الدنيا نيوز – دانيا يوسف
كانت للطبقات الكادحة بصمة بارزة في وداع عام 2018، حيث بدأ الوجه الآخر لتلك الطبقات التي تعاني تآكلًا في الظهور على ساحة الاحتجاجات في عدة بلدان مختلفة. وكان “الخبز” هو الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل تلك الانتفاضات، فكما هو معروف أن الخبز دائما ما يرمز لاستقلال الدولة، متأثرا بالتغيرات السياسية والطبقية والمناطقية، نرصد لكم أبرز الاحتجاجات لعام 2018 بدافع الغلاء والتقشف والخبز:
• سترات الغضب الصفراء
كانت مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا، هي الأبرز في عام 2018، عندما خرج آلاف الفرنسيين في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، للتنديد بارتفاع أسعار الوقود، وكذلك ارتفاع تكاليف المعيشة ثم امتدت مطالبها لتشمل اسقاط الإصلاحات الضريبية التي تستنزف الطبقتين العاملة والمتوسطة، ودعت الحركة منذ البداية إلى تخفيض قيمة الضرائب على الوقود، ورفع الحد الأدنى للأجور ثم تطورت الأمور فيما بعد لتصل إلى حد المناداة باستقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
• السودان تنتفض
انتفضت المدن السودانية في 19 كانون الأول/ديسمبر 2018، في وجه الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، بعد تصاعد الأسعار وغلاء المعيشة التي لم تعد تحتمل، حيث تشهد العديد من مناطق السودان نقصا في الوقود والخبز، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الآونة الأخيرة بنسبة 60%، وتراجع قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية من جراء شح العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي.
• السترات تنتقل إلى الكيان الاسرائيلي المحتل
تكرر مشهد مظاهرات السترات الصفراء ولكن تلك المرة، كان في “تل أبيب” بعد أن خرج مئات الإسرائيليين في 14 كانون الأول/ديسمبر 2018، وهم يرتدون السترات كتلك التي يرتديها المحتجون في فرنسا، وذلك بسبب زيادة فواتير الماء والكهرباء المقررة في 2019، وعادت المظاهرات مرة أخرى في 23 كانون الأول/ديسمبر، وكانت أبرز اللافتات تقول “لنناضل ضد الغلاء” و”الحكومة ضد الشعب، الشعب ضد الحكومة”.
• الأردن وخيبة أمل جديدة
شهد الأردن عاما قاسيا منذ البداية، حيث بدأت الأحداث الساخنة في شباط/فبراير باحتجاجات شعبية، طالبت برحيل الحكومة وحل البرلمان، إثر قرار بزيادة ضريبة المبيعات وأسعار الوقود، ورفع الدعم عن أسعار الخبز بأنواعه، وكانت النتيجة استقالة رئيس الوزراء هاني الملقي، وتكليف عمر الرزاز بالحكومة المستقيلة وتشكيل وزارة جديدة، وأعاد الرزاز الهدوء إلى الشارع الأردني لفترة بعد سحب القانون الضريبي المثير للجدل، ولكن في الثاني من كانون الأول/ديسمبر وبعد أن كان الرزاز أمل الشعب في تحقيق آمالهم، سقط هو الآخر، بعد تصديق الأردن بشكل نهائي على قانون “ضريبة الدخل” المعدل، بعد إعلانه في الجريدة الرسمية، ومروره بكافة المراحل الدستورية اللازمة لإقراره، الفعل الذي أعاد مشهد الاحتجاجات في شوارع الأردن، ورفع شعار “معناش”، مطالبين بإسقاط قانون الضريبة الجديد، وقانون الجرائم الإلكترونية، وإلغاء بند فرق أسعار الوقود على فواتير الكهرباء، والإفراج عن معتقلي الرأي، وإصدار عفو عام، وتخفيض المحروقات بما يتناسب مع انخفاض أسعارها عالميا، وإعادة دعم الخبز، ومحاسبة الفاسدين.
• احتجاجات عدن وتدهور الريال اليمني
في 2 كانون الأول/ديسمبر عام 2018، اندلعت مظاهرات شعبية عمّت مدينة عدن، وذلك احتجاجا 
على تدهور الخدمات وانهيار الريال اليمني، الذي يسجل مستويات هبوط قياسية، وبدأ المحتجون بقطع الطرقات الرئيسة ومنعوا مرور السيارات، مطالبين بحلول المشاكل التي تعاني منها الساكنة، والتي يتصدرها ارتفاع الأسعار وانهيار قيمة الريال اليمني.
• عدوى السترات في تركيا
“العمل الخبز الحرية”… تلك كانت الشعارات التي رفعها الآلاف من المتظاهرين من جميع أنحاء تركيا في شوارع إسطنبول، في 22 كانون الأول/ديسمبر 2018، للتظاهر ضد ارتفاع تكاليف المعيشة، والتي حملت بصمة اتحاد نقابات عمال الخدمة العامة، وحملوا أيضا لافتات كتبوا عليها عبارات “الأزمة هي ملكهم، والشارع لنا”، وذلك بعد تعرض الاقتصاد التركي لضغوط شديدة منذ أزمة العمالة في آب/أغسطس الماضي.
• السترات أيضا في بيروت
من دعوات احتجاجية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى شوارع بيروت، بدأ الناشطين من مختلف الطوائف والانتماءات بالتظاهر في ساحة الشهداء وسط العاصمة اللبنانية في 23 كانون الأول/ديسمبر، احتجاجا على التدهور المعيشي والوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، وتحرك الشارع اللبناني مع وفاة الطفل الفلسطيني محمد وهبة في أحد المستشفيات التي رفضت استقباله لعجز أهله عن دفع التكاليف، فنزل متظاهرون إلى الشوارع في عدد من المناطق اللبنانية ينددون بالفساد والسياسة الصحية.
