ما هي العلاقة بين العيش في المدن وارتفاع ضغط الدم؟

 

“الدنيا نيوز” –  دانيا يوسف
تشير دراسة جديدة نشرت في مجلة الصحة العامة (Journal of Public Health) إلى أن تلوث الهواء والعيش في الشقق السكنية قد يترافق مع زيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري من النمط الثاني.
الأمراض القلبية الوعائية هي السبب الرئيسي للوفاة في البلدان النامية. ارتفاع ضغط الدم والمتلازمة الاستقلابية هي من المسببات الهامة للأمراض القلبية الوعائية. ترتبط المتلازمة الاستقلابية بسمنة البطن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات السكر في الدم. وترتبط هذه الحالات مع خطورة أعلى لمختلف المشاكل الصحية. أسباب هذه الاضطرابات معقدة وترتبط بالعوامل الوراثية، ونمط الحياة، والنظام الغذائي، والعوامل البيئية بما في ذلك تلوث الهواء، والضوضاء، والإقامة في التجمعات السكنية.
حقق الباحثون في العلاقة بين التعرض الطويل الأمد لتلوث الهواء المحيط والمسافة السكنية إلى المساحات الخضراء والطرق الرئيسية مع تطور ارتفاع ضغط الدم وبعض مكونات المتلازمة الاستقلابية (وتشمل هذه المكونات: مستوى الدهون الثلاثية العالي، وانخفاض الليبوبروتين عالي الكثافة HDL، وارتفاع نسبة السكر في الدم، والسمنة). تم تقييم هذه الارتباطات بين الأشخاص الذين يعيشون في منازل خاصة أو منازل متعددة الطوابق (تعيش فيها عدة أسر) في مدينة كاوناس، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 280.000 وثاني أكبر مدينة في ليتوانيا.
تشير النتائج إلى أن مستويات تلوث الهواء أعلى من المتوسط ترتبط بزيادة خطر ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية ومع ذلك، لوحظ التأثير السلبي لملوثات الهواء المرورية فقط في المشاركين الذين عاشوا في المباني متعددة الأسر.
نظرا لوجود حركة مرور أكبر بالقرب من المباني متعددة الشقق، فقد يرتبط ذلك بحدوث ارتفاع في ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، تعد البيئة المبنية والكثافة السكنية العالية وحركة المرور في الشوارع وتكويناتها عوامل أخرى مرتبطة بالتفاعلات الاجتماعية والعلاقات الداعمة، والتي قد تؤثر أيضا على صحة القلب والأوعية الدموية.
لوحظ أن اخضرار وحجم ونوع المساحات العامة المفتوحة المتاحة لها علاقة عكسية بعوامل الخطر التي تم تقييمها. بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون آثارا إيجابية للبيئة الطبيعية، وشددوا على التأثير الإيجابي لهذه المساحات على صحة القلب والأوعية الدموية.
وقال آني برازين المؤلف الرئيسي للدراسة: “نتائج بحثنا تمكننا من القول إنه يجب علينا أن ننظم أكبر قدر ممكن من مساحة المعيشة لشخص واحد في المنازل متعددة الأسر، وتحسين عزل الضوضاء، وتعزيز تنمية المساحات الخضراء في المنازل متعددة الأسر”.

—————