الغانم المرزوق…!

بِقَلَم ألعَميد منذر ألأيوبي*
أمس ألسبت إفتتح ألإجتماع ألطاريء للإتحاد ألبرلماني ألعربي بدورته ألثلاثين في ألعاصمة ألأردنية عمان ..! بند وحيد كان على جدول أعمال ألمؤتمر هو خطة ألرئيس ألأميركي دونالد ترامب للسلام في ألشرق ألأوسط (صفقة ألقرن) .. أما مقرراته و بيانه ألختامي فيمكن إيجازه بعبارة وحيدة :
“باسم الشعوب العربية والإسلامية وشرفاء العالم أقول هذه وثائق ومستندات ما يسمى بصفقة القرن ومكانها مزبلة التاريخ”…! نطق بها رئيس مجلس ألأمة ألكويتي ألسيد مرزوق ألغانم ..! و بحركة واحدة من كلتا يديه مزق أوراق ألصفقة ألواحدة و ألثمانين و رماها في سلة ألمهملات “مكانها ألحقيقي”على مرأى رؤساء ألوفود و محطات ألإعلام ألعربية و ألعالمية و وسائل ألتواصل ألإجتماعي على تعددها ..!
لا بد من ألقول أن هذا ألمشهد كان محط إعجاب ، مصدر فخر و تضامن من شعوب ألكوكب ، تلك ألأمم ألمؤمنة بأحقية ألقضية ألفلسطينية و إحلال ألسلام ألعادل و ألشامل ..
لم يكن ألمشهد فولكلوريآ أو أداءً مسرحيآ ..! ألرجل كان فارسآ بين رجال لا إنتقاصآ من احد ، كلماته خيل مطهمة ، عروبي في ألروح ، مقدسي في ألصميم ، شهر موقفه كنصل ألسيف مصنوعآ من فولاذ ألجوهرة منصهرآ في مهجع ألنار ألموقدة بفحم ألصنوبر ..
من جهة أخرى ، منذ تاريخ أعلان ألرئيس ألأميركي بنود ألصفقة و هو تاريخ دفنها ، أتى أليوم ألثالث حاملآ سخط مصممها صهر ألرئيس جاريد كوشنير ومروجيها فريقه في ألإدارة ألأميركية و مخططيها أللوبي ألصهيوني .. بألتزامن كرت سبحة ألإستنكار في شبه إجماع عربي و دولي ضمن تشديد على ألإعتراف ألكامل بدولة فلسطين و حل ألدولتين ، لكن ألمؤسف ألمؤكد أن تواطؤ شريحة أنظمة مع ألمحتل حياءً أو خيانة سواء من خلف ألستارة أو على خشبة ألمسرح سيساهم و يترجم حتمآ عجزآ فادحآ عن ردع ألمحتل و إرتفاعآ في منسوب دقة ألرمي بسلاح ألحجارة “من سجيل” بأيدي فتيان غزة هو أهم و أفعل أعظم من كل كلام ..
على صعيد ألموقف أللبناني في ألمؤتمر ، لخص دولة ألرئيس نبيه بري ألتوجه بإستمرار خيار ألمواجهة و قَرار متابعة ألنضال بمن حضر عربآ أم عجم و حصرآ ضمن معادلة ثنائية ذهبية “ألوحدة والمقاومة” دونها عبثآ يحاولون .. هذا ما تفرضه ألموضوعية أليوم أمام تخاذل تجاهل إنحياز و عجز ..!
إستطرادآ ، بألعناوين فقط : بين هلالين إثنين *فزاعة ألتهديد الفارسي عبر إستخدام ذاكرة حجتين تاريخيتين
١-مذهبية “سنة و شيعة”
٢-“متلازمة كسرى” ملك ألفرس من جهة و بين *تلافي سقوط أنظمة وعروش”
ألصراع ألجيوسياسي.
١-“متلازمة ترتيب ألوضع مع إسرائيل”
٢-“متلازمة ألوضع على لوائح ألإرهاب”
من جهة أخرى ..! وجد معظم ألعرب أنفسهم في مأزق ديمومة ألكيان أو إستعادة فلسطين، مما أجهض إستمرارية ألنضال فإستدارت فوهة ألبندقية في أي إتجاه لا فرق بين داخل أو جار شقيق إذ أضحوا بأنفسهم و غالبيتهم طوعآ أو قسرآ ضمن دائرة ألإستسلام ملطفةً بعبارة واقعية “ألتطبيع” لكن إستنهاضهم لم يكن مستحيلآ و صفقة ألقرن خير حافز ..!
خِتامَآ ، في تعبير هوَ ألأول عالميآ (صندوق قمامة ألتاريخ) صرخ “ليون تروتسكي” Leon Trotsky في ألمؤتمر ألثاني للسوفياتيين 1917 بوجه ألمنشقين قائلًا: “إنكم أناس بائسون منعزلون ، أنتم مفلسون ، انتهى دوركم اذهبوا إلى حيث تنتمون من الآن فصاعدًا أنتم في مزبلة التاريخ”  محفزآ ألبلاشفة على ألإنتصار.
الأردن 2020 صرخ رئيس مجلس ألأمة ألكويتي ألغانم ألمرزوق بوجه ألعالم “ألصفقة إلى مزبلة ألتاريخ” و ستكون للأمة ذخيرة إنتصار لا ريب فيه ..!
بيروت في 09.02.2020
*عميد ، كاتب و باحث.