وكيل التفليسة …

 

بِقَلَم ألعَميد مُنْذِر ألأيوبي *

لا تزال الطبقة السياسية في لُبنان و الدولة الضحلة تراوح مكانها في وضعية “الاجترار الوسواسي” Obsessive Ruminations مع الاشارة الى ان المعنى اللغوي لِكلمة “الاجترار” تعبر في الاصل عن سلوك استرجاع الحيوان لما في بطنه مِن غذاء و دون الولوج الى التشبيه المقارن في الفعل و الفاعل فإن ما تؤكده انماط الاستجابة Response Patterns السياسية المدعومة تجريبيآ عَلى مر 77 عامآ مِن نيل الاستقلال عن الحضن الفرنسي بانها قصدية Intentionally لا وطنية مصلحية و طائفية متكررة مبتذلة تنحو بالعامة نحو تصرفات و مخاوف منطقية غير ناتجة عن ضائقة واحدة بَل عن قلق و ضيق عميم و ظلم مستشري مِما يعوق اداء مهامهم اليومية او سعيهم لرزقهم مع هدر الوقت الثمين و استنزاف الكفاءات الشبابية كما تدفع نحو اضطرابات نفسية بلغت نسبآ مرتفعة مِن دَلالاتِها ان الاستهلاك الاكبر مِن المنتجات الدوائية هي مِن اصناف المهدئات و مضادات الكآبة و الادمان الارادي في انعدام النوم لحتمية مواصلة دورة الحياة بما يخفف مِن المشاعر القهرية Compulsive ..!
بَعدَ المصائب التي هطلت عَلى رؤوس الناس قبل و بعد الانفجار المفجع لَم تعد الشرائح الاجتماعية عَلى تنوعها في وضعية الدفع لتغيير او اسقاط السلطة الحاكمة و الاوليغارشية المستحكمة اذ تلاشت تدريجيآ قدرة المقاومة و الرفض و لَم تدنو مِن مرحلة العصيان المدني Civil Disobedience الذي يعتبر السلاح الامضى نتيجة عوامل شتى في مقدمتها ان لا “مهاتما غاندي” يقودها و اخرى تفكيكية مجهضة ترتبط بالولاءت ان لَم نقل الاستزلام للزعامات التقليدية الاقطاعية و المستجدة كما للالتزام الطائفي عَلى علة الحفاظ عَلى المكتسبات اما الارتهان للخارج فهو معلن عَلى طيف متعدد الالوان منقسم عاموديآ مِن انقرة الى طهران اقليميآ ومِن باريس الى واشنطن دوليآ في خلفيته المؤكدة الصراع التاريخي مع الكَيان العدو صلحآ مطروحآ من جهة و مقاومة متجذرة من اخرى بالترادف مع التغيرات الجيو سياسية المرسومة و بالتوازي مع الاهداف الاستراتيجية للقوس الآسيوي الممتد مِن موسكو الى بكين ..!

في المبادرة الفرنسية ؛ خِلافآ لكل ما اعلن و ما زال يعلن مِن موافقة اوقبول و تأييد كان الوقت كفيلآ باظهار ما كان مضمرآ بألإقدام عَلى بيعها في يوم جمعة اسود Black Friday للاميركي مِن منطلق الرهان ان ما ادرج من اسماء في اللائحة السوداء Black Listed قد يدخله في مرحلة الغيبوبة المؤقتة Black Out حتى ‪20 كانون الثاني‬ المقبل موعد استلام الرئيس الاميركي المنتخب Joe Biden مهامه دستوريآ ..!
كما ان الديماغوجية Démagogie التي تميز بها القابضين عَلى ناصية الوطن في قمة اهدافها الكسب السياسي و الشعبوي بالمفرق و السطو عَلى المال العام و الخاص بالجملة اصبحت مكشوفةً خاليةً مِن اي منطق برهاني Logic Proof ينطق بها اجترارآ ببغائيآ عَلى الشاشات مأجورين لا موالين اساليب مِن السفسطائية مع فنون الكلام المنمق المبسط و المتزندق عَلى اعتقاد سذاجة العامة او معظمهم في تملق مبتذل و بالتالي اللعب عَلى العواطف و الغرائز مع تعذر النجاح ..!

في التحقيق الجنائي Forensic Audit هشلت Alvarez & Marsal سواءً بحرية قرارها إحترامآ لذاتها
و شخصيتها المعنوية او وفق الخطة B المؤامرة الافتراضية او الممكنة بهدف افشال مهمتها عَبرَ تواطؤ مقصود يمنحها تعويضآ بقيمة 150.000 مجانآ و “يا دار ما دخلك شر”..
أما المصرف المركزي الفرنسي الذي يقوم بعملية تدقيق في حسابات المصرف المركزي بقرار مِن الرئيس الفرنسي Macron “وكيل ألتَفليسَة” Placeholder Bankruptcy و بموافقة الحاكم بامر الناس دون تنسيق مفترض مع السلطة المركزية او وزارة المالية فهو يهدف وفق ما يقرأ الى اعلان الافلاس فور مد اليد عَلى “الخرج” الاحتياطي الالزامي و بالتالي طحن عظام الجثة المتعفنة ..!
“الجحيم هو ألآخرون” مقولة للفيلسوف الفرنسي J.P Sartre في مسرحيته ” لا مخرج”. حيث يرى ان الجحيم لَيسَ تعذيبآ بالنار لكنه يأتي مِن ألآخرين . نعم لقد سمحنا لهم ان يشكلوا حقيقتنا حيث وصلنا
الى نهاية مسدودة و بتنا في الجحيم .؟

بيروت في 27.11.2021.2020