ماذا بعد …؟

 

بِقَلَم ألعَميد مُنْذِر ألأيوبي *

ها هي الذكرى الاولى لثورة 17 تشرين او الحراك الشعبي بعد عام مضى تلامس وجداننا بها دموع الاعين بارقة و في التفاتة مرغمة الى الوراء لما حصل و استجد تأكد المؤكد إذ ان ما ارتُكِب بحق الشعب كان مهولآ
و ما أخَفي عَلى الناس كان عظيمآ ؛ تدهور الوطن الى الحضيض مقاربآ التلاشي كما انهارت الدولة بقضها و قضيضها فلم يبق منها سِوى رَسمٍ دَرَس ، و اذ تجاهلنا تعداد المآسي لكثرتها و تكرارها مع توقعات حصولها فإن ثلاثآ تكفي لعرض واقع ألمأساة ألملهاة ؛ إفلاس الدولة و درة تاجها “المصارف” المخادعة و الليرة بألف خير ؛ هَدمُ نصف العاصمة بدا فرض عين انفجار هو بمثابة العدوان سيان أَ كان داخليآ ام خارجي جعل مِن الجوهرة قبلة الخطيئة بحرها يتجشأ سياسة في كفرها ان لَم يكن في العهر قد جاوزت المدى ؛ أما ثالثة ألأثافي ف تآلب Correlation و تآمر عَلى مبادرة فرنسية نادرآ ما تحصل بين الدول أُحرِقَت أوراقها بثقاب الخيانة و استعرت نيرانها تأكُل الاخضر المتبقي في ليالي تشرين الحزينة عمدآ ..!
سطا القهر على الجموع ، مُسرِعةً مسرجةً اشرعة الهجرة في سواد البهيم عَلى إقتناع مِن يأس أدماها ان الحياة هنا موت محتم و هنالك الامل معقود عَلى علم يُحَصَل و سواعد تعمل أما الغرق في اللجة ففي الاعماق طيب الرحيل سَيان لكلاهما نفس المصير ..!
توازيآ إنبجست ذئاب القتل الارهابية جاحظةً لافتراس اهل و احباب أما القطيع ففي جحور خلاياه ينتظر فرصة الانقضاض و نهش ما تبقى مِن عظام الصابرين ألأحياء الاموات و هنا عَلى الجيش و الاجهزة الامنية الواجب وقائيآ نصرآ مؤكدآ دون رهان ..!
مِن خارج الزمن بين رحم و لحد دارت البلاد 360 درجة ؛ صِدقُ قول أبو الطيب : “و حالات الزمان عليك شتى … و حالك واحد في كل حال” عدنا الى البداية نقطة الصفر او نكاد أضعنا سنة من عمرنا أقل مِن الجزء ألأقل لِ “الثانية القوسية” Arc second عَلى تقدير فلكيي بابل Babylonian Astronomy و مِن نكد الدنيا ان تجترنا أرضِ ألآلام بالأيام و الاشخاص لوم أنفسنا أننا أدرنا ظهرانينا لهم فعقروا ألأحلام و بددوا المطالب ثم اخرسوا الهتافات فلُذنا نحن ضحاياهم عن يأس بعد خذلان دون استسلام بين جدران و تحت سقوف تهاوت
لا نفعِ صراخ او دموع و دماء ..!
تتالت الاقتراحات و المزايدات بعد إضاعة فرصتين ل حسانٍ و أديب فكان الامر اشبه ببرمجة الانهيار و تنظيم الفوضى لا اكثر و لا اقل ، أفرزت الخيبة غضبآ بين اهل البلد الانقياء المحايدين كما المؤيدين مِن مريدين مرتدين أم مِن أتباع و ازلام ..! ها هي التجربة الثالثة خلال عام لحكومة إنقاذ مرتجى تبدو عَلى نيات طيبات لكن القضية اننا أصبحنا تائهين في صحراء العدم (حتى اعظم الحيتان لَيسَ لديها اي قوة في الصحراء) عَلى ما يقول عظيم الفلاسفة “كونفوشيوس” ..!
في التفكير الرشيد حكمة و رغم الهنات الغير هينات لخلق اعراف ناهيك بتجاوز دستور و قَواعد أقلقت الحقوقي الاغريقي Imilius Babinus في قبره و هو الدارس في بيروت “ألأم المرضعة للحقوق” فلا بأس ان مضينا و عبرنا جسر الخلاص “تشاور، تكليف، تأليف، ثقة” إذ لم يعد يهم شكل الحكومة و لا اسمها و لا عدد اعضاءها و باقي الفولكلور المرافق ، المطلوب بكل بساطة تنفيذ توصيات الرئيس المحب و الاحب عَلى قلوب اللبنانيين ايمانويل ماكرون متمثلةً ببدء الاصلاحات و مكافحة الفساد عَلى هدف سامٍ و مطلوب فرصة اخيرة لانقاذ البلد ..
عَلى حكمة التفكير لا التقليد و لا التجربة تنطلق مفاوضات الترسيم البحري مع عدو دخل الدار رغم أنفنا و خرج مِن الديار مذيلآ بالعار ؛ هي خيار لهدف استراتيجي مؤداه استخراج ثروة وطنية حق لشعب اضناه الوجع و آلمه ألوباء المستجد COVID 19 و أرهقه الجوع و الخوف ؛ إذ مِن الواضح ان الوفد اللبناني العسكري المُطَعَم سيكون بمواجهة عدو دائم و صديق إن لَم نقل حليف عدو دائم و الامم المتحدة “شاهد” في مسؤوليته العظمى حماية الوطن مِن تلقي هزيمة “عَبرَ خطأ قد يقع فيه” عجز الغاصب عن الحاقها بنا بالحديدو النار ..!
عَلى ختام تخفيف غليان العاطفة و فرملة مضامين المقال ؛ نحن كالمعتاد عَلى المفترق المفترض لَم يعبر الوطن يومآ سكة قويمة الا ما ندر .! ها هو اليوم يعود مرتبة متقدمة بين الدول يحوز اهتمام اهل الكوكب لَيسَ لنجاحاته و نطوره و رقيه و نبالة قيادييه فحسب بَل لضراوة ما يحصل بحق الشعب عمومآ مِن احتقار
و اهمال لحقوقه الانسانية إضافةً لسطوة أوليغارشية مستبدة ضالة في ألأداء غير مفهومة القواعد في التعريف و عبارات التوصيف ..!


ماذا بعد .؟؟ ألسابع عشر مِن تشرين 2019 سيتكرر طالما اننا نغوص في عمق البئر ألآسن اما الخشية اليوم فَهي مِن انهيار نهائي غير مفاجيء لفتحة البئر و جوانبه تؤدي الى انقطاع سلك النجاة ندفن فيه أحياءً ما يجعل اهل البلد متشبثين بالمستحيل .

بيروت في 13/ 10/ 2020