أوبك بلاس OPEC Plus ..

 

 

 

بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*

 
طغت أحداث تفشي وباء “كورونا” COVID-19 و ألأعداد ألمتوالية بألساعات للضحايا إضافة إلى ألعجز في صنع أللقاح ألمناسب بألسرعة أللازمة في ظل ألتطور ألعلمي ألطبي و ألتكنولوجي ألمحقق إنتكاسة لِلإنسانية جمعاء إذ أصبح ألهم ألأساس ، كما شكل ألجامع ألمشترك بين ألدول و الشعوب بهدف مكافحته و ألقضاء عليه .. بألتزامن فإن أحداث ألكوكب و قضاياه و حروبه لا تتوقف طالما أن حركة دورانه حول ألشمس لا تزال ضمن ألمدار ألإهليلجي Elliptical Orbit بألتوازي مع حركة دورانه حول نفسه Earth Rotational Axis بمحور مائل 23.5 درجة بألضبط إذ أن أللحظة “ألأبوكاليبسية” Apocalyptic لم تحن بعد ؛ من هذا ألمنطلق فإن ألبشرية ستنغمس في خضم ألمواجهة مع ألقاتل ألصامت ألوباء ربما لعدة أشهر أو يزيد كما أن ألصراعات ألإقليمية و ألدولية  ستستمر و تتفاقم أو تتغير سياقاتها بتغير ألأهداف و ما إندلاع ألحرب ألنفطية على مثلث واشنطن- ألرياض – موسكو سوى أحدى ألمستجدات ألمثال ..
 
في تبسيط ألقضية ، هي حرب أسعار قائمة على مبدأ ألعرض و ألطلب بألتالي على ألحصص ألسوقية Market Shares لكن في خلفيتها ألأساسية موسكو تعتبر أن تصفية ألحساب مع واشنطن عبر تحجيم قطاع ألنفط آلأميركي و إزاحة منتجي ألغاز و النفط ألصخري ألأميركيين من ألسوق ألعالمية رد إنتقامي حان آوانه بعد العقوبات ألتي فرضتها ألأخيرة و لا زالت على روسيا و ذراعها النفطية شركة “روس نفط” Rosneft ألمملوكة حكوميآ ، مما سيؤدي تاليآ إلى مواجهة إقتصادية و تجارية حتمية بين ألقطبين على ألصعيدين ألجيوسياسي و ألإستراتيجي ..! أذ أن ألرئيس ألروسي بوتين لطالما طبق مبدأ (صحن ألإنتقام يؤكل باردآ) إن نجح مخططه ..!
في ألسؤال ألإستباقي لمن ستكون ألغلبة .؛؟ يبدو أن لعبة عض ألأصابع Finger Biting Game قد بلغت أوجها بإنتظار تحديد من يصرخ أولآ وفقآ للمعطيات ألتالية :
*فشل إجتماع فيينا ألذي إنعقد ألأسبوع ألماضي لِ OPEC Plus ألتي تضم منظمة ألبلدان ألمصدرة للنفط OPEC و ألدول ألنفطية ألمتحالفة معها في ألإتفاق على إقرار طلب روسيا ألإتحادية خفض ألإنتاج ألنفطي و ذلك بعد إعتراض ألسعودية ..!
*تريد ألمملكة ألعربية ألسعودية رفع إمداداتها إلى مستوى غير مسبوق 13 مليون برميل يوميآ مما سيؤدي حتمآ إلى تأجيج حرب أسعار و يزيد حدة ألمواجهة مع موسكو ..!
*رفع مستوى ألإنتاج سيؤدي إلى إنخفاض حاد في أسعار ألنفط ألخام بنسبة 25% نتيجة ألخلاف ذو ألأبعاد ألإستراتيجية بين موسكو و ألرياض ..!
*إنهيار ألتوافق بين دول (أوبيك) أدى إلى قرار Eliminate Production Restrictions “إلغاء قيود ألإنتاج” مما إنعكس تدنيآ في قيمة ألعملة ألروسية “ألروبل” Rouble و كذلك ألأسهم ألروسية في سوق ألبورصة ألعالمية بألتزامن مع قرار موسكو ألرد عبر شركات ألنفط ألروسية من خلال زيادة ألقدرة ألإنتاجية إلى حوالي 500 ألف برميل يوميآ ..!
*معركة ألذهب ألأسود بدأت تأثيراتها من خلال خطوات تقشفية تقوم بها ألمملكة على مستوى ألوزارات و ألمشاريع ألمزمع تنفيذها مع تلافي ألمساس بألرواتب و ألأجور ..!
*إرتفاع عجز ألموازنة ألسعودية ألمتوقع إلى نسبة 5% عام 2020 أي ما يساوي 50 مليار دولار مما يعني ألحاجة إلى بلوغ سعر يتراوح بين 60 إلى 80 $ للبرميل بغية تلبية إحتياجات ألمملكة ..!
*قرار دولة ألإمارات ألعربية ألمتحدة رفع مستوى إنتاجها إلى ألطاقة ألقصوى 5 مليون برميل يوميآ و ذلك في ترجمة عملية لعلاقاتها ألتحالفية مع ألسعودية و دعمآ لها في حرب ألأسعار ألتي تخوضها مع روسيا ..!
*ألمواجهة مع ألرياض تعتبره موسكو تاليآ مع واشنطن ، بألمقابل فإن ألولايات ألمتحدة باتت تعتمد إستراتيجية جديدة في تحررها من إمدادات ألطاقة ألموردة من الخليج ألعربي من خلال دعمها شركات إنتاج ألنفط ألصخري Oil Shale ألأميركية و بألتالي إستثمار مواردها في تعزيز و تطوير مشاريعها و شركاتها ألتكنولوجية ..!
*لا تزال ألورقة ألرابحة بيد المملكة إذ أن كلفة إستخراج برميل ألنفط ألخام ألسعودي هي ألأقل في ألعالم 10$ تقريبآ في حين أن هذه ألكلفة تصل إلى حدود 25$ للبرميل ألأميركي و 20$ للروسي ..!
بألمقابل يبدو أن واشنطن تتناغم مع موسكو بشكل غير معلن لجهة ألحد من مكانة ألسعودية في منظمة OPEC ألتي تحتل ألمركز ألثاني في قائمة ألدول ألمنتجة بعد ألولايات ألمتحدة و بألتالي إضعاف دورها ألحاسم و ألمُقَرِر في ألسوق في حين تسعى موسكو للإطاحة بها إلى المركز ألثالث ..!
 
مما تقدم ، لا غلبة لأحد و ألكل سيتألم ..! حرب ألأسعار ألمندلعة ستكون ذات نتائج هائلة ليس آخرها ألقضاء على مشاريع إستخراج ألنفط ألصخري ألأميركي إذ أن معظم ألقطاعات ألإنتاجية ألإقتصادية و ألتجارية ستتأثر و ربما تنهار نتيجة تهاوي أسعار ألنفط ، فتعارض ألمصالح بين ألدول ألمنتجة سيكون أكثر كلفة و أشد وقعآ إذ يقدر ألخبراء قيمة ألخسائر أليومية بحوالي 500 مليون دولار لكل دولة .. 
لذا فأن محاولة إغراق ألسوق ألعالمي و ألأوروبي تحديدآ بألنفط ألسعودي مع خفض للأسعار إلى حدود 30$ للبرميل و ربما أقل سيؤدي إلى أزمة فعلية عنوانها تباطؤ ألطلب و انخفاض ألإستهلاك ، بألتالي ستنهار أسعار أسهم معظم شركات ألطاقة و ضمنآ ألقيمة ألفعلية لأسهم شركة أرامكو ألسعودية ..!
 
لا مفر من ألتفاهم ، ففي عام 2016 سجل ألتحالف ألروسي – ألسعودي إستقرارآ في سعر برميل برنت الخام بحدود 50$ مع هامش متذبذب بسيط صعودآ و هبوطًا مما سمح لكلا ألدولتين بمرحلة إزدهار إستثماري و إقتصادي لا بأس بها ؛ و من ألمؤكد أن ألعودة إلى تفاهمات معينة أمر لا بد منه مع تغيير في قواعد ألإشتباك ألنفطي ألإستراتيجي لجهة شراسة ألمنافسة و منع ألإحتكار Demonopolization وفق معادلة إقتصاد ألسوق وآلية ألأسعار ألمرتبطة بألعرض (ألإنتاج) و ألطلب (ألإستهلاك) بما يؤمن ألرجوع إلى حالة ألتوازن ألمطلوب ..!