الحريري للمتظاهرين: أعدتم الهوية اللبنانية إلى مكانها الصحيح خارج أيّ قيد طائفي

توجه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد جلسة الحكومة في قصر بعبدا اليوم بكلمة الى المتظاهرين في الساحات اللبنانية قال فيها “أنّني منذ يوم ما بدأت هذه المسؤوليّة، وأنا أقول للشركاء إنّ هدف الممارسة السياسيّة تأمين كرامة الناس، وهذه الكرامة تأتي من الشعور بالسيادة والحرية والإستقلال، وأن يكون للناس خدمات أساسيّة وطبابة وضمان”.

واعلن “أنّنا أمنّا خطوات ضروريّة لتحقيق هذا الهدف. منذ 3 أيام لم تكن هذه الخطوات “تمشي”.

ولفت الى أنّ “الشباب وصلوا إلى مرحلة اليأس وانفجروا ونزلوا إلى الشارع تعبيرًا عن الغضب”.

وقال:”المطالب كثيرة ومحقّة ومتنوّعة، لكن المطلب الواضح هو المطالبة بالكرامة والإحترام واحترام صوتهم”.

وكشف انه “منذ 3 أيام، أعطيت شركائي مهلة 72 ساعة، وأنا لم أطلبها من الشباب من الشارع. أنا في خدمتهم وهم من يعطون المهل”. وأوضح أنّ “هذه المهلة للشركاء كي يسيروا بالحد الأدنى من الإجراءات الضروريّة المطلوبة منذ سنتين، منها إجراءات في الموزانة ومنها من خارجها”.

وأعلن الحريري أنّ “من أهمّ هذه الإجراءات: أن تكون الموازنة بعجز 0.6 بالمئة ومن دون أي ضرائب جديدة على الناس، و”مصرف لبنان” والمصارف تساهم بخفض العجز 5 ألاف ومئة مليار ليرة، خفض 50 بالمئة من رواتب الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، خفض موازنة “مجلس الإنماء والإعمار” 70 في المئة ، إقرار مشروع قانون العفو العام قبل آخر السنة الحالية، إقرار ضمان الشيخوخة قبل آخر السنة، 20 مليار إضافيّة لدعم برنامج الأسر الأكثر فقرًا و160 مليون دولار لدعم القروض السكنية”.

وأشار الى أنّ “من الإجراءات أيضًا إعداد مشروع قانون إستعادة الأموال المنهوبة، وسنطلب من المحامين في المجتمع المدني التعاون معنا، قانون إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، تركيب “سكانرز” على المعابر لمكافحة التهريب، إلغاء وزارة الإعلام فورًا ووضع خطة لإلغاء المؤسسات غير الضرورية، فضلًا عن تعيين الهيئات الناظمة للكهرباء والإتصالات والطيران المدني، تسريع تلزيم معامل إنتاج الكهرباء وإقرار مشاريع المرحلة الأولى من “سيدر” خلال ثلاثة أسابيع”.

كما اعلن الحريري أنّ “من ضمن الإجراءات: إطلاق مشاريع المداخل الشماليّة والجنوبيّة لبيروت أي “لينور” و”أليسار”، الإنفاق الإستثماري من الموازنة صفر وهذا يغلق الباب أمام الهدر والفساد”.

وقال : “بموضوع الخليوي، سنأتي بمستشار اقتصادي لدرس اتجاهات الخصخصة ويقدّم لنا خيارات عدّة”.

وتوجّه إلى “الشباب والصبايا واللبنانيين الّذين يعبّرون عن غضبهم ويطالبون بكرامتهم وحقوقهم”، بالقول: “هذه القرارات ربّما لا تحقّق مطالبكم ولكن تُحقّق ما أطالب به منذ سنتين. هذه القرارات ليست للمقايضة لوقف التظاهر، فهذا القرار أنتم تأخذوه ولا أسمح لأحد بأن يهدّدكم وواجب الدولة أن تحميكم”.

وقال الحريري للشباب  :”أنتم البوصلة وتحرّكم حرّك الحكومة وأوصل الى هذه القرارات، أنتم تطالبون بكرامتكم الوطنيّة والفرديّة بفرص عمل وخدمات أساسيّة وضمان وأمان واحترام صوتكم، فصوتكم مسموع وإذا الانتخابات النيابية المبكرة هي المطلوب، فأنا معكم كسعد الحريري”، منوّهًا إلى أنّ “ما قُمت به خطوة أولى، وما قمتم به كسر الحواجز وهزّ كلّ الأحزاب، وأهمّ حاجز انكسر هو حاجز الولاء الطائفي، فأنتم أعدتم الهوية اللبنانية إلى مكانها الصحيح خارج أيّ قيد طائفي”.