تظاهرات السترات الصفراء تتحول الى جحيم 135 جريحا وتوقيف 1350 ترامب يهزأ واردوغان يشمت

أعلن وزير الداخلية الفرنسية كريستوف كاستانير “إصابة 118 من المتظاهرين و17 من قوات الأمن خلال احتجاجات “السترات الصفراء”، مبيّنًا أنّ “التظاهرات تحت السيطرة الآن”.

وأكّد في مؤتمر صحافي مساء اليوم أنّ “العنف الّذي وقع غير مقبول ولكن يمكن احتواءه”، لافتًا إلى “توقيف 1350 متظاهرًا في كلّ أرجاء البلاد منهم 974 قيد الاحتجاز الاحتياطي”.

 

 

ولأول مرة منذ اندلاع حراك “السترات الصفراء” الذي خرج في البداية للتعبير عن معارضة المواطنين على ارتفاع أسعار البنزين، نشرت الشرطة اليوم المدرعات في شوارع باريس لمواجهة الاحتجاجات.

كما استخدمت الشرطة خراطيم المياه والقنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع ضد عناصر “السترات”، ما تسبب بوقوع حالات إغماء في صفوفهم.

بالمقابل، قذف المحتجون الشرطيين بحجارة الأرصفة، وأقدم بعضهم على قطع الأشجار الموجودة في منطقة الشانزلزيه وإضرام النيران فيها.

وقدرت وزارة الداخلية الفرنسية عدد المشاركين في احتجاجات باريس اليوم بأكثر من 8 آلاف، مؤكدة توقيف قرابة 700 شخص من أصحاب “السترات” من أصل 31 ألف محتج في أنحاء البلاد .

وطالب أصحاب “السترات الصفراء” باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، ورفع بعضهم لافتات تدعو إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وذلك خلال موجة احتجاجات جديدة انطلقت اليوم في أنحاء فرنسا.

وأوقفت الشرطة صباح اليوم 343 شخصا قبيل بدء الاحتجاجات الجديدة ونشرت نحو 89 ألف عنصر في مختلف أنحاء البلاد، كما أغلقت السلطات برج إيفل والمعالم السياحية والمتاجر في باريس لتجنب أعمال النهب، وأزالت مقاعد الشوارع لتجنب استخدام القضبان المعدنية.

وانتشر حوالي 8 آلاف شرطي في باريس لتجنب تكرار أحداث الفوضى التي وقعت السبت الماضي، عندما أضرم المحتجون النار في السيارات ونهبوا المحلات التجارية في شارع الشانزليزيه وشوهوا قوس النصر برسم غرافيتي يستهدف الرئيس إيمانويل ماكرون.

واندلعت الاحتجاجات في نوفمبر بسبب ضرائب الوقود التي أثقلت كاهل الفرنسيين وتحولت المظاهرات إلى تمرد واسع يتخلله العنف في بعض الأحيان، فيما لا يوجد زعيم رسمي لحركة الاحتجاج مما يجعل من الصعب على السلطات التعامل معها.

وتقول باريس أن الاحتجاجات اختطفتها عناصر يمينية متطرفة وأخرى أنارشية تصر على العنف وتثير الاضطرابات الاجتماعية في تحد مباشر لماكرون وقوات الأمن، رغم تراجع الحكومة عن زيادة أسعار الوقود.

وهذه أكبر أزمة تواجه الرئيس الفرنسي منذ انتخابه قبل 18 شهرا، إذ يتعرض للضغوط فيما تحاول إدارته استعادة زمام المبادرة بعد ثلاثة أسابيع من الاضطرابات الأسوأ في فرنسا منذ الثورة الطلابية عام 1968.

على مستوى المواقف الدولية، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا إتفاق باريس للمناخ، معتبرًا أنّ تحرك “السترات الصفراء” في فرنسا يثبت فشل هذا الاتفاق.

وقال ترامب في تغريدة إن “اتفاق باريس لا يسير على نحو جيد بالنسبة الى باريس. تظاهرات وأعمال شغب في كل انحاء فرنسا”.

وأضاف أنّ “الناس لا يريدون دفع مبالغ كبيرة، قسم كبير منها للدول النامية بهدف حماية البيئة، ربما”.

بدوره اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الأوروبية بازدواجية المعايير، على خلفية تصاعد احتجاجات “السترات الصفراء” في فرنسا، معتبرا أنها فشلت في امتحان الديمقراطية.

ونقلت وكالة الأناضول عن أردوغان قوله: “ترون الآن وضع من التزموا الصمت حيال الذين حاولوا تلطيخ شوارعنا بالدم وإحراقها بالنار”، في إشارة إلى محاولة الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا عام 2016.

وأضاف الرئيس التركي: “انظروا ماذا تفعل شرطة هؤلاء الذين كانوا يهزأون بشرطتنا ويتهمونها بالقمع” أثناء إخماد المحاولة الانقلابية.

واعتبر أردوغان أن المشهد في فرنسا “يكشف فشل أوروبا في امتحان الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات”.

وقال إن “الذين أثاروا معاداة اللاجئين والإسلام من أجل الشعبوية السياسية وقعوا في الحفرة التي حفروها بأنفسهم”، وإن “جدران الأمن والرفاهية التي تغنوا بها بدأت تتزعزع على يد مواطنيهم بالذات لا على يد المسلمين أو المهاجرين”.

وأشار أردوغان إلى أن أنقرة تراقب بقلق ما يجري في شوارع أوروبا، مؤكدا رفض تركيا للفوضى التي يثيرها المحتجون ورفضها استخدام القوة المفرطة ضدهم على حد سواء.