متلازمة القلب المكسور…هل تؤدي الى الوفاة ؟ وما هو العلاج؟

 

الدنيا نيوز – دانيا يوسف

 

قد يتعرض بعض الأشخاص لمواقف عاطفية ‫مؤلمة أو عصيبة تؤثر على صحة القلب بالفعل، وهو ما يعرف باسم متلازمة ‫القلب المكسور، حيث تتشابه أعراض هذه المتلازمة مع أعراض النوبات ‫القلبية، وقد تصبح هذه الأعراض أكثر خطورة إذا استمرت فترة أطول.
‫وأوضح فيلكس شرودر، من مركز القلب والأوعية الدموية بمدينة هامبورج بألمانيا، أن متلازمة القلب المكسور عبارة عن مرض يصيب عضلة القلب بسبب ‫ارتفاع مستوى هرمونات التوتر، وبعبارة أخرى عند تعرض المرء للحزن أو ‫القلق الشديد، فإن قلبه لن يعمل بصورة صحيحة.
‫وتبدأ الأعراض بظهور آلام بالذراع الأيسر، ثم ينتقل الألم بعد ذلك إلى ‫الجانب الأيسر من الصدر. ويشتبه الأطباء عادةً بحدوث نوبة قلبية، وهو ‫ما يتطلب إدخال المريض إلى غرفة العناية المركزة، ولكن الأوعية التاجية ‫للمريض تبدو بصورة سليمة ولا توجد هناك أي انسدادات، كما هو معتاد مع ‫حالات النوبات القلبية.
اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو (Takotsubo cardiomyopathy) وتُسمَّى أيضًا بمتلازمة القلب المكسور، وهي حالة شخصها للمرة الأولى باحثون يابانيون منذ أكثر من عشرين سنة مرت، وجذبت الكثير من الانتباه في الدول الغربية في العشر سنوات الأخيرة. تاكوتسوبو يُؤثِّر بشكلٍ مؤقت على قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، وعند حدوث هذا تظهر على الشخص نفس أعراض الأزمة القلبية، بما في ذلك آلام الصدر وضيق التنفس- وبشكل أقل شيوعا- يمكنه أن يؤدي إلى الموت.
رغم أن أعراض الأزمة القلبية هي نفس أعراض اعتلال التاكوتسوبو، إلّا أن أسباب كل منها مختلفة. ففي حين أن سبب الأزمة القلبية هو حدوث انسداد في أحد الشرايين التاجية التي تٌغذِّي عضلة القلب، ما زلنا لا نعرف بشكل واضح تماما الآلية الدقيقة التي تُسبِّب حدوث التاكوتسوبو.
ما الذي يسبِّب متلازمة القلب المكسور؟
يسبق معظم حالات التاكوتسوبو تعرض الشخص لضغوطات نفسية أو جسدية شديدة. وقد كان أول تشخيص لهذه الحالة لسيدة عانت من أزمة عاطفية سببت لها صدمة ومن هنا جاء الاسم الشائع لهذه الحالة (متلازمة القلب المكسور).
ترتبط بالتاكوتسوبو أنواع مختلفة من الضغوطات النفسية، بداية من تلك التي قد تبدو تافهة، وحتى تلك الأحداث شديدة الوطأة التي تُغيِّر من مجرى حياة الشخص.
من هم المعرضون للإصابة بمتلازمة القلب المفطور؟
وفقًا لأحد الأبحاث يظهر أن متلازمة القلب المفطور غالبا ما تُصيب النساء.
لا يبدو واضحا بعد لِمَ النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بالتاكوتسوبو، أو لماذا يصيب هذا الاعتلال بعض الأشخاص دون البعض الآخر كاستجابة للتعرض للإجهاد -النفسي والجسدي-، يمكن أن يكون للأمر علاقة بأن البعض منا لديه مرونة نفسية أقل في مقاومته للضغط والإجهاد، ولكن بدلًا من ذلك، قد يكون السبب هو عامل جسدي لدى بعض الناس هو الذي يسبب هذه الآثار؛ مثل عدم قدرة الجسد على التأقلم والتكيف مع الزيادة المفاجئة في كميات هرمونات الإجهاد المفرزة عند تعرض الجسد لإجهاد أو لضغط ما.
كيف يُجرَى تشخيص الإصابة بمتلازمة القلب المكسور؟
عادةً ما تُشخَّص حالة القلب المفطور عندما يتم إسعاف شخص ظهرت عليه أعراض الأزمة القلبية ويجرى لهم تصوير للأوعية التاجية بأشعة إكس الذي يسمى angiography وهي خطوة تجرى لفحص وجود انسداد في الأوعية الدموية.
وخلال التصوير يجد الأطباء أن سبب هذه الأعراض ليس وجود انسداد في الأوعية التاجية، ولكنهم يلاحظون بدلًا من ذلك حدوث نوع من التقلص غير الطبيعي في البطين الأيسر.
العلاج:
العلاج المبدئي للتاكوتسوبو هو نفس علاج النوبة القلبية، ولكن عند التشخيص الكامل للحالة سيكون هناك بعض التغيرات في الأدوية المعطاة. أدوية تعرف بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (Angiotensin-Converting Enzyme- ACE) والتي تعمل على ارتخاء الأوعية الدموية، و(حاصرات مستقبلات بيتا – beta blocker) التي تتحكم في ضربات القلب وتقوم بخفض ضغط الدم المرتفع، وتستخدم هذه الأدوية عادة لتخفيف عبء العمل على القلب. ولكن في الوقت الراهن ليس من الواضح ما هي الأدوية الأكثر إفادة في علاج التاكوتسوبو أو المدة التي ينبغي استخدامها فيها.
هناك أدلة متزايدة على أن المشاعر السلبية مثل الضغط والاكتئاب والغضب والإحباط والفزع والخوف والقلق، جميعها ذات صلة بزيادة خطر ظهور مشاكل في القلب، وهي كذلك لها علاقة بحدوث نتائج أسوأ للأشخاص الذين لديهم مشاكل في القلب.
ونادرا ما يتعرض مرضى متلازمة القلب المكسور للوفاة أثناء ‫أحداثها مقارنة بالنوبات القلبية، غير أن المتابعة طويلة المدى أظهرت ‫إمكانية تعرض الأشخاص للإصابة بها مرارا وتكرارا.
‫وتشمل خيارات العلاج العقاقير ‫والعلاج النفسي، وتعليم المريض كيفية التعامل مع التوتر بصورة أفضل، ومن ‫المستحسن أيضا الاهتمام بممارسة رياضات قوة التحمل؛ نظرا لأنها تعمل على ‫تقوية القلب وتساعد في التعامل مع التوتر بشكل أفضل.
ما الذي يحصل للدماغ عندما ينكسر قلب أحدهم؟
لعل من أصعب الأوقات التي مررت بها أو ستمر بها في حياتك هي اللحظة التي فيها سيكسر قلبك من قبل الشخص الذي أحببته سواء كان برفضه لحبك أو لأي سبب كان. تلك الأحلام الكبيرة والخطط المستقبلية معه أو معها كلها تتلاشى في لحظة وفي هذه اللحظة بالذات تبدأ بتخيل صعوبة الحياة بدونه أو بدونها و كأن عقارب الساعة توقفت وكل شيء وقف عند تلك اللحظة.
إذن كيف يؤثر فقدان الشخص الذي أحببته على التركيبات الكيميائية لدماغك؟ وفي ما يلي سنتعرف على الأشياء التي تحصل لدماغك بعد كسر قلبك والدراسة التي أجريت حول ذلك نشرت في مجلة علمية أجنبية.
أولًا: يجب القول أن كسر القلب يؤلم الشخص بشدة وكأن شخصا ما ضربك على قلبك حيث أشيرت دراسة حديثة أن حجم الألم العاطفي هو كحجم الألم الجسدي بالإضافة إلى أن نشاط الدماغ يكون أكثر لدى الأشخاص الذين اختبرو الألم العاطفي من الألم الجسدي.
اللحظة التي يكسر فيها قلبك يفرز جسمك هورمون الكورتيزول والأدرينالين اللذان يقومان بإظهار كل أنواع الأعراض الجسدية مثل الغثيان وصعوبة التنفس وكذلك ضعف عضلة القلب التي يسميها الأطباء اعتلال عضلة القلب والتي قد تكون مميتة في بعض الأوقات.
أقام الباحثون في جامعة روتغيرس في نيوجيرسي بالطلب من10 من النساء و5 من الرجال الذين تُركوا مؤخرا من قبل الأشخاص الذين أحبوهم أن يدخلوا آلة التصوير بالرنين المغناطيسي وطلب منهم النظر إلى صور الحبيب أو الحبيبة السابقة. بدا الأمر أن الأختبار كأنه أشبه بنوع من التعذيب للمتطوعين من النساء والرجال ولكن هذا الاختبار ساهم في فهم أشياء مثيرة للاهتمام في علم الأعصاب حول المنكسرة قلوبهم.
في الحقيقة أظهر الفحص بالأشعة أن نشاط أدمغتهم كان أشبه بنشاط أدمغة مدمني المخدرات الذين يمرون بفترة الإقلاع عنها. ذلك لأن الوقوع في الحب أشبه بالإدمان على المخدرات وذلك يحفز منطقة الخلايا العصبية التي تكافئ الجسم بإفراز هورمون السعادة الذي يسمى (دوبامين). والدوبامين بدوره يدع دماغك يطلب المزيد، والذي يشرح سبب تعلقك بالحبيب أو الحبيبة وعدم تحمل ابتعادهم عنك. ولكن لا تقلق فهنالك حلول للتخفيف من حدة الألم وتخطي هذه المشكلة العاطفية والتعايش معها وهنالك أناس أبهروا العالم بصنع قصص نجاح من قصص الحب الفاشلة.
إليك الطرق التالية التي من شأنها أن تخفف عنك:
أحط نفسك بالأهل والأصدقاء: اقضِ وقتك معهم، دعمهم سيفيدك جدًّا وسيخفف عنك وستتحسن حالتك النفسية.
أعِد ممارسة هواية قديمة أو مارس هواية جديدة: انشغل بشيء آخر كهواية قديمة لم تمارسها منذ زمن لكي لا يكون لديك الوقت للتفكير بمشكلتك العاطفية أو مارس شيئا جديدا كتعلم لغة.
استثمر وقتك جيدا: استثمر وقتك وعليك التذكر أن وقتك هو أغلى ما تملك فلا تضيعه أبدا في مشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى الموسيقى التي لن تنفعك وستبكيك وستذكرك به أو بها أكثر.
طور من نفسك وحياتك: انشغل بتطوير نفسك وحياتك، ركز على المواهب التي لديك وطورها.
شارك بالأعمال التطوعية والخيرية: مساعدة الآخرين والشعور أنك تقوم بشيء يفيد الإنسان والإنسانية من المؤكد أفضل من الشعور بالبكاء وعدم عمل أي شيء.