مدىً مُستباح…

 

بقلم: فاطمة صالح *

______________

تـَسلقتُ صهوةَ ذاكَ العبورْ ..
طويتُ الرياحَ ..
قطعتُ الرمادَ ..
عبرتُ الجسورْ ..
وجبتُ بلاديْ ..
وفوقَ الذرىْ …
حادثتني النسورْ ..
وفرخُ الحمام ِ ,
يرفرفُ ,
حول الكلام ِ الجميلْ ..
ويهطلُ ثلجٌ ,
يغطي المروجَ ….
وتعويْ الذئابْ …..
سألتُ ” أسامة َ ” :
– أينَ العقالُ ..؟!
وأين السروجُ ..؟!
وأين الجيادْ ..؟!!
فأخفى تعابيرَهُ ..
واستدارْ ..
فـَزِعـْتُ…


– الفرنجة ُ ـ يا صاحبي ـ في البلادْ ..
ونارُ المواقدِ تخبو..
فأين الزنادْ ..!؟
الفرنجةُ ـ يا صاحبي ـ دخلوا الدارَ ..
أمي بمفردها..!!
– لا تخافي..!
– و أختي ـ على شرفة الفجرِ ـ تصحو ,
وقمصانـُها راعفة ْ ..!!
أسامة ُ :
إن غـناءَ الرعاةِ ,
أضاعَ الحقولَ ..
وفرساننا , أبدلتْ صخرة ً, بوسادة ْ..!!
وأمي ..!!!
أسامة ُ …
أمي بمفردها..!!
والذئابْ ..!!!
وصوتُ المؤذن ِ ,
كسَّرهُ الغاصبونَ ..
وألقوهُ من قامةِ المئذنة ْ ..!!
– يا أسامة ُ ..!
لمْ يلتفتْ..
فبكيتُ ..
وألقيتُ طفلي , على ساعديهِ ..
وهرولتُ ..
– أمـــي….!!!
وَ وسّدْتـُها مهجتي..
وارتحلتُ ..
ارتحلتُ ..
إليها..
ومنها..
وفيها..
وطـــارَ أسامة ُ نحوي ..
وناولني..
فبكيتُ ..
وقبّـلتُ طفلي..
وزغردتِ النسوةُ القادماتُ ..
وأمي تصلـّي…
وكان الجوادُ المطهّمُ ..
يـُودِعُ أقدامَه ُ في الرياحْ ..
وجيشُ المغول ِ ..
يحاصرهُ القادمون مع الفجرِ ,
يأتزرونَ الرماحْ ..
وأشــهـدُ …..
أن الجبالَ ,
ستـُخرِجُ ريحانـَها ,
من دماءِ أبي..
وستنشرهُ
كالجناحْ ….
_______________________

*شاعرة وكاتبة سورية