إشارات حساسة للمرور تقرأ نوايا العابرين!

 

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف

قد تشعر بأن أزرار عبور المشاة هي مخيِّبةٌ في أفضل الحالات، وعديمة النفع في أسوئها نظراً للوقت الطويل الذي تستغرقه لتنفيذ المهمة التي صممت من أجلها.
فربما لا تكون لديك على الدوام يدٌ حرَّةٌ للضغط عليها، وهي بطيئةٌ وغبيةٌ حتى أنها تجعلك تميل إلى العبور رغم الإشارة الحمراء.
ويبدو أن هذا العجز في أداء مهمتها لا يخدم هدف الحملات البيئية التوعوية التي تدعو إلى المشي كلما أمكن او استخدام الدراجة الهوائية بدلاً من السيارات ووسائل النقل.
ولكن بعض الباحثين النمساويين يملكون الحلَّ: أن تستشعر إشارات المرور ذاتها نواياك.
فقد طوَّروا إشارات مرورٍ مزوَّدةً بكاميرات تلتقط الأشخاص الراغبين في عبور الشارع، وفق ما نشر موقع Enadget وتمسح الكاميرات بنظام الرؤية الحاسوبية منطقةً مساحتها 8 x 4.5 متر وتُبلِغ إشارات المرور حين ترى شخصاً أو أكثر من شخص في الموقع المناسب، كل هذا في غضون ثوانٍ.
بل إنها أسرع بقدر ثلاث إلى أربع ثوانٍ من الوقت المُستغرَق للضغط على الزرِّ، وفقاً لهؤلاء العلماء.
والأهم من ذلك أنها مرنة. إذ يمكن أن تمدَّ فترات الإشارة الخضراء في حال وجود مجموعات كبيرة من المشاة، وتلتزم بالحمراء إذا غيَّر المشاة رأيهم قبل أن تستعدَّ الإشارات.
وفي ما يتعلق بالخصوصية، فالفريق على دراية بالمشاكل التي قد تنتج عن ذلك.
ولذلك فإن الصور لا تغادر الكاميرا أبداً، وتعتمد اعتماداً كلياً على المُعطيات الهندسية لاستشعار رغبة الشخص. ولا تستطيع التعرُّف على أوجه الأفراد حتى وإن كانت متصلة بالكامل.
ليس هذا مجرَّد مشروعٍ بحثيٍّ. بل إن شركة Günther Pincher ستطرح هذه الإشارات للمرة الأولى في محيط العاصمة النمساوية فيينا، وتعتزم استبدالها بنظام الأزرار في مواقع مختارة بحلول نهاية عام 2020.
ويوجد في فيينا حوالي 200 إشارة للمشاة بضغطة، تسمح للمشاة بعبور الطريق بأمان، ولكن بعد الانتظار لوقت طويل، وهو أمر مزعج لكثير من الناس.
غالبًا ما يؤدي ذلك إلى عدم انتظار المشاة للضوء الأخضر، ولكن بدلاً من ذلك يسيرون في اتجاه مختلف أو يعبرون الشارع عندما تكون الأضواء حمراء.
وفي بعض الأحيان يضغط البعض على الزر بمثابة دعوة لإطلاق الإشارة الخضراء وإيقاف السير مجرد التسلية. وهو ما يزعج سائقي السيارات، الذين يتعين عليهم التوقف عندما يعبر المشاة غير الموجودين أصلاً!
قد يمضي وقتٌ طويلٌ قبل أن تصل هذه الإشارات إلى مكانك من العالم، لكن ربما يأتي يومٌ لا تحتاج فيه إلا إلى الاقتراب من حافة الرصيف لكي تتغيَّر إشارة المرور حسب رغبتك لكن الموضوع في لبنان قد يكون مجرد حلم!

———————————