هل ينقرض لون العيون الزرقاء ؟

 

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف

يمتلك ٨% من سكان العالم عيونا زرقاء، هذه النسبة تصبح الضعف لدى سكان الولايات المتحدة الأميركية لكنها ستبقى أقل بكثير اذا ما قورنت بالقرن العشرين حيث كان نصف السكان أصحاب عيون زرقاء، فما الذي حدث؟ وهل سينقرض لون العيون الأزرق؟
دعونا نعود للبدايات، قبل عشرة الآف عام تحديدا حيث لم يكن لذوي العيون الزرقاء وجود وقد كانت البداية في جنوب غرب اوروبا بسبب طفرة جينية أثرت على جين OCA 2 وهو جين مسؤول عن انتاج صبغة الميلانين التي تعطي اللون البني للعيون والشعر والجلد، أعطت الطفرة نوع من التغيير الثنائي للصبغة ولكنها لم تؤثر بشكل كامل على الجين بالمقابل أثرت على إنتاج الميلانين في القزحية – الجزء الحلقي الملون حول العين والذي ينظم عملية مرور الضوء – تتكون القزحية من طبقة من الخلايا قادرة على انتاج الميلانين تدعى السُدى والطفرة التي حدثت في جين OCA2 قللت إنتاج الميلانين في السُدى لكنها لم تغير كمية الإنتاج لدى خلايا الشعر أو الجلد.
إذا لماذا أصبحت زرقاء؟
لنتفق أن العيون الزرقاء ليست زرقاء تماما بل إن خلايا السُدى تكون تقريبا بلا لون، لكن تشتت الضوء وإنكساره يعطي طولاً موجيا قصيرا والذي بدوره يترجم للون الأزرق تماما كالطريقة التي تجعل الدخان والضباب يبدوان باللون الأزرق عندما يمر الضوء من خلالهما.
إذا إحتوت السُدى على صبغة باللون الأصفر سيندمج الأزرق مع الأصفر ليعطي اللون الأخضر، أما إذا إحتوت خلايا السُدى على القليل من الصبغة البنية سيظهر لنا لون العيون البندقي.
يرى بعض العلماء أن سبب إنتشار اصحاب العيون الزرقاء في القارة الأوروبية هو أن هذه الطفرة قد ساعدت على منع نوع من أمراض العيون المرتبطة بشتاء الشمال الأسود الطويل، لكن هناك عامل أخر مهم حيث أن تزواج أصحاب العيون الزرقاء هو ما يدفع عجلة هذه الصفة للأمام.
دعونا نوضح لكم كيف يتم ذلك، لكل جين هناك أكثر من نسخة تدعى أليل، واحدة من الأم والأخرى من الأب، ووجود أليل واحد مسيطر كفيل بظهور الصفة، في المقابل يعد أليل اللون الأزرق أليلا متنحياً مما يعني أن التقاء أليلين أحدهما أزرق والأخر بني سينتج عنه عيون ذات لون بني لكن صاحبها سيكون حامل لأليل اللون الأزرق وسيكون قادرا على نقله للجيل التالي.
هذا بدوره يوصلنا لنقطة مفادها أن أول شخص امتلك طفرة العيون الزرقاء لم يكن صاحب عيون زرقاء، بل مرر هذا الأليل للاجيال اللاحقة وعندما تم اللقاء أخيراً بين أليلين للون العيون الأزرق ظهر أول إنسان ذو عيون زرقاء.
لن نذهب بعيداً ونقول أن لون العيون الزرقاء سيكون بخطر، لكن من الأحوط القول أن أصحاب العيون الزرقاء سيبقون دائما من الأقليات.

———————