محققون أوروبيون في لبنان الشهر المقبل لاستكمال التحقيقات في ملفات رياض سلامة والاختلاسات..

نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول قضائي قوله ان محققين اوروبيين سيزورون لبنان الشهر المقبل في إطار تحقيقات يجرونها بشأن ثروة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة.

ويأتي هذا التطور في القضية بعدما كانت فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ  جمدت 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية قبل أشهر في إطار تحقيقات حول سلامة في قضايا تبييض أموال واختلاس في لبنان.

وقال المسؤول القضائي اللبناني، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول الحديث للاعلام، إن “وفوداً تضمّ مدعين عامين وقضاة تحقيق ومدعين عامين ماليين من ألمانيا ولوكسمبورغ وفرنسا (…) ستصل إلى بيروت تباعاً بين 9 و20 كانون الثاني/ يناير المقبل”.

وان هدف الزيارة هو استكمال تحقيقات عالقة في قضايا مالية مرتبطة بسلامة.

وأضاف المسؤول أن السلطات المعنية في الدول الثلاث أبلغت النائب العام التمييزي في لبنان غسان عويدات أنها تنوي “التحقيق مع سلامة ومسؤولين في مصرف لبنان ومدراء مصارف تجارية”.

وأشار المسؤول إلى أن الوفود القضائية لم تطلب مساعدة القضاء اللبناني “بل جلّ ما فعلوه هو إخطار لبنان بمواعيد وصول الوفود وتاريخ الاستجوابات التي سيجرونها، وأسماء الذين سيخضعون للتحقيق”، وبينهم سلامة.

ويواجه سلامة شكاوى كثيرة ضده في لبنان ودول أوروبية، لكنه طالما نفى الاتهامات الموجهة إليه، معتبراً أن ملاحقته تأتي في سياق عملية “لتشويه” صورته.

وتحقق سويسرا منذ نحو عامين بعمليات اختلاس أموال “تضر بمصرف لبنان” يُشتبه بوقوف سلامة وشقيقه خلفها وقُدرت بأكثر من 300 مليون دولار.

ومنذ تموز/يوليو 2021، يحقق القضاء المالي الفرنسي في ثروة سلامة، وقد وجه بداية الشهر الحالي لعشيقته وأم ابنته الأوكرانية آنا كوزاكوفا اتهامات بينها غسل أموال واحتيال ضريبي.

وفي 28 آذار/مارس 2022، أعلنت وحدة التعاون القضائي الأوروبية “يوروجاست” أن فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ جمدت 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية إثر تحقيق استهدف سلامة وأربعة من المقربين منه بتهم تبييض أموال و”اختلاس أموال عامة في لبنان بقيمة أكثر من 330 مليون دولار و5 ملايين يورو على التوالي، بين 2002 و2021″.

وفي لبنان، يواجه سلامة قضايا عدة بينها تحقيق محلي بشأن ثروته بناء على التحقيق السويسري، إلا أنها لم تصل إلى أي نتيجة بعد جراء الحمايات السياسية التي ما زال يتمتع بها، والناجمة عن شراكات له يحكى عنها مع بعض كبار السياسيين النافذين في لبنان، يؤمنون له الحماية مقابل سكوته عنهم.

ورغم الشكاوى والاستدعاءات والتحقيقات ومنع السفر الصادر بحقه في لبنان، لا يزال سلامة في منصبه الذي يشغله منذ عام 1993، ما جعله أحد أطول حكام المصارف المركزية عهداً في العالم. ومن المفترض أن تنتهي ولايته في أيار/مايو 2023.

ومنذ بدء الانهيار الاقتصادي في 2019 وفقدان الليرة اللبنانية أكثر من 95 في المئة من قيمتها، يتعرض سلامة لانتقادات حادة لسياساته النقدية باعتبار أنها راكمت الديون.

لكنه دافع مراراً عن نفسه قائلاً إن المصرف المركزي “موّل الدولة، ولكنه لم يصرف الأموال”، محملاً المسؤولين السياسيين مسؤولية الانهيار.