لماذا نشعر بسرعة مرور الوقت عند تقدمنا بالعمر …

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف

 

الخبر الجيد مفاده أن الوقت لا يتسارع عند تقدمك في السن، أما السيء هو أنك ببساطة تعايش مقدارًا أقل منه بسبب تضاؤل مقدرة دماغك على المعالجة وفقًا لدراسة نُشرت حديثًا في دورية European Review.
كلما ازداد عمرنا، ازداد معه الشعور كما لو أن رمال الساعة تتساقط بمعدل متزايد معجلة علينا جميعًا الوقوع بالاعتلاج والذي يُعرف أيضًا بالقصور الحراري. قدّم مؤلف الدراسة أدريان بيجان Adrian Bijan من جامعة ديوك Duke University تفسيرًا لهذه الظاهرة، إذ يزعم أن الفارق الزمني بين توقيت الساعة وتوقيت العقل هو المسؤول عن التسارع الظاهر في حياتنا.
وقال بيجان عبر تصريح: “يشعر العقل البشري بتغير الوقت عندما تتغير الصور المحسوسة، بمعنى آخر أن الحاضر يختلف عن الماضي بسبب تغير المشهد في الدماغ، وليس لأن ساعة أحدهم دقّت”.
كما كتب في بحثه: “أن المعدل الذي تصبح عنده تغيرات الصور الدماغية ملموسة يزداد مع الزمن”. يُعزى ذلك لمقدرة الصغار على استقبال ومعالجة المزيد من الصور الدماغية في الثانية بمعدل أكبر من البالغين لذلك تبدو حياتهم كما لو أن في جعبتهم الكثير من الوقت.
تُركز العين البشرية على الحركة باستمرار، فحالما تنتهي من معالجة إحدى الصور تنقل تركيزها إلى شيئ آخر. تُسمى هذه الحركات السريعة للعين بالحركات الرمشية، ويفصل بين الرمشة والأخرى أزمنة متساوية تدعى زمن الترسيخ، وهو الزمن الذي تحتاجه العين لترسخ النظرة على صورة خاصة.
أظهر بحث سابق أن عين المراهق تنجز وسطيًا ثلاث إلى خمس رمشات في الثانية الواحدة، بفاصل زمني يتراوح بين 200 إلى 300 ميلي ثانية، لكن الفواصل الزمنية هذه تكون أقل بكثير عند الأطفال، بناء على ذلك يكون الأطفال قادرين على تنفيذ عدد أكبر من الرمشات وبالتالي التقاط عدد أكبر من الصور في الثانية.
السبب الكامن خلف هذا الاختلاف في زمن الترسيخ هو أنه كلما تقدمنا في العمر تبدأ أدمغتنا باستهلاك المزيد من الوقت لمعالجة المعلومات الواردة من شبكية العين. يعود ذلك وفقًا لبيجان إلى أن أجسامنا تطور شبكات عصبية معقدة على نحو متزايد كلما تقدمنا في العمر. والمقصود هو أن الإشارات تحتاج إلى قطع مسافة أطول للوصول إلى الأجزاء المختلفة من الدماغ، كما أن تدهور الممرات العصبية يعني أن هذه الإشارات الكهربائية ستواجه مزيدًا من المقاومة، مما يؤدي إلى إبطائها.
يدّعي تفسير مماثل أننا نحيا حياتنا كعملية تصوير ذات فوارق زمنية. فكلما زاد عدد الصور الملتقطة في الثانية، يبدو معها مرور الوقت أبطأ. ولكن إن بدأنا بزيادة الفواصل الزمنية بين عمليات التصوير، يصبح لدينا مزيد من الحركة بين كل إطار، مما يؤدي إلى شعور وهمي بأن الوقائع تمر بسرعة أكبر.