الرانجر .. the Ranjer !!

بقلم: ألعميد مُنْذِر ألأيوبي*

يوم ألجُمعة ألفائِت إختنقت شوارع بيروت بالسيارات أُحتُجِز ألاف المواطنين داخلها مَدى ساعات على خلفية التدريبات أو ألبروفة Rehearsal ألتي كانت تنفذها وحدات الجيش اللبناني في جادة شفيق ألوزان- وسط بيروت تمهيدآ للعرض العسكري بمناسبة عيد ألإستقلال أل ٧٥ ..
فورةُ غضبٍ عارمة لدى ألناس زاد من صَخبِها ما تداولته وسائل التواصل ألإجتماعي من إنتقادات تراوحت بين سُخرية التعليقات و جدية ألإنتقاد،، ألقيادة أخذت بصدرها ألمسؤولية رغم أنها مشتركة بتعدد ألإدارات و ألأجهزة ،، فالتنسيق ضروري و ألمواطن ألأساس ثم أصدرت بيانآ !عتذرت فيه من اللبنانيين و عَدَلَت توقيت ألتمارين ..!
مُعظمهم أزعَجَهُم ما حصل ،، و أكثرهم تألم و ربما خَسِر من راتبه بَدل ساعاتٍ و من قوتِ عائلته خبز يومً و هذا حقٌ مَعلوم ،، و منهم من عَادَ إلى منزله أو ألمقهى فالجِجَةُ توفرت و يوم عطالةٍ إضافي لا بأس به و هذا في أللامبالاة مفهوم ..! إلا أن ألجميع أو أغلبهم سيكون ألسرير مَلاذَ ليلِهم غَلا ألفراش أو رَخِص ،، في قصرٍ إستوى أم في حُجرَةٍ غَفى ..! ما خَلا رِجالآ ..؟
إنتعلوا ألأسود ألجلدي ألقاسي ،، ثقيلٌ خَشِن ،، يحتجزهم إراديآ و ألقفلُ رِباط Shoelace ،، يَسيرون به مسافات طويلة ،، يتسلقون جرودآ أشرقَ فجرُها بِهم يومَآ ،،! يَضُمُ أقدامهم بحنانِ ألألم ،، تَمتزج خيوطه بنسيجِ ألجوارب “كَلسات” رطبة بعرَق الكاحِل وألأصابع .. يَترُك جُروحآ لا تندَمِل تُدعى مسامير Foot Corns ،، هي نثراتٌ مُبارَكَة مما غُرِسَ في أقدام ألفَادي على ألخَشَبَة ..!
هو ألرانجر Ranger يَنتعلونه على مَرِ ألفصول و توالي ألسنين، تَنحني له زهور الياسمين و تعانقه أشواك ألقَندول و البلانِ و ألصعتر ،، علامته التجارية “ألماركة” Shoe Brand موَحَدة فلا Valentino أو Testoni أو غيرها ..
ألطراز “ألموديل” Style ثابتٌ لا يَتغير ،، صَيحةٌ جامدة في عالم ألموضة لا علاقة لها ب Dolce & Gabbana أو سواها .. أما ألمقاسات فَمُرتهنَةٌ بالزمانِ و المكانِ و حَجم ألوجع ، مَقاسٌ واحد على عِشقُ وَطَن ، عليهم ألف سلام ..
يَربُطهم بألأرضِ ،، به تَقرَع أقدامهم شوارع بيروت فتنحني حاراتها ،، لو دَروا َيومها لَمَدوا أجسادهم طُرُقَآ رديفةً لِمَن أُحتُجِزوا ُ،، لا غَضَبَ عليهم أو مَلام فلا الفَساد منهم أو ألعلةُ فيهم كما ألإهمال ..
ألإستقلال لِلجميع .. لكن حُماتَه هُم و ألقِلة هُم و ألنُخبة ،، ينتظرون ألعيد ليختالوا كبرياءً بتواضع في عَرضهِم ألعسكري “بِأسَ ألمُستَعرِضين” ليس تشاوفآ و لو كان يُمكِنُهُم ،، بل وَفاءً لِقَسَمٍ و إلتزامآ بشهداء ” أحياءٌ عِندَ رّبِهم يُرزَقون” و ما بَرَحوا ..
إستيقاظهم فَجرَآ هو إنتصارُ ألحياةِ عَلى ألموت ، بِه يَخطونَ رياضيآ لِرَفعِ ألعلم ،، تَبتَسِمُ لَهُم ألسارية و ألقلب أخضَرٌ في ألراية .. شمسُ يَومٍ جديد تُلامس جِباهَهُم و ألتحيَة ،، ربما أحدهُم يَرتَقي أليوم و تَبْقى ألقافلةُ تَسير .. كُلُ عيدِ إستقلالٍ وَ أنتُم بخَير .

*كاتب و باحث في ألشؤون ألأمنية و ألإستراتيجية.