جنبلاط : الجوّ السعودي لا يريد سعد الحريري حالياً فهل نعلّق مصير لبنان بعلاقته بالرياض؟

رأى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أن “غياب الحكومة وعدم الوصول الى معالجات جدية هو السبب في الازمة اللبنانية، ولكنها نتيجة عقود من “الإزدهار” من أيام رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري الى بدايات سعد الحريري نتيجة الإقتصاد الحر والفساد وعدم الإهتمام بالإقتصاد الإنتاجي”.

وقال جنبلاط في مقابلة تلفزيونية “قبل أن يتكلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كنا نركز على أهمية الإقتصاد المنتج وحماية الزراعة والصناعة. وكنا نقول ان اقتصاد الخدمات والفنادق والبنوك غير كاف”.

وكشف جنبلاط في حديثه جملة من الحقائق ومنها “اننا انتظرنا الحوار الأميركي الإيراني والحل الفلسطيني ومطالب روسيا ومسار أميركا سنتيقن أن لا أحد يفكر فينا، بل أتى الفرنسي وقال أننا لا يمكن أن نكمل إن لم نشكل حكومة”.

ورأى ان “رسالة الرئيس عون للمجلس النيابي هي تضييع للوقت، والمطلوب تشكيل حكومة ووضع برنامج واضح يبدأ من خطة للكهرباء قد يجعلنا على المسار الصحيح”.

وذكر أن “حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نبه أكثر من مرة برفع الدعم وليست المرة الأولى، وآخر إنذار نبه له أننا في نهاية أيار لن نستطيع السير بالدعم، وأقترح لملف رفع الدعم عن البنزين بعد إحصاء السيارات والباصات العمومية حيث يبقى مدعوما، إعادة النظر بالسلة الغذائية جذريا وتخفيضها للأمور الأساسية، واعتماد البطاقة التموينية، لأننا بهذا الدعم ندعم كبار التجار على حساب المواطن، هناك 800 ألف عيلة بحاجة، نقيم لها بطاقة تمويلية ونفضل ب150 دولار، وإزالة الدعم عن الكماليات”.

وقال جنبلاط “يجب القيام بتشريع جدي في مجلس النواب لإلغاء الوكالات الحصرية حول الدواء، وندعو لإلغاء بند الإقتصاد الحر ولم يعد لبنان القديم موجود”.

وطلب “من نواب كتلة اللقاء الديمقراطي الخروج من أي سجال داخلي حول رسالة رئيس الجمهورية فبالبلاد على مشارف أزمة إجتماعية ستتفاقم وهذا هروب إلى الأمام ونحن “لسنا مع الإثنين”.

اضاف: “لن أتعاطى بموضوع رسالة الرئيس عون وبحيثياتها فلنتعاطى بموضوع الكهرباء والبطاقة التموينية والبنزين والوكالات الحصرية، والرئيس عون باقٍ لآخر عهده ورئيس الوزراء موجود ألا يمكنك يا سعد الحريري القيام بتضحية؟”

وأكد على انه: “يجب تشكيل حكومة لمحاورة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ولكن على ماذا نحن مختلفون؟ على وزارتي العدل والداخلية؟ الجميع يتمترس خلف طائفته ويزايد علينا وعلى الحريري أن يقوم بتضحية فهل التسوية عيب؟”.

وقال جنبلاط “لا أطلب من الحريري لا أن يرحل ولا أن يبقى وقلت لعون عندما زرته ان الحريري لا يزال يمثل السنة وطرحت عليه حكومة من 24 وزيرا من دون ثلث معطل فاتُهمت بتركيب منظومة سياسية مع حزب الله”.

وكشف جنبلاط أن “الجوّ السعودي لا يريد حالياً سعد الحريري ولكن هل نعلّق مصير لبنان من اجل هذه العلاقة بين الحريري والسعودية؟”.وتابع: “فلنخفف الأخطاء لتعود السعودية الى دعم المؤسسات اللبنانية والروس قالوا بحكومة جامعة وكانوا مستائين من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فالتسوية ليست خطأ من أجل الشعب وليس هناك مناخ في السعودية من أجل الحريري فهل نعلّق البلد؟ ولا بديل الا بتشكيل حكومة”.

وتابع قائلاً: “السعوديون غير راغبين للإلتفات إلى حكومة برئاسة الحريري ومن الممكن أن يرضوا في ما بعد لكن المهم تشكيل الحكومة”.

وشدد على ان “الانتخابات ستحصل بموعدها وفق النظام نفسه لإنتاج الشخصيات نفسها وأنا مجبر على السير بالقانون لأن لا قوة لدي لتغييره ورئيس مجلس النواب نبيه بري يريد لبنان دائرة واحدة لكن المسيحيين لا يريدونه بل يريدون القانون الحالي، والحل لن ياتي من الخارج”.

واعتبر جنبلاط أن “سوريا لم تخرج من البلد والوصاية الأكبر اليوم هي لإيران ولكن يجب وضع أولويات وهي تشكيل الحكومة والبطاقة التموينية والكهرباء والغاء الوكالات الحصرية”.

وابدى جنبلاط قلقه وخوفه من ملف “العتمة وإمساك أصحاب المولدات الكبرى بالبلد وانعكاس الكهرباء كارثي على المستشفيات وسواها”.

ولفت جنبلاط الى أن “الإستقالة من مجلس النواب لا توصل إلى أي مكان بل إلى الفراغ المطلق وسمير جعجع لديه حساب واحد وهو زيادة عدد نواب كتلته لإنتخابه رئيسا جمهورية وأنا لست موافقاً، وأنا أراهن على الشعب الذي أثبت في بدايات الثورة أنه شعب متحضر لكن لم يكن للثورة برنامج وعندها دخل على المجموعات الثورية إنتهازيون”.

وأكد أنه “من أجل الوصول إلى العدالة يجب إقرار قانون عام من الضريبة التصاعدية إلى الضريبة على الثورة والأملاك غير المستثمرة والأوقاف وعندها يتم الحد من الربح الفاحش وإلغاء الإقتصاد الحر ويكون هناك شيء من العدالة”.