علاوي تنحى عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة

اعتذر رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

وتقدم علاوي مساء الاحد برسالة اعتذار لرئيس الجمهورية العراقية، جاء في نصها حرفياً:

“احتراما لثقة فخامتكم العزيزة والتزاما بالوعد الذي قطعته لشعبي الصابر، أوجه هذا الخطاب لسيادتكم ولشعبنا.

عندما تم تكليفي كنت قد وعدت الشعب بأني سأترك التكليف في حال مورست ضغوط سياسية لغرض تمرير أجندة معينة على الحكومة التي أعتزم تشكيلها وعليه كان قراري تشكيل حكومة مستقلة من أجل العمل دون التزامات حزبية أو ضغوطات من أجل الإسراع بتنفيذ مطالب الشعب وأني على علم تام بأن الإصرار على هذا الشرط سيكلفني تمرير حكومتي، لأن الجهات التي غرقت بالفساد وتاجرت بالطائفية والعرقية ستكون أول متضرر… وأني لو قدمت التنازلات لكنت الآن مباشرا بعملي كرئيس لوزراء العراق ولكني مع كل هذا حاولت بكل الطرق الممكنة من أجل إنقاذ بلدنا من الانزلاق للمجهول ومن أجل حل الأزمة الراهنة، ولكن أثناء المفاوضات اصطدمت بأمور كثيرة لا تمت إلى قضية الوطن ومصلحته بشيء”.

وأضاف: “لهذا فخامة الرئيس كنت أمام معادلة، منصب رئيس الوزراء مقابل عدم الصدق مع شعبي والاستمرار بالمنصب على حساب معاناته فكان الخيار بسيطا وواضحا وهو أن أكون مع شعبي الصابر، وخاصة عندما رأيت أن بعض الجهات السياسية ليست جادة بالإصلاح والإيفاء بوعودها للشعب”.

وتابع: “أن وضع العراقيل أمام ولادة حكومة مستقلة تعمل من أجل الوطن كان واضحا، فمن عدم تحقيق النصاب لمرتين متتالية إلى حملات الافتراء والكذب والتزييف للحقائق وصولا إلى يومنا هذا ولا نعلم بعدها إلى أين ممكن أن يصل المتاجرون بهموم شعبنا”.

وأضاف: “وعليه أسمح لي أن أرفع لمقام فخامتكم اعتذاري عن التكليف راجيا تفضلكم بقبولها”.

وقال مخاطبا نواب البرلمان: “شكرا لمن وقف وساندني بدون أن يطالب بمناصب واسمحوا لي أن أقول لكم أنتم أمام أمانة تاريخية لا تتعلق بانتمائكم أو حزبكم ولا تتعلق حتى بكم إنما تتعلق بالعراق وحده، هذه الأمانة تستوجب عليكم أن تتولوا زمام المبادرة وأن تأخذوا دوركم الأساسي من أجل فرض رؤيتكم لتصحيح مسار الأمور، فالقرار قراركم لا قرار شخص آخر فمن يفاوض باسمكم يسعى إلى منصب ووزارة من أجل مصالحه الخاصة لا من أجل حزب أو مكون”.

وختم علاوي رسالته مخاطبا أبناء الشعب العراقي: “إلى شعبي العزيز استمروا بالضغط من خلال تظاهراتكم السلمية لكي لا تضيع تضحياتكم سدى وسوف أعود إلى صفوف شعبي كعراقي لم يساوم على مبادئه وعلى قضاياه وأسأل الله سبحانه أن يوفقكم برعايته وعنايته وأن يحفظ عراقنا العزيز من كل سوء”.

وكان مجلس النواب العراقي فشل امس للمرة الثانية خلال أسبوع في عقد جلسة استثنائية للتصويت على حكومة علاوي لعدم اكتمال النصاب القانوني.