الاستحقاق الرئاسي… في الإنتقال من فشل لآخر عبور الى النجاح..!


بقلم العميد مُنذِر الايوبي*

في مقولة عاد الوسيط القطري الى المشهد اللبناني متلمسآ طريقآ مستكشفآ مواقف ومستشفآ نتائج تُسَوَق، خطيئة علة عدم مغادرته اصلآ خلفية بقاء خلف الكواليس عمق معرفة بدهاليز السياسة اللبنانية وكمائنها المنصوبة.. كما ان اللا اكتراث السعودي المرجعي وطنيآ وسُنيآ إعتُبر من كُثُر إنكفاءً قارب اخلاء الساحة للمرشد الايراني وهو أمر غير صحيح بالمطلق.. اما الاهتمام الفرنسي فلا يكفِ بمنطق الوقائع طالما تخبطآ يسود كواليس “الاليزيه” دون حاجة لأدوات إثبات، وتناقضآ يتبدى بين دوائر “الكي دورسي” يتظهر دوام حراك مع طول سفر بين اصل المبادرة ونهج سيرها.. في حين ان الفرعون المصري على مقعده حول الطاولة الخماسية عضوآ شاهدآ شاف كل حاجة لكن اليد قصيرة والعين بصيرة.. المايسترو الاميركي بمهابة وضمان قدرة يوزع الادوار تزامنآ مع حال مراقبة ايجابية منتظرا ما سيفرزه عامل الوقت من معطيات في حمأة التجاذبات السياسية والتغيرات الجيوسياسية الجارية في مرجل الاقليم الشرق اوسطي المستند على طابوق حراري من نزوح كما على المسرح الشرق آسيوي عمومآ..!

تاليآ، يبدو ان الأنماط السداسية في الطبيعة منتشرة بكثرة نظرآ لبنيتها القوية وثباتها والتوفير في بناها، يلاحظ ذلك في قرص النحل المؤلف من خلايا Hexagon سداسية الاضلاع متراصفة، ما سيتظهر قريبآ عبر توسعة اللجنة الخماسية الى سداسية فاعلة بانضمام الجمهورية الاسلامية الايرانية اليها..!
في السياق بوصول المبعوث القطري جاسم بن فهد آل ثاني إلى بيروت ومن منطلق “الاصل قبل الفرع” فالاهتمام بالملف الطاقوي كما روج غير مدرج على هامش الجولة الاستطلاعية المكلف بها تحضيرآ لزيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي بداية الشهر القادم، هدف استكمال المساعي وبالتالي انهاء الشغور الرئاسي،، ومن غلبة الظن على اليقين عند افتقاده فإن جان إيف لودريان سيسعى لعودة متزامنة مع الوزير الخليفي عل ماء قطر غسول وجه مبادرة عدى وقتها بعد ان طالت المشاوير…!

تاليآ، لا تزال رقعة الشطرنج المحلية مشوهة والزوايا متعاكسة، لا نجاعة حلول او تسويات إن فاز فريق على آخر، اذ منذ بداية المعضلة الرئاسية في تشرين الاول 2022 وتكرار الجلسات العقيمة بدا تلاشي القيم الوطنية عظيمآ والملامة الشعبية كما الخارجية الدولية كبيرة، لكن: في قدرة الانتقال من فشل الى آخر دون فقدان الحماسة عبور الى النجاح وفق العظيم “وينستون تشرشل”، وعلى ما يبدو فإن الموفد القطري يتبنى المقولة مراهنآ على تطورات ملموسة متوقعة، بعدما أوكلت اللجنة الخماسية لإدارته مهمة إيجاد مخرج للأزمة الرئاسية..!
في المعنى المفاهيمي للتسوية انهاء المشكلة، مصالحة على خيار مرشح ثالث مع تجديد الثوابت، بعد توفر معظم الاعتبارات وتجاوز انظمة الاثبات وهي المرحلة التي يمر بها او وصل اليها وسيط الدوحة، ما يدعو للتفاؤل مع ضرورة التنبه الى ضمان امنه وحمايته من اخطار الطرق والانزلاقات على المنعطفات القاسية ضمان عدم اجهاض مبادرته، سيما وان تقارير عدة استخباراتية المصادر تفيد ان لا رئيس للجمهورية في المدى القريب لاسباب مفترضة معتلمة باتت تربط الازمة اللبنانية بمسألة التطبيع وآليات الضغط الاستراتيجي Lobbying Strategy المرتفع المعتمدة على مستوى الاقليم..!

اخيرآ، ان كان الصراع الاقليمي المؤثر من اسباب عرقلة الاستحقاق الرئاسي إلا ان مناطق خفض التصعيد تسود في المرحلة الحالية، فرصة لا يجب اضاعتها اذ لم يعد من مجال لتمديد الوقت الضائع، المرحلة دقيقة حرجة جروح الوطن ملتهبة والازمات الحياتية والمعيشية تلفح الناس من كل جانب، مع بداية تشرين ينتهي فولكلور “اهلا بهالطلة” السياحي بانتظار ان يصبح الشعار ايقونة ترحيب بالرئيس المنتخب والعهد الجديد مع عبارة “شكرآ قطر”…!

*عميد متقاعد؛ كاتب وباحث
طرابلس في 27.09.2023