الأمل سراب .. وخيط النجاة نحيل!

بِقَلَم العميد مُنذِر ألأيوبي

يوم اول من امس وبعيد وصول الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا وتقديمه التشكيله الحكومية “معدلة متحورة ” الى رئيس الجمهورية، ساد الامل بعبور طريق جهنم، وان كانت نسبة الحروق في الجسد اللبناني بلغت الدرجة الرابعة التي غالبآ ما تؤدي الى الموت؛ حيث طال الضرر الطبقات العميقة جدآ كالعضلات، والأوتار، والأربطة، والأوعية الدموية والأعصاب حتى العظام، كما بات الجلد أسودآ متفحمًآ والأعصاب تالفة لدرجة عدم الشعور بالوجع..!

تاليآ رغم ان معظم الناس لم يأملوا خيرآ فهم “ينفخون في اللبن منذ زمن بعد ان كواهم الحليب” ان توفر؛ الا ان قلة راهنت على صدور مراسيم الحكومة الانقاذية لجملة اسباب ليس اقلها ان الفقراء والمعوزين الذين حملوا البؤس ردحآ على ظهورهم والوطنية قناعة واليأس رفيقآ و هم الغالبية، لم يعد يجدون في صناديق القمامة بقايا اطعمة وكسرات من خبز عفن؛ كما تعذر على شريحة اخرى من المعوزين جمع المنتجات البلاستيكية والزجاجية والكرتونية لبيعها ب “ليرة تساوي قرشآ” لا لكفاءة كارتيلات الجمع والفرز بقصد التدوير حفاظآ على البيئة، بل لندرة الاستهلاك من محتويات هذه المنتجات..!

لم تشفع بهم كل هذه المعاناة المترافقة مع فقدان الماء والدواء والغذاء كما المحروقات والكهرباء، اذ زاوج الحقد المدى، راوح الاشباه مكانهم متشبثين بعنادهم معتمدين النكاية سياسة و “النياكة” مبدأً -عذرآ- رغم اصابتهم ب “الخصي الطبيعي” Criptorchidism، مغتصبين الوطن والقضية محطمين الحاضر والمستقبل دون حياء او خجل بعد ان تلاشى الوجل..!

 

منذ الليل المنصرم عادت البيانات و الاتهامات متبادلة على جبهات القصور خلف متاريس الاعراف في معركة التوافه والصلاحيات، اما الملامة في ترك القصف العشوائي ارادي بالتمادي، فطال رماة صواريخ “الكورنيت” Kornet لفشلهم في اختراق تدريع ال Merkava المحلية بعد انسداد القاذفة Tripods الدستورية..!

ماذا بعد..؟ من الواضح ان الامور ذاهبة الى ألأسوأ، إلا إذا كان هنالك “قطبة مخفية” حيكت مسبقآ بين الخياط الفرنسي بالابرة المصرية والخيط السعودي.! فالاسراع بالاعتذار من جهة بعد طول انتظار” تسعة اشهر” والبرودة في الرد والنقاش مع اللامبالاة من اخر؛ تثبت ان الكباش لا زال مستمرآ سواءً مباشرة او بالوكالة على حساب الوطن الجريح والشعب اللبناني، رغم الانكار عبر الترويج ان عقبات التأليف و “فشكلته” محلية داخلية.. اذ ان الهدف واحد مواجهة بالتوأمة مع المصاب السوري بجائحة “قانون قيصر” الاميركي Caesar Law مع ارتباط ثابت بدفع النازحين السوريين الى نهج الاستيطان Settlement Approach.. كذلك فإن خلفية المرآة قارب طلائها باليورانيوم الايراني الانتهاء، والانعكاس في وجهها الآخر نووي وفق درجة التخصيب كأن تجديد الالتزام بالعودة الاميركية الى الاتفاق لا يكون الا عبر توقيعه في بيروت لا فيينا..!

خِتامَآ؛ لطالما ترافق الامل مع الالم وان بدا سرابآ، في وضاعته تشبث بخيط نجاة نحيل.. المبالغة بالثقة ليست هفوة قاتلة، بل طموح خلاص مرتجى، لكن شروق صبح اليوم اتى مغشيآ العيون مغلفآ برماد الخيبة.!

———————

بترومين في 16.07.2021