرئيس ألروسي فلاديمير بوتين و أركانه و لمناقشة و تنسيق ألخطوات و ألتدابير من تطوّرات الوضع في سوريا إضافَةً إلى ملفات أخرى تتعلّق بالسياسة الإقليمية والدولية ..
و كانت وزارة ألخارجية ألروسية قد إستبقت وصول ألرئيس ألتركي بإعلانها أن ألوَضع ألعسكري ألميداني في منطقة خفض ألتصعيد في محافظة إدلب شمال سوريا ينحو بإتجاه تدهور خطير و مثير للقلق ،، حيث صرحت الناطقة الرسمية بإسم ألخارجية ألروسية ماريا زاخاروفا بأن “الوضع في إدلب وحولها خطر جدآ ، و كذلك في منطقة خفض التصعيد و يتدهور بسرعة ، كما أن الأراضي عمليآ باتت تحت سيطرة كاملة من قبل “هيئة تحرير الشام” الموالية لـ”النصرة “..”
من ألمؤكد أن تصريح “زاخاروفا” أتى رسالة موجهة للقيادة ألتركية ألمعنية بهذه ألمنطقة حاليآ و إبلاغها ضرورة احتواء تداعيات سيطرة جبهة النصرة على إدلب و ريفها …
 
في سياقٍ متصل ،، دأبت ألقوات التابعة لجبهة ألنصرة و ألميليشيات ألمتحالفة معها على إستفزاز ألقوات ألسورية و ألحامية ألعسكرية لقاعدة حميميم الجوية الروسية ، حيث إعتبرت موسكو هذه ألعمليات غير بريئة و تأتي في سياق تحريض مخابراتي ملعوب تركيآ ..
 
ميدانيآ ،، في إشارةٍ بالغة ألدلالة شن مسلحو “جبهة النصرة” الإرهابي و حلفاؤه في تنظيمي “حراس الدين” و”أجناد القوقاز” الإرهابيين هجومآ عنيفآ ليل الثلاثاء أول من أمس على أمتداد خطوط ألتماس ألغربية مع مراكز ألجيش ألسوري و بصورة خاصة على محوري الكتيبة المهجورة وبلدة طويل الحليب إلى الغرب من مطار أبو الظهور العسكري جنوب شرق إدلب ،، و قد أحُبِط ألهجوم بعد مواجهات دامية إسفرت عن مقتل عشرات ألمسلحين ألمهاجمين و أسر عدد منهم ..
و كان قد سبق هذه ألعمليات إعلان جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة تأييدها ألهجوم التركي ألمزمع على المقاتلين الأكراد مما يؤكد الارتباط الوثيق وتقاطع المصالح بين الطرفين ،، بآلتوازي أعلن ألأرهابي أسامة العبسي الواحديألملقب أبو محمد ألجولاني قائد “جبهة النصرة لأهل الشام ” في مقابلة نشرت مؤخرآ على قناة ألهيئة “أن حزب العمال الكردستاني عدو لهذه الثورة ويستولي على مناطق يقطن فيها عدد كبير من العرب السنة”.

بالعودة إلى لقاء ألقِمة بوتين – أردوغان ألذي عقد أليَوم و شارك فيه وزير ألخارجية ألروسي لافروف و ألقيادة ألعسكرية ألروسية جرى ألإتفاق على

الخطوات التي يمكن للجانبين اتخاذها للحفاظ على استقرار الوضع في محافظة إدلب السورية ،، كما أُعلِمَ ألجانب ألتركي ضرورة عدم ألتشويش و تسهيل ألحوار الذي تدعمه موسكو بين ألفصائل ألكردية و ألحُكومة ألسورية ..

من جهة أخرى ،، و في نفس ألسياق وافق ألرئيس بوتين على استضافة لقاء قمّة يضم رؤساء ألدول ألثلاث روسيا وتركيا وإيران يعقد بداية ألشهر ألمقبل بهدف تسريع ألحل ألسياسي في سوريا و تنفيذ مقررات أستانة … كما إعتبر بوتين انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا خطوة إيجابية تدخل في إطار إستعادة ألدولة ألسورية سيادتها على أراضيها ..
بنهاية أليَوم ألطويل من ألمناقشات ألتفصيلية ألتي تولاها فريقي ألعمل أعلن ألرئيس أردوغان :
” إنّ من المهم ألّا يترك الإنسحاب الأميركي من سوريا مجالاً للإرهابيين كي يعيثوا فساداً ،، و أضاف إن لا مشكلة مع روسيا بشأن منطقة آمنة مزمعة في سوريا ، مشيراً إلى أنّ المعركة مشتركة ضدّ المنظمات الإرهابية في إدلب السورية و ستستمر ..
من ألواضح أن لا مفر من ألمشاورات و ألمحادثات ألمنتظمة ،، فهي تأتي في خضم تغيرات متسارعة على صعيد ألإقليم ، و في ظل كباش دولي بين محوري ألقوى ألمتصارعة قد يؤدي أقله إلى إشعال حربٍ بألوكالة على ألحدود ألشمالية لإسرائيل و جبهة ألجولان ،، من هنا كان أللقاء ضروريآ لِأزالة ألكثير من ألنقاط ألملتبسة بين ألجانبين سواءً على ألصعيد ألإستراتيجي و ألجيو سياسي كما على صعيد ألأمن ألإقليمي لمنطقة ألشرق ألأوسط و مناطق ألنفوذ و بما يضمن أيضآ مصالحهما ألمتقاطعة و ألمتشابكة و ألأمن ألقومي لكل منهما ..
*عَميد ، كاتِب وَ باحِث في ألشؤون ألأمنية و ألإستراتيجية.