البحث عن آموس هوكستاين ..!

بقلم العميد منذر الايوبي*

ان يخونك القلم منكفئآ عن بيض صفحات، اسود مداد إستنكف عن سيلان، إرتحال لمام للكلمة أكان في درجِ وقائع وتعليقات ام في مسلك الادب السياسي لعدم اهمية وتفاهة، او رفض إلهاء ترادفآ مع اشمئزاز يأس نجاعة حال، مراوحة في الموقف انكار سيرورة على خلفية ارتجاع وترداد الخ ..!
في المجمل لا خطيئة بل تأسف اذ مشاعر الكاتب وتحليلاته ريشة على متن سرج سابح تلهف من فضاء الواقع الف حكاية وعبرة، فكيف ان كان الحال ابتذال سياسي اضافة الى اجترار، دوران في حلقة جهنمية من مجموعة الاوليغارش دون مبالاة او خشية حساب، تكرار ارتكاب جرائم اجتماعية متمادية ليس اقلها هدم مؤسسات الدولة، سطو مصرفي وقح على جنى اعمار الناس، ناهيك بتلاشي ابسط مقومات العيش الكريم حفظ كرامة شيخوخة ومرضى، كما اسقاط امل مستقبل واعد زاهر لأجيال تحمل من التمايز الايجابي مواهبآ ما يرفع الرأس،، دفع هجرة او في مختصر “كفر بوطن”..!

اما وقد مضى ما يناهز الاشهر الثمان على انتهاء الولاية الرئاسية للعماد ميشال عون دون تمكن مؤهل من تربع على عرش دون قوائم، ما يفرض ربما تمعنآ لحظ مقاربة مزدوجة اولها تساوٍ زمني مع ضياع عام دراسي كامل؛ ثانيها تشابه في تعطيل مقرون بلامبالاة؛ سَبْقَ اطباق بسلاح الاشغار على الرئاسة الاولى، تكريس حرمان البلاد من رمزها الاساس، بُعْدُ اقصاء قصدي قسري لنخب المؤسسات التربوية والتعليمية اسلوب معتاد دَرَج، لُبه تجويع مادي وانتقاص معنوي لحاضنات الثروة الوطنية الحقة..!
تاليآ؛ اثبت امتحان الكفاءة العامة للطبقة الحاكمة واعضاء البرلمان بما لا يدع مجالا للشك بروز توسع في شروخ الصولجان.. بات الرسوب علامة فارقة وسمة بارزة سَلوَة او خيبة معتادة تلوكها السن العامة هازئة لسخرية القدر..!

توازيآ، رغم العديد من الفروض المنزلية الاقليمية المصادر والدولية التلقين المتضمنة توصيات مرتجاة ووصايا نجاة، فإن التعامل والتواصل السياسي المنسجم مع المصلحة الوطنية العليا استحال تنافسآ نمط برنامج المسابقات (المَحَك) النسخة العربية ل Jeopardy “الاميركي” منتجه الاعلامي العريق Merv Griffin..! اما عجلة الحظ wheel fortune فأرقامها دون 65 رغم دورانها 11 مرة حتى الان ..!

في نفس السياق؛ بين توحيد الخيارات على مرشح تتبناه هذه الفئة او تلك، عل وعسى اللعبة الديمقراطية تأخذ مكانها ومجراها صَبَح رحابها طموح بادية منبسطة فسيحة الارجاء لا ماء فيها ولا كلأ.. اصاب الضياع معظم من أُدرج اسمه على لائحة المرشحين مقرونآ بقلة نوم وارتفاع قلق فيما بات “المارستان” المحلي المتوأم مع قرين خارجي حاجة لنزلاء اضداد فرض توحيد علاج..

من جهة اخرى، بدا فقدان عنصر (الارجون) Arjun الغازي خاملآ قليل النسبة، ما سيجعل مصابيح القاعة العامة باهتة الضوء شحيحة..! لذا لن تكون الجلسة العامة المرتقبة الاربعاء المقبل قادرة على خرق انسداد في عملية الانتخاب بل على كفالة حرق وتحييد مُرشحَين..!
استطرادآ، ان كان التوتر سابق كل امتحان، فردود فعل نفسية مبالغة من صنف اعادة تفكير وتساؤل، كما ضعف استجابة وطنية واهتمام باحتياجات الشعب ألَمَ بالخواجات والباشوات هروب من مواجهة ورفض تسويات دون ادراك او تحكم، رقاب متصلبة نتاج تسارع في نبضات القلب وتشنج العضلات مع تعرق علامات غير خافية ترتسم على محيا معظم ضيوف الحلقات الحوارية للشاشة الفضية..!

من جهة اخرى، بدا قانون ماغنتيسكي “المنسوب اصطلاحآ الى محاسب الضرائب الروسي سيرجي ماغنيتسكي الذي توفي في سجن موسكو بعد اتهامه بارتكابات مالية” قاصرآ عن فرض حلول او تفعيل الاداء ايجابآ، صفة (القصور) وَصَمَت اجتماعات اللجنة الخماسية الباريسية المعطرة قاعتها بالبخور السعودي..!

في السياق؛ بَعْدَ “الَّلتَيَّا وَالَّتِي” ان الجيش لثالثهما، كما هو الحل في الامن كذلك في السياسة عند كل مفصل اختناق ومعاندة،، اذ لا يمكن الطعن بهذه التجربة (انتخاب قائد الجيش) على علة او صحة تكرارها عند كل استحقاق؛ كما لا يمكن التحجج بوجوب إنطباق الامر على الرئاسة الثالثة بمعنى تولي صاحب المنصب الامني من الطائفة السنية مقاليد الحكومة لاختلاف الوظائف والصلاحيات، كما لذوبان الاخيرة في محيط عربي سني المذهب لها ضماناتها الثابتة السابقة..!

اخيرا، بعد تعيينه من الاليزيه مندوبا ساميآ للبنان فان مهمة جان إيف لودريان لن تتجاوز فيما سيطرحه من حلول اصغاء الافرقاء دون استجابة، ليصبح النزال مقرونآ بعبارات التأنيب، قد سبق وتعاطى مع السياسيين اللبنانيين بغضب خلفية سلبية لاهية مفرطة موجهآ اليهم ابشع النعوت..!
استنادآ لهذه التراكمات القبلية والعشائرية كما المذهبية والحزبية اضافة الى الارتباطات الخارجية، يبدو ان لا مناص من استدعاء آموس هوكستاين لحل المعضلة وترسيم خطوط المربع الرئاسي اذ لم يعد من ترف وقت فالأيام القادمة دهماء والسحنات سوداء..!

طرابلس في 10.062023