الواقع المُعقَّد …

بِقَلَم ألْعَميد مُنْذِر ألأيوبي*
 
أن تَكتُب مَقالآ ، نَصَآ و تَحليلَآ مُنَكَهَآ بِقَليلٍ مِن ألأدَب ألسياسي مُنزَلِقَآ إلى هَوَس ألتَقَصي على خَلفيَة مِهَنية مُتَجَذِرَة تَسجيلَآ لِمَوقِف أوَ تَوَصيفَآ لِواقِعٍ بَعيدَآ عَن سَرديَةٍ جامِدَة تَحتارُ من أينَ تَبدأ .!
أيُ مَوضوعٍ تَطرُق ، ألمَصائِب تَترَى على ألأمة ،، “فَصارَت إذا أصابَتها سِهامٌ ،، تَكَسَرَت ألنِصالُ على ألنِصالِ”!! وَ بِألتالي على ألْوَطَن ألصغير ألذي يُخشى أن يُصبح ألْوَطَن ألسَليب رُبما بألديموغرافيا
لا بألحَرب و في كلتا ألحالتَين خراب ..!!
 
في مَشهَديَة ألربيع و بداياتِ صَيفٍ إنتظارَآ لِضيوفٍ و أبناء إعتادوا ألحُضورَ مِن غُربَةٍ و كَسرِ غياب ،
أليَدُ علىَ ألقلب خوفآ مِن أن يَكون إستوائيآ لَظاهُ حَديدٌ و نار مِن عَدوٍ لَم تَردعُه كُل تَرسانات ألعَرَب ألعَسكرية ، لكن يُخيفُه يُوجِعَه كَما هاجِسُه ألمؤرِق “عَمامَةٌ سَوداء إن نَطَقَت إرتَجَف” و صواريخٌ لا تُعادِل حَشواتَها ألمُتَفَجِرَة “ألكَعكَة ألصَفراء” Yellowcake Or urania في رَأسٌ نَوَويٍ واحِدٍ مِما يَحوز ، أما عَديدُها فَلا يَتَجاوز عَدَد شهداء ألقضية منذ “ألمالكية” حتى يَومِنا هَذا ..! لَكِنها قلقَهُ ألدائِم ..
حَفنَة ألمقاومين لا يُعَدوا 1% من عَديدِ جُيوشِ ألعُربِ جَرارَة مِدرارَة أخضَرآ رَنانَآ في خزائن “وال ستريت” Wall Street لََكِنَها تَقطُرُ دَمَآ في آلاتِ ألعَدِ CCM نَقدَآ لَدينا …
 
تَستَمر عجقَة زيارات ألمسؤولين ألأميركيين إلى بَيروت سياسيين و عَسكَريين بِدءآ مِن ألمُتَرَدِد ألدائِم ألجنرال “جوزيف فوتيل” قائد ألمنطقة ألعسكرية ألأميركية ألوسطى General Joseph Fotel مُرورَآ بوزير ألخارجية ألأميركية “مايك بومبيو” وصولآ إلى وَفد ألكونغرس ألأميركي ألزائر مُنتَصَف ألأسبوع ألماضي مِما أضفَى عَلى ألواقع ألسياسي قَلَقَآ و إرباكَآ إضافيَان .!
سَيل ألتَحذيرات و ألنصائح على وَتيرَته مُنذُ ما قَبل تشكيل حُكومَة “إلى ألعَمَل”،، تَلَمَسَهُ ألوَفد ألنيابي أللُبناني في زيارَتِهِ واشنطن وَ لِقاءِ مَسؤولي دَوائِرَها ،، مُهلٌ تُحَدَد ما قَبلَها و ما بَعدَها سَيَّان ..!
سَخافَة إنتخاباتٍ فَرعيَة لَا تُقَدِم وّ لَن تؤخر ، كَذَلِكًَ ألتَلزيمات وَ الصفقات لَدى كََثيرين أهَم وَ أبقَى .!
 
أغيُن ألمراقبين تَرمُش !! و هذا فألٌ سَيءٌ “كما يُروى” ، ألتَوتُر هائِلٌ في ألإقليم بِدءآ مِن طهران وصولآ إلى بيروت مع هامِش ألأضرار ألجانبيَة وَ ألحَرائِق ألمُتَنَقِلَة “أليَمَن ألتَعيس – ليبيا – ألجَزائر – ألسودان” و غيرهم ..!
ألوقائع و ألمُعطيات ألجيوسياسية تَتَحَرك سَريعَآ على صَفيحٍ ساخِن ، مَوازين ألقِوى واضِحة وَ مُعادلات ألقوَة إستنسابيَة تَتوارى خَلْف إستراتيجياتٍ غَير مُستقرة و مَصالح مُتشابِكة عَناصرها:
“واشنطن، موسكو، أنقرة، ألرياض، طهران، ألقدس ألمحتلة…” صَفقَة ألقَرن أولى ألتَداعيات ، ألتَقسيم ألجُغرافي ، ألتوطين و ألنازحين ألسوريين مِن ثِمارِها …! أما ألخِشيَة فهي من مُحاوَلَة كُلُ مِحوَرٍ قطف ألثِمار على حَرارة ألفوهات إن فُتِحَت ألصَوامِع .!
مَاذا عَن ألأثمان ؟ قِسمٌ دُفِعَ سَلَفَآ في مَقابِر شُعُوبِنا ، أما ألقِسم ألآخر فَسَيَتِمُ تَغطيَتَهُ مِن آبار ألطاقَة ألمُكتَشَفَة بَينَ ألإسكندرية وَ ألإسكندرون ، وَ تَبقَى ألتَفليسَة مَتروكّةٌ لِأجيال تُخَبِر …
 
أبواب ألحَرْبِ تُقرَع “بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍتُدَقُّ”، إذْ لَم يَأتِ تَصريح رئيس وزراء ألعدو “بنيامين نتنياهو”
ألأخير عَن مَصنع ألصواريخ ألمُتَطوِرَة بِألقُرب مِن ألعاصِمة بيروت (على حَدِ زعمِه) مِن فَراغ ، مُتَزامِنَآ
مَع إعلان واشنطن أن تَشديد ألحِصار ألنفطي على إيران سَيَبدأ ألعمل بِهِ أول ألشَهر ألقادِم ، فكلاهُما يَتقاطَعان على نُقطَة ألإشتِباك ، و في حال تَمَ لَجم جُموح نتنياهو فألبَدائل لَدى إستخباراتِهِ تُصبِح
أمْنِيَةً بِأمتياز وَ هيَ أشَدُ إيلامَآ في ألداخِل أللُبناني …
مِن جِهَةٍ أخرى ، رُغمَ إرتِفاع وَتيرَة ألحَرَاكَ ألديبلوماسي و بألأخص نَحو واشنطن فأن لا نَتائج قَطعية تُجيب عن ألسؤال ألأساسي ، هَل مِن حَربٍ في ألأفُق .؟ رُبما لا قَرار لدى واشنطن حتى ألآن .!
أما باقي ألأجوبة فََ تُوحي بِألإطمئنان إلى حَدٍ ما : ألحِفاظ على ألإستِقرار ألداخلي ، لا عُقوبات مالية إضافيَة ، حِمايٍة ألوَضع ألنَقدي ، دَعم ألجٍيش مُتواصِل إلخ …
في حين أنَ عَودَة ألنازحين ألسوريين ما زال مَلَفَآ يُراوِح مَكانَهُ و ألقَرار يَبقى مُعٍلَقَآ .! مَطلَب تَرسيم ألحُدود ألبحرية وَ ألبريَة دونَهُ عَقَباتٍ رُبَما تَدَخُل ألأمم ألمُتَحِدَة باتَ ضَرورَةً ، مَع ألإشارة إلى أن بَريد ألتَفاهُمات بين واشنطن و ألإليزيه فيما خَصَ لُبنان لا يَزال فارِغَآ وَ ألأمور مَرهونَةٌ بِأوقاتِها ..!
بِألتَوازي ،، تَرفُض موسكو هَيمَنة إيرانية مُطلَقَة على دِمَشق ،، كَما أنها في نفس ألوَقت حَذَرت نتنياهو مِن ألإنزِلاق إلى مواجهة مع طهران “لَطالَما أراد إغراق واشنطن بِها” في حال إستمر طيران العدو بِمُلاحقَة ألأهداف ألإيرانية في ألعُمق ألسوري .!
لَكِنَ إتخاذ واشنطن أو تل ابيب قَرار ألحَرب على إيران يَبقى أمرَآ واردآ في أيَةِ لَحظَة رُغمَ جُهود ألرئيس بوتين وَ سَتَكون عندَها ألمُواجَهَة كارِثيَة ، إذ أَن سيناريو ألرَد ألإيراني مُتَمَثِلَآ بِقيادَة ألحَرَس ألثَوري وَ فَيلَق ألقُدس يَتلَخَص بِإدخالِ كُرات ألبلياردو Billiardo ألسَبعَة في جُيوبها Pocket مِن ضَربةٍ واحدَة على رَأس ألمُثَلث Pyramid بِِمَعنى فَتح آلجَبهات جَميعَها مَعآ : “غزة ، جنوب لبنان ، ألجولان ، ألقواعد العسكرية في دول ألخليج و ألعراق و غيرها “..
سيناريو ألرَد ألإيراني هَذا مُعتَلَم و مَدروس لَدى ألقيادَة ألأميركية ألوسطى كَما أن بَنك ألأهداف في حالَة تَحديث تلقائي Auto Updating .. ألأوضاع مَفتوحَة عَلى كُل الخَيارات ، و سَيَكون لبنان عِندَها
في عَينِ ألعاصِفَة .!
ألراديكاليَة ألإيرانية في حالَة تَوَثُب ، فَ بألرُغم مِن صَبرِ و هُدوء حائكي ألسجاد إلا أن ألمُعادَلَة ألفيزيائيَة تَحكُم = ألضَغط يُوَلِد ألإنفِجار …
تَعتَبِر طهران أن ألعلاقات ألروسية ألإسرائيلية شَأنٌ يَخُص ألدَولَتَين لَكِن على صَعيد ألمَيدان فَ إنكِفاء موسكو عَن كَبح و مواجهة غارات سلاح جو ألعدو في ألعُمق ألسوري شَأنٌ آخر – أما حُلفاء أو كُلٌ “يُغَني عَلى لَيلاه” – وَ زيارَة ألرئيس ألأسد ألأخيرة إلى طهران تَصُب في هَذا ألإتِجاه .! هَذا ألوَضع رُبَما يَكون حافِزَآ إضافيَآ لِإندلاع ألمُواجَهَة في ظلِ ضُغوطٍ تُواجِهُها إيران على كافَة ألصُعُد ، و إنعِكاسات ذَلِكَ على لُبنان لا تَحتاجُ إلى شُروحات ..
ألواقِع ألمُعَقَد وَ ألمُتَغَير لا يَسمَح بِ ألجَزم أن ألمُواجَهَة حَتميَة كَما لا يُؤكِد أنَ حَال ألمُراوَحَة سَتَبقى قائِمَة مُثَبِتَةً قَواعِد ألإشتِباك ألحاليَة إلى حِين .!
جُملَة أسئلة مَطروحَة هُنا ،، هَل سَيَتَمَكن ألرَئيس بوتين مِن مَنع ألقيادة ألإسرائيلية ألإستِرسال في عَملياتها ألجَويَة تَلافيَآ لِحَربٍ بَاتَت كُل مُقوِماتَها جاهِزَة ..؟ ما هوَ مَوقِف موسكو فيما لَو نَشَبَت ..؟
هَل بِإمكان نتنياهو ألتَفَلُت مِن ألضَوَابِط في ظِل ألتأييد ألمُطلَق مِن إدارة ألرَئيس ترامب و على رأسِها مُستشار ألأمن ألقَومي جون بولتون وَ وزير ألخارجية بومبيو .؟
هَل سَتُتَرجَم رُدود فِعل طهران إعتِبارها ألقوات ألأميركية في ألمنطقة قِوى إرهابية رَدَآ عَلى إدراج واشنطن ألحَرَس ألثَوري عَلى لَوائِح ألإرهاب .؟ أم أنَ ألأمور سَتَبقى ضِمنَ إطار ألتَهديدات ألمُتَبادَلَة
وَ هو ألمُرَجَح .؟
مِن وُجهَهَِ نَظَرٍ أُخرى يَقول مُراقِبون أنَ “مَن يُهَدِد لا يَبغِ حَربَآ” ألإحتِمالَين في كَفَةِ ميزانٍ مِن لَهَب …!!
عَلى أمَل ألا تَجري ألرياحُ بِما لا تَشتَهي ألسُفُنُ …
بيروت في 15.04.2019