لم يعد بعيداً…
بقلم : عباس صالح
أتذكرينني ؟
يوم التقينا في مواسم العناب..
حينها آثرتِ وأصررتِ على أن تلبسينني أثواب العرَّافين والكهنة وآلهة المعابد المتمترسين خلف حَمَلَةِ الصولجان.. وأنصتتِ بكل جوارحك إلى صوتي الأجش الرخيم …وأنا أتلو عليكِ المزامير المنمقة بتيجان نفيسة تتلبس رؤوس الكلمات.
أخبرتك فيما تنبّأت به
أنني أرى الريح عاتية صرصر ..
وان الآتي في ضباب كثيف يحجب الرؤيا..
وان الغيوم داكنة ..
والارض في مخاض.. لتلفظ من بطنها أهل الشرور….
أتذكرينني ؟
يومها أنبأتكِ بما تحمله الأعاصير … ورسمت سواداً في الدجى…
واليوم.. في مواسم العناب
أعيد الاعتبار للآتي .. وأبشِّرك
بأن فجر الوجود لم يعد بعيداً..