كورونا (Covid – 19)..!

بقلم ألعَميد منذر ألأيوبي*
بين نَظَريَة ألمؤامرة Conspiracy و ألصدفة ألحَدَث Coincidence خيط رفيع بألكاد يمكن تلمسه يجعل ألإلتباس حالة جدلية قائمة إن بقيت دون إثبات أو حسم علمي أو تبني و إعلان مسؤولية ؛ إذ أن حياكة ألمؤامرة بدقة تفاصيلها و سريتها ضمان عوامل نجاحها ؛ بألمطلق ألإنساني فإن عامل ألشك و هو عكس أليقين أمر طبيعي يأخذ أولوية في ألحياة أليومية لَدى كثيرين فكيف في ألأمور ألأمنية و ألمواجهات بين ألأجهزة ألإستخباراتية ألعاملة دائمآ لتحقيق أهدافها بالتوازي مع تهيئتها ألظروف و ألأرضية ألمناسبة ألتي تسمح و تصب في خانة تأمين ألمصالح ألإستراتيجية لدولها أو على ألأقَل إيجاد ألمسالك و ألوسائل لتحقيقها ..!
في تعريف موجز لما يسمى ألحرب ألبيولوجية Biological Warfare m فهي ألتي تستخدم وسائل غير إعتيادية خارجة عن نمط ألأسلحة ألتقليدية مثل ألجراثيم ، ألميكروبات من ألصنف ألمعزز أو ألمعدل ألقادر على ألتفشي كوباء Bio Epidemic نتيجة سهولة إنتشارها سواء عبر اللمس ، ألتنفس ، مياه الشرب ، ألرذاذ ألمعدي .. إلخ .. إستطرادآ قد تُطلَق هذه ألفيروسات مستهدفة ألقطعات ألمقاتلة ضمن بُقعَة ألعمليات ألمحددة بِما يؤمن شلها أو تحييدها ، كما بألإمكان نشرها على نطاق واسع أو على ألدَولَة ألعدوة ألخصم بما يعزز عوامل فشلها في إستِخدام قدراتها و تدمير إقتصادها و بألتالي سقوط نظامها أو على ألأقل إستسلامها سواء علانية أو من خلف ألستار بعد رضوخها لإملاءات ألدولة ألمصدر ألمهاجمة ..!
في سياق متصل ؛ طرح كثيرون علامات إستفهام إثْرَ ألتفشي ألسريع لفيروس كورونا في ألصين أولآ و إيران ثانيآ و هما ألدولتين ألأكثر خصومة على إختلاف أسباب كل منهما مع ألولايات ألمتحدة ألأميركية و هما أيضآ ألأكثر تضررآ سواء في عدد ألإصابات و ألضحايا كما في سرعة إنتشار ألعَدوى ؛ إذ أن ألبلدين في مواجهة مفتوحة مع ألولايات ألمتحدة فألصين تخوض حربآ إستراتيجية إقتصادية و تجارية ، أما إيران فهي على خط ألتماس ألجيوسياسي تواجه حربآ أميركية صامتة حينآ و صاخبة في أغلب ألأحيان بهدف كبح جموح نُفوذها ألإقليمي و بوسائل متعددة : ألتهديد ألعسكري ألمباشر ، ألعقوبات ألإقتصادية و ألمالية ، ألحصار ألبحري ، قتل ألقادة ألعسكريين و بألتالي ضرب معنويات ألألوية ألمقاتلة .. إلخ..!
من جهة أخرى ؛ تعتمد ألكَثير من ألدول برامجها ألخاصة لحيازة و تطوير أسلحتها ألبيولوجية و ألجرثومية عَبرَ ألهندسة ألوراثية Genetic Engeneering كذلك فإن ألعَديد من ألمنظمات ألإرهابيَة تحاول حيازة هذا ألسلاح مع تعزيز ألقدرة على إستخدامه و إطلاقه ألمتعمد (بكتيريا ، فطريات ، فيروسات ، سموم) إلخ .. في عملياتها الإجرامية بما يؤمن نشر ألذعر و ألهلع و إشاعة ألفوضى على نطاق واسع و هو ما يطلق عليه تسمية ألإرهاب ألبيولوجي Bioterrorism ..!
هي حُروب ألمختبرات ألكيميائية و ألبيولوجية و من ألطبيعي أن يكون ألفيروس ألمستحدث أو ألهجين تَحتَ ألسيطرة عبر إيجاد ألمصل Serum ألمناسب أو أللقاح Vaccine ألَذي يسمح بقتله و ألحَد من تفشيه عند ألإقتضاء ..! مع ظهور و تفشي وباء كورونا حاليآ نشطت أجهزة ألمخابرات و ألمختبرات ألعسكرية ألبيولوجية ذات ألقدرة على خلق أنماط Patterns جديدة من ألفيروسات ألقابلة للإستخدام ألأولى عَبرَ ألتقصي عن مصدر ألفيروس و منشأ تخليقه Synthesis أو صناعته و ألثانية لتأمين وسائل مواجهته و ألقضاء عليه بعد تفكيك ألشيفرة ألبيولوجية Genetic Code و تحليل ألتوليفات Combinations ألبروتينية إلخ …
في أساليب إدارة ألحروب يعتبر ألسلاح ألبيولوجي قيمة مضافة و رصيدآ هامآ في يد ألقادة ألعسكريين
لمجرد حيازته و ألتهديد به ، و في هذا المجال فإن فيروس كورونا من فصيلة SARS -COV Severe Acute Respiratory Syndrome و هو من الفيروسات التي يعمل عليها بيولوجيآ لتكتسب القدرة على الانتشار بين البشر ما يضعه في تصنيف ألسلاح ألبيولوجي ألهجومي ..!
“فرانسيس بويل” Francis Boyle إستاذ القانون الدولي في جامعة Illinois ألمختص في الاسلحة البيولوجية ومكافحة الارهاب و رئيس لجنة صياغة قانون مكافحة الأسلحة البيولوجية المعتمد دوليآ يشير إلى أن الاسلحة البيولوجية تُصَنَّع وتُطَوَّر في مختبرات مستويات السلامة البيولوجية Biosafety levels من درجة 1 إلى 4 BSL و ألأخير هو ألمستوى ألحيوي ألأصعب في ألتعامل مع ألفيروسات ألتي تنتقل في ألهواء و تؤدي تاليآ إلى ألوباء ألأخطر على ألبشرية نتيجة عدم خلق أللقاحات ألمناسبة ألمتاحة ..! هذه ألمستويات ألأربع هي تحديدآ مجموعة من احتياطات المكافحة الحيوية اللازمة لعزل العوامل البيولوجية الخطرة في مرفق مختبر مغلق .. علمآ ان الولايات المتحدة تمتلك حاليآ 12 مختبرآ من المستوى الرابع أي (BSL-4) و هي إنتهت من انشاء مختبر جديد في ولاية منهاتن ..!
تفاعلت إلتباسات و شبهات ألمؤامرة حول تصنيع ألسلاح ألفيروسي ألهجومي CONVID 19 سواء عبر نشر مُحَضَر و مُقَرَر جيو ديموغرافي Géo Démographie للفيروس أو ربما بعد إنفلاته من مختبر ألتخليق و بألتالي فقدان ألسبطرة عليه “أمر وارد دائمآ” لا سيما بعد إعلان Dr F.Boyle عن حيازته أدلة لم يكشف عنها تشير أن مصدر ألفيروسات ألمطورة “كورونا” مختبرات الأسلحة ألبيولوجية في ولاية كارولينا ألشمالية North Carolina و ذلك بعد نجاح ألعلماء ألعاملين بإشراف ألقيادة ألطبية في ألجيش ألأميركي USA-MC Fort Derrick ولاية ميريلاند Maryland في هندسة ألحمض ألنووي DNA وراثيآ مما منح ألفيروسات بما فيها متلازمة ألشرق ألأوسط ألتنفسية ME-Respiratory Syndrome ألقدرة ألوظيفية للإنتقال و ألإنتشار بين ألبشر ..!
إستطرادآ إذا ثبت ما سربه و عممه F.Boyle فإن تبعات ما يحصل و تداعيات إنتشار الفيروس على كامل ألكوكب و تبعاته على ألإنسانية في إنهيار ألإقتصاد ألعالمي و تراجع ألنمو و بصورة خاصة في ألصين حيث ألخسائر ألهائلة يقع على ألولايات ألمتحدة .. لكن ماذا عن ألمبررات و ألأسباب .؟ سؤال طُرِحَ وضعت ألإجابة عليه في خانة تفادي ألبنتاغون ألإنتشار ألعسكري و ألميداني للقوات ألأميركية في بقع ألصِراع ألإستراتيجي (ألصين – إيران – كوريا ألشمالية) أما عامل ألوقت فكفيل بكشف ألحقائق ..!
خِتامَآ ؛ حالة ألترقب و ألتحفز و ألسعي لإحتواء ألفيروس و ألقضاء عليه أولوية لدى ألدول على إختلاف نظمها ألسياسية “ألمصيبة تجمع” ترسيخ فرضية ألمؤامرة ليس من ألسهولة بِمكان ؛ يبقى أن مقومات و معززات الحياة ألبشرية في خطر أليوم إذا فشلت ألمعالجات لا سمح ألله ..
——————-
بيروت في 03.03.2020
*عميد كاتِب و باحث.