وَطَن معلق على مقصلة.. لا عقدة الشنق تشد ولا انشوطة الحبل تقطع..!

 

 

بقلم العميد منذر الايوبي*

في الواقع الجيوسياسي والتغيرات التي يشهدها الاقليم لم يعد من داع لاجتهاد، عض الاصابع لالتقاط المكاسب وتدوير الزوايا معتلم قائم، فيما البلد معلق على حبل انتظار لا عقدة الشنق تشد ولا انشوطة الحبل تقطع.. فراغ مميت ليس ببعيد الكل عليه مجمع مستميت ..!
مقاربة اللقاءات والزيارات كما كواليس الاجتماعات والدعوات اهداف تنصت لما يشنف الآذان ويمتعها، اتقنه الجمع حد الشغف بالابتذال.. مسلكية المؤسسات السياسية والادارية في حال انعتاق من شرعية، غيبوبة تنضح ثرثرات هذيان، حالة هشة بين اللا احترام والمهانة، سلطوية ادواتها انفلات الشبيحة عند اقتضاء ضمان بقاء.. التحدي سمة والعناد صفة والخراب هبة لاهل البلد..!
المعشوق الاول (الوطن) صبحت ركائزه ثلاث منصة صيرفة، سفر المآدب وحرائق الصيف اللاهب، المدى الاوسع عقيم، جدب ثقافي وفكري، إفتقار الى خلق وابداع، لا خير يرتجى من ساسة وسياسة، صلاة الاستسقاء لم تعد تجدي حل حال يباس تجذر، للناس كتل الحطام، سـَل الطفولة عن مراتع الآثام ومرابع الاحلام..!

جوهر الوطنية الحقة ليست احكام اصلآ، هي فعل وتفاعل بعده العقلي والعاطفي التزام، حب وولاء دون حدود.. ما يقصم ظهر الوطن اثنان جاهل يحكم وشعب يائس، ان كان التعايش مبتغى فالحرية من الحُب والانسجام لُب، بات التنوع اختلاف ارادي قائم على الاهواء بمعنى اخضاع، رفضٌ حد اقتران بعداوة؛ كيف نجمع اشلاء لبنان ان وحدة العيش امست ارغامآ..؟ الحاكم الحكيم وعاء علم وادب، هو الراعي الصالح نقاوته عصف توبة ان اخطأ، ليس موزع اعاشات ولا متسول اكراميات، قدره قدرة احاطة بمآسي الناس مسح احزانهم وقراءة اذهانهم، اكتفاء إيمان بعبرة القُدوس غاسل الارجل الجليل الممجد..!

في تصويب قناعات بنيت على طائفية مديدة وقبلية مريضة كما اقطاعية مناطقية ملتبسة متوارثة وهج واجب تصحيح رؤى، واعلاء كرامة تُخَلد وتستمر بالحق والحرية..! المرحلة عصيبة غير قصيرة، على اهل البلد تجنب خراب ودمار يراهنون عليه او يدفعون اليه هذا تواز بين حب وقهر، الموت الذي ازهق ارواحآ هائمة احيت حضارة وبنت وطنآ عاد عن الحق مقززآ، تبقى الدموع ابتهال طالما الجريمة غامضة والمجرم دون عقاب..!

على رقعة هذا العالم وطن قلِق، فالكيان والمصير واحد، هطل الكلمات جسيم ووطأة الدنيا لن تحجب شمس الحقيقة.. الكارثة خلط الحقّ بالباطل والنور بالظلام، لا هروب من مُغَمِّضَاتُ الذُّنوب او تَبَرَّأَ؛ لا خيار سوى تعرية المنافقين وتجار الهيكل امل قيامة وعودة حياة الى الناس والربوع..
في عاشوراء نستذكر قول من كرم الله وجهه: “النار اهون من ركوب العار، والعار في رجل يبيت وجاره طاوي الحشا متمزق الاطمار”..!

——————————-

طرابلس في 21.07.2023