فصل الشتاء 90 يوماً والكبار يقسمونه الى “مربعانية” و”خمسانية”

خاص “الدنيا نيوز” إعداد : نور ابراهيم

 

(خلال وقت سابق نشرنا هذا التحقيق المتعلق بفصل الشتاء ونظرة القدماء إليه، والآن نعيد نشره مجدداً، استجابة لتمنيات بعض الاصدقاء المتابعين للموقع ونظراً لأهميته ودقة محتواه).

 

 

أجدادنا الكبار والحكماء القدامى عملوا على نظرية تقسيم فصل الشتاء إلى قسمين .

1- القسم الاول، ويسمى “المربعانية”، وهي أربعينية الايام الاولى من الشتاء نظراً الى ان مدتها 40 يوماً، تبدأمن 22 كانون الأول (ديسمبر) ، حتى صباح 2 كانون الثاني (يناير). وتعرف بأنها ايام البرد الاقسى.

2 – والقسم الثاني، ويسمى ب “الخمسانية” وهو  خمسينية القسم الثاني المتبقي من فصل الشتاء، وتعرف باسمها ايضاً لانها تستمر لمدة 50 يوماً
تبدأ من 2 كانون الثاني (يناير) وحتى 21 آذار(مارس) حيث ينتهي فصل الشتاء ويبدأ الربيع.

والخمسينية مكونة من أربعة أقسام، تعرف باسم السعود الاربعة. أولها يعرف باسم “سعد دبح”، والثاني يعرف ب “سعد بلع”، والثالث يعرف ب “سعد السعود”، والرابع هو “سعد الخبايا”.

ومدة كل (سعد) منها 12 يوماً ونصف اليوم.

يبدأ سعد دبح بـ 2 كانون الثاني ( يناير) وتعرف   أيامه بأنها ايام البرد الشديد. ولذلك يتم التعبير عنها بالامثال الشعبية المتداولة قروياً على صعيد واسع وابرز تلك الامثلة :”سعد دبح كلبو ما نبح، وفلاحو ما فلح، وراعيه ما سرح”.

بعد سعد دبح يأتي سعد بلع الذي يبدأ بـ ١٣ شباط، وسمي بلع، لأن الأرض فيه تبتلع ماءها فتفيض الأنهار وتمتلىء الآبار، وتضرب فيه ايضاً الكثير من الامثلة الشعبية والقروية تحديدا، وابرزها: “بسعد بلع بتنزل النقطة وتنبلع”. وبعده يصل السعد الثالث وهو وسعد السعود الذي  يبدأ* بـ 26 شباط
و وهو المعروف حصراً بأن في خلاله يَكسِر الجو برودته ويميل إلى الدفء، وايضا يتندر اهل القرية بالكثير من الامثلة الشعبية حوله من قبيل :”بسعد السعود بتدب المي بالعود، وبيخلق كل مولود، وبيدفا كل مبرود”.

آخر السعود هو سعد الخبايا يبدأ بـ 9 آذار وهو إيذان فعلي عبى اتجاه الدنيا نحو الربيع، فيه تزهرالأشجار وتخرج الحشرات من مخابئها، لتعود الى دبيبها في الارض الدافئة، ويدب في الأرض ربيعها. وفيه ايضا أمثلة قروية كثيرة يتم تداولها على سبيل واسع للتعريف به من قبيل:”بسعد الخبايا بتطلع الحيايا وبتتفتل الصبايا”…

 

في القرى ايضاً يحكى مطولا عن “المستقرضات” ، وهي سبعة أيام، وسميت كذلك للدلالة على ان شباط يقترض (يستدين) آخر أربعة أيام من شباط
وأول ثلاثة أيام من آذار. وسميت كذلك للدلالة على ان شهر شباط يقترض (يستدين) من شهر اذار ثلاثة ايام ليسجل في خلال هذه الايام السبعة مجتمعة ، اعلى نسبة لهطول الامطار، وتسمى أيضاً أيام العجوز، لأنها تقع في آخر الشتاء، وفي خلال هذه الأيام يكون البرد في أشده، والأمطار غزيرة. ومن الامثلة المتداولة حول المستقرضات ان شهر شباط يقول مخاطباً شخر آذار:”آذار يا ابن عمي ثلاتة منك وأربعة مني لنخلي العجوز تولي”.
مما يحكى ايضا في تفصيل فصل الشتاء “الأيام الحسوم” وهي حوالى اسبوع تبدأ من 10 آذار
و مدتها بين 6 أو 8 أيام، وسُميت بذلك أيام الحسوم نظرا لانها تشهد ايام برد وريح شديدة، مع وداع الشتاء.

هناك ايضا المزيد من الكلام القروي المتداول على ألسنة الحكماء والكبار والاجداد من قبيل الكلام عن سقوط الجمرات الثلاث، حيث تسقط الجمرة الأولى في 20 شباط وهي جمرة الهواء إذ يشعر الناس بدفء الهواء. والثانية في 27 شباط وهي جمرة الماء، اذ يشعر الناس بدفء الماء. والثالثة في: 6 آذار، وهي جمرة الأرض حيث يشعر الناس بدفء الارض.