الصيف الساخن…!

بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*
في صيرورة التاريخ و مراجعة أحداثه والثورات من الواضح ألمؤكد السهل القراءة أن ألسلطة ألظالمة ألديكتاتورية أو نسختها ألجديدة في ألقرن 21 طبقة ألأوليغارشيه ألرأسمالية ألحاكمة والمستبدة في فرادتها على صعيد ألمعشوق ألأول ألوطن اللبناني لطالما زادت من ألنقمة في إنزلاق طبيعي نحو الثورة الدموية كلما تمادت في عصر الناس سواء بالإستيلاء على دخلهم أو حرمانهم لقمة عيشهم ومقومات حياتهم ، مما يعني إنتهاكآ لكرامتهم في إستلشاء مقصود دون التبصر غباءً أو عنجهيةً أن ألشجرة ألمثمرة إذا قطعت ألماء عنها تصبح جذعآ خشبيآ يصعب لَيَهُ مهما إشتدت ريح العاصفة أما كسره من حطابي “ألنعنعة جمع نعنوع” بالعامية فأمر صعب ألمنال ..!
من جهة أخرى ، في لجوء مموه إلى عملية جس نبض معتادة يتم تسريب القرارات الظالمة من النوع النقدي المالي أو المصرفي مثلا ، ثم توضع تحت مجهر مراقبة ردود الفعل الشعبية وقياس ما يترتب عليها من إنعكاسات ، يلي ذلك عملية تقييم مدروسة لإنكارها أو تبريرها من على الشاشات ، بعد وقت ليس بقصير يتم إقرارها تحت ستار سبب طاريء ما في معظمه مدروس مخطط في ظن من تذاكي أنه “مشي الحال” إذ مررت غفلة عن عين شعب متألم أُفقِرَ جهارآ نهارآ ، هذا أمر إختبره اللبنانيون وأصبحوا على بينة من الفيلم اللبناني الطويل ألمتكرر المشهدية والمبتذل السيناريو بقدر قذارة أللاعبين ..!
في سياق متصل ، منذ بداية ألأزمة المالية توالى تسريب مفردات جديدة للمعالجات لم يعهدها المواطن أو حتى سمع بها من نوع “الكابيتال كونترول” ثم “الهير كات” – ما أنزل الله بها من سلطان- تاليآ تقسيط رواتب الموظفين وأصحاب المهن حتى بات أخذ الراتب شبيه “ألخرجية” ألمحددة كَ مصروف الجيب ،، أما مفردات المطالب ألشعبية و ليس أقلها إستعادة ألمال ألمنهوب فهي ضمن تحقيقات اللجان ذات تاريخ الصلاحية غير ألمحدد ..!
اليوم و في حمأة وباء يعم العالم تم تداول نظرية جديدة دون خجل أو حياء في أهدافها المعلنة إكتمال حلقة الإستيلاء على أموال ألمودعين عبر رشوتهم بأسهم مصرفية ليست أكثر من حبر على ورق بمعنى “ورق كدش” تعبير مُسِني أهل قرانا الأطهار ، و على تراكم هذه الفرمانات الهمايونية دون وازع أو رادع فمن البديهي أنها ستؤدي غايتها العكسية في صاعق إنفجار إجتماعي متشظي عنقودي ألعنف لا يُبقِ و لن يَذُر..
وإذ يراهن الفجار من زعران (ألهاي كلاس) وملتزمي شبكات الماء أو المال الآسن الملوث بفساد ذو رائحة كريهة سامة على تلاشي الثورة الحراك بداية عبر محاولة قصم ظهرها بتسلل مدسوسين من صنف الإنغماسيين المأجورين الموالين لأسيادهم بين الشباب الطليعي المتمرد ألنقي ثم التمادي في تشويه سمعتها عبر صبغها بولاء خارجي لأجهزة إستخباراتية وعمالة مستنكرة تبدأ بفرق تجسس السفارات المنتدبة على “الدولة ذات السيادة” في تنوعها ولا تنتهي بتطويع فقراء غير متعلمين أبناء حارات يرون في عمق الولاء العقائدي شهامة أو قناعة سواء ممن يعمم ضرورة الالتزام ألمذهبي إلى من ييسر الفوضى تحت ستار الحرية والديمقراطية وصولآ إلى نظرية الدولة داخل الدويلة ..!
على صعيد آخر ، من منطلق قسري في إعلان تعبئة عامة طارئة بسبب وباء كورونا COVID 19 الضارب في البشرية حصدآ للأرواح (وإلى أن يقضي الله أمرآ كان مفعولآ) في التوصل إلى الدواء اللقاح المنتظر فإن من بيدهم الأمر أخذوا فترة إستراحة إذ استدارت بوصلة الهموم الشعبية نحو تدابير الوقاية وحفظ الحياة بالتزامن مع تمويه التفاوض ألمفترض مع صندوق ألنقد الدولي أو ألمؤسسات ألمالية ألرديفة ثم حبكة تضليل و تضارب آراء في الهيكلة و الجدولة مع دخول ألقضاء على خط ألمصارف لإنقاذ ما أمكن تحت شعار ألأمن ألإقتصادي و أخيرآ ضياع ما سمي نتائج و توصيات مؤتمر “سيدر” و بألتالي سقوط ألإهتمام الدولي و إدارة ألظهر عن ألدولة ألفاشلة ..!
 
من هذا المنطلق فإن فصل الصيف الموعود ودرجات الحرارة المرتفعة على ما يقولون سيكون كفيلآ بإضعاف الوباء اللدود وبالتالي سيعود أهل البلد إلى الساحات و مطالبهم المحقة وستنتعش الثورة مجددآ يقول العامة وتتناقل ألألسن في منطق مقبول أن الشهور القادمة ستكون ساخنة لن تبرد لهيبها خراطيم المياه ولا مقذوفات المطاط ..!
ختامآ ؛ في زمن ربما مستعاد من تاريخ الاوبئة ألتي فتكت بإلإنسانية وفرشت أرضية مستجدة من ألدم والدموع لطالما كان ما يليها عصر جديد أو إستفاقة بشرية ؛ الكوكب اليوم على حافة دينونة دنيوية بعد أن ضاقت المقابر في خلاصها من يسوع إلى الرسول رحمة الله والسلام ..!