ربيع الجنرالات…!

 

 

بقلم: العميد منذر الايوبي

في مقاربة ألواقع ألعربي ألراهن يبدو ألمَخاض عَقيمآ وَ ألنزف متواصل إذبموازاة تقلص دور ألأحزاب ألعقائدية ألتحررية أو ألعلمانية طغَت بدائلإيديولوجيات دينية و مذهبية مصطنعة في سيرورة عكسية لتطور ألمجتمعات ، ومُنذُ بداياتِ ما سُميَ ألرَبيع ألعَرَبي و إنتفاضات ألشعوب و أحلامَها فيألتَغيير مِن دكتَاتوريات  سادَت إلى ديموقراطيات لَم تَأتِ، بَدا ألمَشهَد صادِمَآإنتِقالَآ للسلطة مِن جنرال إلى آخر في ظلِ حُروبٍ و معارِكٍ طاحنة بعضهامُفتَعَل أو مُخطط له من قبل ألقوى ألمؤثرة إقليميآ و دوليآ ، و بعضها ألآخرمُستَغَلٌ أو هادفٌ إلى تظهير جنرالات ألنظام ألصاعدين ألجُدُد في صَدارَةألمَشهَد كمُنقِذين و هُم كانوا حُماة ألنظام ألسابق أو على ألأقل ألراضخينلإرادته ..

نجح ألجنرال عبد ألفتاح ألسيسي في إستلام مقاليد ألحكم بعد جهد غيريسير ، و ها هو أليوم يجري إستفتاءً على تعديلات دُستورية نال بها كَماألتقاليد ألعَرَبية 88.5_% ضامنآ بذلك ولايتين رئاسيتين من ألحُكم ألرشيد حتىألعام 2030 ..

أُسقِط نظام ألعقيد معمر ألقذافي و إندلعت معارك في ليبيا ليس أقل أسبابهاألإستيلاء أو وضع أليد على ألثروة ألنفطية و ألغازية ، في غضون ذلك بدأألمُشير خليفة حَفتَر بِدَعم دولي ألسعي لتسلم مقاليد ألجمهورية ألمشرذمة وألمقطعة ألأوصال بألحديد و ألنار  …

رُغم محاولاته ألمتعددة و مناوراته ألسياسية معتمرآ عمامة ألدين تارةً و خوذةألعسكر تارة أخرى مستميتآ للإحتفاظ بكرسي ألرئاسة أصبح ألجنرال عمرألبشيرألملاحق دوليآ بجرائم ألإبادة ألجماعيةنزيل ألإقامة ألجبرية فيسجنكوبر، على ألأثر إنتقلت ألسلطة إلى مجلس عسكري يترأسه ألجنرالعبد ألفتاح ألبرهان ألذي يراوغ و يماطل لتأخير ألبدء بمشاورات مع ألقوىألسياسية بغية تحديد ألشكل ألدستوري للحكم ، إذ أعلن نيته حكم البلاد لمدةسنتين بحجة ألحِفاظ على ألنظام تمهيدآ لإنتخابات رئاسية ، تسبب هذا ألتوجهببقاء ألشَعب ألسوداني في ألشارع و متابعة حراكه مطالبآ بألديموقراطية ..

في ألجزائر أقيل ألرئيس عبد ألعزيز بوتفليقة و تسلم ألسلطة مؤقتآ رئيسهيئة ألأركان ألجنرال أحمد قايد صالح ضمن نظرية حماية ألجمهورية ،بإنتظار انتخابات مبكرة لرئيس جديد ، لكن تحويل ألأنظار نحو حملة مكافحةألفَساد و توقيف كبار رجال ألأعمال ألأثرياء و ألموالين للنظام ألسابق بدأ يثيرألشكوك حول نوايا ألقيادة ألعسكرية .…

إنتقلت موجة ألإحتجاجات إلى ألمملكة ألمغربية ، إذ يشهد ألشارع ألمغربيللشهر ألثاني على ألتوالي إضرابات و مسيرات من فئات و شرائح إجتماعيةمختلفة تطالب بتحسين أوضاعها ألمعيشيةموظفين، أطباء، ممرضين، عاطلينعن ألعمل من حملة ألإجازات ألجامعية إلخ..” إضافةً إلى مطالب أخرى تتعلقبألتنمية ألمستدامة و وقف ألتضخم ألإقتصادي و ألنَقدي في ظل ضوابط أمنيةمتزمتة يفرضها ألجنرال عبد أللطيف ألحموشي ألمدير ألعام للأمن ألوطني ..

ما زالت حرب ألأشقاء ألدائرة في أليمن عَصيَة على ألحَل دون أفق رغم مرورأربعة سنوات على بدءعاصفة ألحزمو تلاشي سلطة ألرئيس ألجنرال عبدربه منصور هادي ، حيث أهل أليمن ألسعيد يقطنون ألمقابر ، أما ألعَسَلأليمني ألشهير فقد إنقرض،لم يَعُد من نَحلٍ يُخَبِر“..!

لَم يتمكن ألنقيببنيامين نتنياهومن ألوصول إلى رتبة جنرال ، لكنه سيعودإلى تشكيل حكومة إئتلافية جديدة بصفة رئيس حكومة ألعدو بُغيَة إنجاز صَفقةألقَرن بعد شهر رمضان ألمبارك !! ألتي في أقل مفاعيلها تصفير حل ألدولتين وتوطين ألفلسطينيين في أماكن لجوئهم و هذا ألأمر دونه صعوبات جمة ..

تمر إيران في حالة حصار مطبق إذ أن إقالة قائد ألحَرَس ألثَوري و تعيينقائد جديد ألجنرال حسين سلامي لم يَأْتِ من فراغ ، فألخشية أن تنزلق ألأمورإلى مواجهة على شواطيءمضيق هرمزتؤدي إلى إقفاله في أولىإرتداداتها ألزلزالية أزمة نفطية عالمية .. من ناحية أخرى، لم يكن تسليم تل أبيبأولى طائرات ألتزود بألوقود جوآ KC-46ذات ألقدرة على ملء خزانات ثلاثطائرات في آن معآ أثناء تحليقهاسوى أحد ألتدابير ألأساسية لسيناريوتوجيه ضربة أميركية ، إسرائيليةبِألوكالةجوية لإيران أو ألتهديد بها ..

في سياق مُتَصل تضرب ألدول ألعربية و أنظمتها ألهشة دوامة منألفوضىألخلاقةحيث من ألصعوبة ألنجاة منها في ظل تغييرات جيوسياسية هامة قدتطال مجمل ألإقليم تقسيمآ و تشريحآ .. في حين تواصل ألمطابخ ألدولية ذاتألسُمْيَةToxicity’s ألعالية تلقيمخوادمها ألحاسوبيةServer سيناريوهات ألسيطرة أو ألإنتداب ألمقنع في أحسن ألأحوال ..

ألأمور في ألإقليم على نار قسم منها مشتعل و قسم تحت ألرماد و رغم أنألأمين ألعام لحزب ألله ألسيد حسن نصرالله حَاوَلَ في كلمته ألأخيرة أعطاءجرعة تبريد عبر فيها عن رأيه بعدم نشوب حرب مع ألعدو لأسباب شتى ميدانيةعسكرية و إستراتيجية أقل مضامينها أن ألعدو لن يجروء على فتحها ، إلا أنهإستطرد قائلآ لا يمكن ألركون إلى ألنوايا مع عدو ماكِر متربص قد ينتهزألفرصة ألمناسبة أو قد يتسبب أقل حادث أو ظرف في إشعال ألمنطقة ..

خِتامَآ ، يحاول ألجنرالألوحيد ألمنتخبألرئيس ميشال عون إنتشال ألوضعأللبناني بكل تشعباته ألسياسية ، ألإقتصادية لمَالية من ألمأزق ، هو ألعارِف أنهذا ألوضع جزء من ألصِراع ألدائر ، فألحرب ألإقتصادية بديل عن ألحربألعسكرية و ربما تكون أشد إيلامَآ و فاعلية أحيانآ .!

شِبه مُتأكد أن مؤتمرسيدرو تنفيذ مقرراته أشبه ما يكون بخشبة نجاة قدتوصل إلى شاطيء ألأمان لكنه يخشى في نفس ألوقت أن يجرفها ألتيار إلىألأعماق في حال بقيت ألحلول فولكلورية غير مستدامة دون أفق ، محاولآ ألاتكون ألمعالجات ظالمة من جهة أو عشوائية من جهة أخرى آخِذآ بِعين ألإعتبارأن تأجيل ألحَل ألسياسي في سوريا و عودة ألنازحين ألخجولة ما زالا يلقيانبظلالهما على ألواقع ألإجتماعي و ألمعيشي ألصعب .

طبخة إقرار ألموازنة على نار حامية و في إنتظار نضوجها يجهد أهل ألبَلَدلتأمين رزقهم على أمل ألا تأتي ألوجبة فاسدة كألمعتاد …!

بيروت في 25.04.2019