هكذا كشف التحري عصابة تبيع أطفال عن طريق الأم البديلة؟

 

العميد المتقاعد أنور يحيى*

في شهر تشرين الثاني من العام 2007 لاحظت السيدة روز ،أن خادمتها الفليبينية ليا،تتناول بأستمرار دواءً لتقوية الرحم، علما أنها بخدمتها منذ سنة وقالت أنها عازبة سألتها عن أسباب تناولها الدواء فاجابت ان لديها صديقة فيليبينة ، تعمل خادمة أيضا،سبق أن خضعت لعملية: insemination لدى الدكتور سمير، وهو طبيب نسائي في محلة الاشرفية، الذي تابع مراحل الحمل لديها وعند الولادة تقاضت عشرة الأف دولارا أميركيا وقد سلمت الطفل الى الطبيب الذي بدوره سلمه لزوجين عاقرين وقد سُجِّل الطفل على أسم الزوجين!

طلبت الصديقة من ليا، مرافقتها الى عيادة الدكتور سمير وهناك قابلت السكرتيرة حنة التي عرضت عليها الخضوع لعملية تلقيح إصطناعي، على أن يتابع الدكتور سمير الكشوفات والتحاليل اللازمة مجانا، وستتقاضى ليا، عشرة الأف دولار أميركي ، تقبض خمسة الأف عند الأنتهاء من التلقيح وخمسة الأف عند الولادة.
التقت الدكتور سمير ثلاث مرات بعد التلقيح الأصطناعي، وهي ستقدم الرحم،الحامل للبويضة،لأشهر الحمل التسعة،وعند الولادة تخرج من المستشفى بعد ثلاثة أيام وتتقاضى الخمسة الأف دولارالباقية ويُسلِّم  المولود الجديد الى زوجين عاقرين ويسجل على إسميهما!
أصّر الطبيب أن علاقة ليا، المالية هي حصرا بالسكريتارة،حنة،التي طلبت من ليا إبقاء هذه العملية سرية للغاية لانها مخالفة للقانون، وأن إفشاء ليا بأي كلام سيعرضها للحبس لانها أختارت الخضوع للعملية بملء إرادتها!
أن لون بشرة الخادمة الفليبنية، ليا،شديد السمرة. ويماثل لون بشرة السيدة راما المتزوجة من المغترب اللبناني الذي التقت به في السنغال والقادم من جنوب لبنان، وصاحب شركة مالية كبيرة ومؤسسات صناعية هناك، وهي من مرضى الدكتور سمير،وقد عالجها مع زوجها  عشر سنوات دون النجاح بجعلها تحمل طبيعيا ويستحيل إحتمالها للتلقيح الأصطناعي لدواع طبية بحتة.
تفاهمت السكرتيرة حنة، والطبيب سمير،على إرشاد راما وزوجها لاعتماد طريقة File Protease أي الرحم البديل، بحيت يتم تلقيح سيدة قريبة الملامح من أحد الزوجين،وعند الولادة بأشراف الطبيب يُسلَّم الطفل اليهما وهما يسجلانه على إسميهما،بسرية مطلقة،لكن لقاء دفع مبلغ 25 الف دولارأميركي لتغطية الكشوفات والتحاليل والصور الصوتية والأدوية وتكاليف عملية الولادة في مستشفى واسع الشهرة في بيروت يعتمده هذا الطبيب الذي تخرج من جامعة تستخدمه كمركز طبي لتدريب تلامذة الطب العام والأختصاص.!
بعد شهرين من التلقيح الأصطناعي، قبضت ليا الفي دولار أميركي، وطلب اليها الطبيب المشرف سمير ترك العمل والأقامة في شقة صفيرة في محلة حارة صخر قرب تمثال مار مارون، وقد راجعت السيدة روز صاحب مكتب الأستخدام وطلبت خادمة بديلة لإن ليا،لديها عرضا يغنيها عن العمل وقد تصبح من الأثرياء إذا تابعت مهنة الأم البديلة بأشراف الدكتور سمير!

 

بعد مرور ثلا ثة أشهر على الحمل طالبت ليا من السكرتيرة حنة،دفع بقية الثلاثة الأف دولارا أميركا وفقا للتفاهم بينهما بأشراف الطبيب المعالج،لكن حنة أخذت تماطل بالدفع مما أغضب ليا،التي ترتبط بعلاقة غرامية بأحد المحامين المشهورين ، وقد طلبت منه الأدعاء على ريتا والطبيب بجرم الأحتيال والتزوير،بحيث يُعتقد أن الطبيب،سمير ،سبق له القيام بأعتماد طريقة الأم البديل،وتامين أطفال للعاقرين الأثرياء،لا يمكنهم تبني الاطفال ،لأسباب دينية بحتة!
قدم المحامي ،جوزاف،إخبارا الى النيابة العامة التميزية ،التي أحالته الى قسم المباحث الجنائية المركزية في الشرطة القضائية،حيث باشرت دورية متخصصة بهكذا جرائم وأستمعت الى أقوال:ليا التي أكدت قبضها لألفي دولار أميركي من حنة مباشرة،فور خضوعها للتلقيح الأصطناعي على يد الطبيب سمير، الذي أنكر أي علم له بقضية الأموال المدفوعة ووضع المسؤلية على السكرتارة، التي قالت أنها أشفقت على عائلة راما وزوجها ،بعد عشر سنوات من متابعة العلاج لدى الدكتور سمير،صاحب الشهرة الواسعة بأمراض العقم والولادة، ودون التوصل الى نتيجة أيجابية للحمل! فأرشدتهما الى خادمة فليبنية ،جون، سبق أن تعاملت معها  حنة، وهي صديقة ليا، وتم تلقيحها أصطناعيا (جون)وأنجبت طفلا كامل النمو وتسلمه زوجين عاقرين مقابل عشرين ألف دولار أميركي،وسجل المولود الجديد على أسم الزوجين وتم تنظيم وثيقة ولادة له لدى مختار المحلة،والذي قدم شاهدين معروفين من قبله،لقاء ثلاثماية دولارا أميركيا دفعها الزوج للمختار الذي سلم الزوج بعد إسبوع أخراج قيد بالطفل الجديد على أسمه وسجله العائلي!
تبين أن هذا الطبيب الذائع الصيت،يرتبط بصداقة قوية مع كبار القوم،وتوسط مع الخادمة ،ليا،للسكوت عن القضية،ومتابعة مراحل الحمل والخضوع الى كافة الفحوصات الطبية والمخبرية والشعاعية بأشرافه ،وقد غطت حنة كافة النفقات،طيلة فترة الحمل التي دامت تسعة أشهر،وقالت أنها تدفع هذه الأموال خدمة للأنسانية وفقا لتوجهات الطبيب سمير!! والذي أشفق قلبه على زوجين عاقرين يتغذر عليهما الحصول على طفل يرث بعدهما الثروة الكبيرة التي حصّلها الزوج في أفريقيا على مدى ثلاثين سنة من الإغتراب!
تراجعت ليا على أي طلب وقالت بأفادتها بأن الطبيب سمير،المشرف على تلقيحها ومتابعة مراحل الحمل، لم يفاتحها بأي مكافاة عند الولادة وأن الطفل الذي سيتم ولادته،سيقدم الى عائلة مستورة وفقا للأصول وهي التي تنتظر المعجزة بالحصول على طفل ولو بطريقة الفانوس السحري!
النيابة العامة التميزية أشارت بترك الجميع رهن التحقيق،وختم المحاضر وأيداعها جانبها  وحيث سيتم متابعته من قبل محامعام تمييزي وفقا للأصول ..ولم يتم توقيف أحد،علما أن المعلومات قوية بأقدام الطبيب سمير وسكرتارته ريتا،على القيام بعمليات التلقيح الأصطناعي عبر أعتماد الرحم البديل لأكثر من مرة وتقاضي الأموال الطائلة الغير مشروعة!
لم تتابع الشرطة القضائية لاحقا هذه القضية وفقا لأشارة النيابة العامة التميزية..إنما تحققنا من إكمال مراحل الحمل والولادة ولاحقا  إعتمدنا ليا بصفة مخبر لدى الشرطة القضائية وقدمت معلومات هامة جدا بقضايا جنائية جرى إستثمارها بأشراف النيابة العامة المختصة!
أن تسجيل مولد جديد على أسم والدين لا ينتمي اليهما الطفل هو جريمة جنائية يتعاون فيها الطبيب وفريقه والمختار وأدارة المستشفى مقابل استفادة مالية كبيرة للتغاضي عن الحقيقة.
أن قطعات الشرطة القضائية تعمل كضابطة عدلية متخصصة بكشف الجرائم بعد وقوعها، وتعمل بأشراف النيابة العامة وتتقيد بأشارتها بكل دقة، وتخضع للمطالبة المسلكية الصارمة التي قد تؤدي بالمسؤول الأمني الى الطرد أو الأنقطاع الدائم عن الخدمة،كما تخضع للمحاسبة العدلية ومنها عقوبة الحبس الجنائي، تبعا للخطأ أو الفساد المرتكب،لكن من يحاسب بعض القضاة والأطباء  مسلكيا أو عدليا عن تجاوزات يقترفونها تلبية لتدخل سياسي عليهم أو طمعابمنصب أكبر أو للتمتع بالمال أو الذهب أوالجنس؟ أنه دور نقابة الأطباء والتفتيش القضائي الصارم بعد الضمير المهني للمسؤل!

————————

*قائد الشرطة القضائية السابق