لبنان .. صيف الفقراء ومطر ايلول!

 

بِقَلَم العميد مُنذِر الايوبي

يبدو ان المنظومة الخماسية الصفات الموبقات نجحت في حرف الانظار عن كل ارتكاباتها والنتائج معتقدة ان هذا الامر سيحجب المأساة الكبرى مستخدمة عملية “التأطير النفسي” ‏Psychological Framing اذ دفعت بجزء من شريحة اجتماعية متواضعة الحجم محلية الصنع للتفاعل مع خيار الصيف السياحي الواعد، بالتوازي مع بروباغندا لجوجة منظمة مدروسة اطلقتها منذ اشهر؛ ثرثرات مؤثرة من الجذب الدعائي على اثير الخماسي التلفزيوني الفضائي من مثال “أهلا بهالطلة، طلوا حبابنا ..الخ” ضخ كمٍ عفوي من حنين دغدغة قلوب فيما حال العقول نقيض؛ افضت الى قدوم عدد لا بأس به من مغتربين هم في الاصل مضطرين للقدوم تفقدآ لاهل واملاك فما بِالدَّارِ منذ سنين دَيَّارٌ؛ اضافة الى استجلاب فتات آلاف من سائحين عرب واعاجم..!

تاليآ؛ إن كانت طبقة الاوليغارشية Oligarchy البلوتوقراطية Plutocracy وفق الفيلسوف اليوناني Aristotel “حكم القلة الاثرياء استئثار بالسلطة في مؤداه حكم الطغيان”.. فإن ما يحكم الوطن الصغير مصطلح قد يتناسب مع واقع الحال لنقل ال Mafio-Oligarch فساد بالفطرة بَزَّ مافيا صقلية ال Koza Nostra “تحالف حر بين عصابات إجرامية تجمعها بنية تنظيمية مشتركة وقواعد سلوكية موحدة”.. شريحة انتهازية مرتبطة بالعمق الايديولوجي مع نفوذ خارجي، تحوز كراهية شعبية إثر افتقادها (منذ 17 تشرين على الاقل) رصيدآ جماهيريآ، معتمدة على دوائر التأثير الطائفي من احزاب وتيارات، تفتيت مؤسسات ووأد مذهبي تفلتآ من حساب او عقاب؛؛ تمارس بالفعل بدعتها في تحويل الخسارة الى كسب مكافئ.، تاركة للعامة يقينآ زائفآ باستعادة ودائع، منطلق ان التكرار حث وتحفيز لغسول ادمغة كشعار (المصارف نبض الاقتصاد والنبض مش لازم يموت) كأن موت الناس محلل مسموح..!


تاليآ؛ في بدء احتفالية سياحية توقع جني ما يقارب 6 مليار دولار وفق التقديرت،، دخل مؤكد حصرآ “مُصَفَر ضرائبيآ” لمالكي دور المطاعم وعلب الليل٫ الأُوَل يلعبون على “زوزقة” صحن الحمص وكاس العرق، اما الثانين فبصخب الموسيقى ونشوة المسكرات تعلو صيحات الساهرين لتكون الغلة والحصيد..! لا تَسَّل عن سالبي الشواطيء من اهلها ب”السلبطة والزعرنة والنفوذ المدفوع الثمن” مالكي المنتجعات البحرية لهم مداخيل مضاعفة، لا حاجة لصيرفة واخواتها، صكوك الرُشى متوجبة التسديد ضمن مبدأ فصل السلطات اذ لكل منها حصة مرقومة بالعدل والقسطاس..!

في الضلال جحود لمن بقوا وأُفقِروا “اربعة ملايين مواطن لبناني” منتظرين على ناصية الالم علاج بوصفات التعاميم المالية المركزية، بمنصات كيماوية حارقة جيوبآ وانفس حد اختناق، ارواح هائمة باتت تستجدي املآ وسفرآ وفرحآ مفقودآ..!.

يروج السادة النجباء انقشاع انجاب الظَّلامُ عَنِ البلاد، تأقلم ملحوظ على اغترار مع الازمة الاقتصادية، تجاهل ان زحمة المهرجانات لهو وقرع الطبول في باحات المطار ترحيبآ بالقادمين لن تروي غليلآ او تشفي عليلآ ولو وثقتها الكاميرات بجمالية التصوير الرقمي المعدل ..
لو عقلوا لأدركوا؛ لن تُرتى ثقوب النظام المهترئ.. لا رئيس يحكم من تلال بعبدا قريبآ، ولا حاكم خازن لبيت المال، للمتزهد المنصوري حراسة خزنة فارغة في زناره مفتاحها.. الحريق يقترب مطر ايلول ولو زخات غزيرة لن تخمد اواره..

طرابلس في 10.07.2023