الأبواب أوصدت .. الحل في الدولة المدنية

 

بقلم : البروفسور إيلي الزير

أثبتت كل التجارب السابقة، منذ عهد الطائف، وحتى تاريخه، أن الجمهورية الثانية فشلت للأسف فشلاً ذريعاً، وسقطت سقوطاً مريعاً تحت ركلات الزعماء الجدد والاحزاب الطائفية، والقادة الذين مزقوا الدستور اللبناني وقفزوا فوق كل الثوابت والقواعد الدستورية والقانونية وحتى الاعتبارات الاجتماعية والاخلاقية والدينية، تحت ستار الحفاظ على حقوق الطوائف وحصص المذاهب التي يصادرونها لانفسهم وليس للطوائف او لأبنائها.

للأسف، إن ما يجري تحت هذه العناوين عمليات خداع وإيهام يستخدمها الزعماء اللبنانيين اليوم لتخديرنا وتثويرنا، بل لتهييجنا عند كل المنعطفات الحساسة وخلال الازمات التي يمر بها وطننا الحبيب الذي كان يوماً محط أنظار العالم وغاية آماله، وأصبح اليوم مع شديد الاسف، مزبلة كبيرة يرمي عليها المسؤولون نفاياتهم في وجوه مواطنيهم كما يرمون كل سقطاتهم وفضائحهم المعلنة وتجاراتهم وصفقاتهم وسمسراتهم، وجعل كل مقدرات الوطن وابنائه كغنائم لهم يتوزعونها وعندما يختلفون على القسمة فيما بينهم يلجأون إلينا مجدداً وينفخون سمومهم الطائفية في أوصال مجتمعاتنا المنقسمة حولهم.

خلاصة المشهد، إن ما يجري في لبنان اليوم بات معيباً حقاً، وصار من اللازم والضروري ان يرفع كل منا الصوت واالقبضات في سبيل اسقاط هذا النظام الطائفي بل هذه النُظُم السوداء التي فشلت حتى اليوم في جعل لبنان وطناً ، ونجحت في تكريسه مزرعة يتقاسمها شركاء. وبات علينا جميعاً رفع الصوت واعلائه في سبيل تحقيق شعار الدولة المدنية اليوم قبل الغد، لأنها هي الحل الوحيد وفيها خلاص كل فئات اللبنانية.