الخصم والحكم …


بِقَلَم ألعَميد مُنْذِر ألأيوبي *

ثلاثون عاما مضت منذ توقيع اتفاق الطائف من رحمه ولد دستور الجمهورية الثانية الفاشلة و خمسة عشر عاما مرت عَلى خروج القوات السورية التي كانت توصف في الماضي القريب ب “الشقيقة” زمن الولاءات المصلحية لا المباديء الايديولوجية او القومية ؛ و بصرف النظر عن القناعات الثابتة لدى البعض و المتلونة “السَحليَة” Lizard-ly لدى البعض الآخر بدا حتميآ ان الوجود الامني و السياسي السوري صنع في مصهره الطبقة السياسية الحالية لتناسق ادوارها و لندرة مطهره Purgatory سواء عَلى خلفية تحالفات او عَلى ضيم خصومات تلازمت ايضآ مع نفي او سجن ..
و اذ لاحت الفرصة فما لَم نستطع فعله لعدم قدرة او عجز عنه لضعف ارادة و ما لَم نرغب به طوعآ جهلآ و انانيةً أو تواطوءً طوال هذه السنوات هو بناء وطن وطيد اسس دولة مدنية متمدنة حضارية زاغ فلاسفتها عن قداسة كيانها بعد ان اشاد هياكلها اللواء الامير (فؤاد شهاب) فهتكوا المذبح ثم خلعوا الخزائن ، لَم يرعووا فأكملوا و افرغوا جيوب المواطنين قبل هجرة باتَت مؤكدة ..

في محضر الشهادة لا دفاعآ عن او تبرئة مِن .! اسبغوا لوثة سوريا عَلى ما وجدوا في المعاجم نعوتآ أو تهم مِن عرقلة و افشال و حكم وصاية أو انتداب و استتباع الى غيرٍه مِن مفردات ، اسقطت وصفات الغزل الماضي و دَبَجَت دواوين الهجاء الحاضر المستساغ و تناسوا ان التحرر مِن ظلم لا يبرر حجة الافساد الى ان اصبحت متلازمة الترسيم الحدودي Border demarcation syndrome وجهين لعملة واحدة عدو و شقيق ..!

 

في الاحتواء ؛ Containment تم تمزيق الولاء Loyalty ؛ تحمل اهل البلد ما ضامهم عَلى مضض الى ان ذاب الثلج هشآ حارقآ فكان الامل وحي وهم هوى اردي في ساحات التظاهر كُفرآ .. و لعلة ان العرب العاربة كانت تقتل اولادها خوف فقر و فاقة نزلت الآية الكريمة ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 31].؛ هُم ما همهم يقتلون شعبآ لا حفنةً .. و اذا كان القتل نوعان مادي و معنوي فهم اطبقوا عَلى الرقاب بكلاهما غمامة مِن نيترات دمرت نصف المدينة و سطوة على تركة موهومة مالآ حرامآ خميرة عمر جنى ضاعت مِن اهلها .. أما حمأة الرذيلة ففي عود عَلى بدء لهم رغد العيش مع الموبقات كَفى و للناس الضنك ؛ إذ قست القلوب فَطار المدد كما طال الامد .. عَلى استدارة التشرينين زيارة المقابر مِن يوميات الاحبة حاجة ، اضحت المنازل مثقوبة المزاريب مشلعة النوافذ مهتزة الجدران و للدموع حكايات أُخَر ، أَ سوء طالع يا إلهي او يأس انتفاضة ..!

انها الفضيحة ؛ بين طحين فاسد و دواء مهرب بدت الحشيشة الترياق ؛ لا حكومة عَلى وزن فاعل بَل تكليف و زيف عَلى وزن مفعول به ..؟ لا حلول بَل إجترار انتظار دائم منح المنتدب الفرنسي براءته في حق حقيقتنا الفاشلة ترى أ يندم من اعطي له المجد العظيم “البطريرك الحويك” مرسلآ لعنته عَلى ما فعلوا .. تكرار انهزام مسح عن الجار القريب ديماغوجية خيبة إغراء و خداع رعاية ثم رتب مقعد التفاوض لعدو له البحر و الغاز و هُم عَلى فساد قساة قوم خاسرين في الجهالة ينعموا ..! أما اهل البلد فلهم مِن بعض قول المتنبي ما ينطقون .. “فيك الخصام و انت الخصم و الحكم” ..!

إنها لمصيبة حَقَآ ، مؤتمرات الدعم استحالت سرابآ و خطط الانقاذ ترى في الاموات نشوة شتامين شامتين عَلى اعتقادٍ ان هجرة الاحياء ما هي الا نمط حياة معتاد في لا مبالاة ارتياح لا ندم ..! حتى كلمة المعجزة مقطوع الامل منها لَم يعد مِن إيمان بزيارتها سقطت مِن معاجم مفردات اللغة أحرُفها .! الوطن متعب منكوب و الشعب موجوع يجوع .. “نستعيذ منكم ،، أن تحسبوا الشحم فيمن شحمه ورم” ..!

بيروت في ‪12.11.2020