هل يغيّر الجمال العمراني نظام حياتنا حقاً ؟

 

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف

إن أعددت قائمة بأهم الأشياء التي تحتاجها يوميًا، فغالبًا ستكتب الأشياء العملية مثل الطعام والمنزل والصحة، نحن نهتم بهذه الأشياء لدرجة اعتبارها حق لكل البشر. لكن الفنان والبروفيسور من جامعة شيكاغو ثيستر غيتس يقول في عرضه بعنوان (كيف تحيي حيًا قديمًا بالمخيلة والجمال والفن) بوجوب إضافة عناصر أخرى الى هذه القائمة، ويشرح لماذا يجب اعتبار الجمال كشيءٍ أساسي؛ واعتبار السعادة مقياسًا للنجاح.
في غياب الجمال لا شيء يهم: يقول غيتس “أنا شاهد على المشاكل التي حدثت في مدينتي شيكاغو نتيجة عجز مشاريع الإسكان عن إشباع توق الإنسان للجمال، والسمو، والإثراء العاطفي الروحي” ولعله يقصد ما حدث هناك من هدمٍ لثمان وعشرين بناية كل منها بخمسة عشر طابقًا بسبب الفشل في المحافظة على ديمومتها وكذلك لوجود عيوب في تصميمها. غيتس يقول ببساطة، إن بناء منازل لا تراعي الثقافة ولا تأخذ بالحسبان التواصل الاجتماعي بين السكان هو استبدال مشكلة بأخرى- ستظهر بعد حين.
الجمال يغير الناس: يقول غيتس “يتصرف الناس بطريقة مختلفة في الأماكن الجميلة فأنت -غالبًا- لا تهتم للمكان الذي يعمه الفوضى وقد تزيده خرابًا على خرابه دون اكتراث، وهذا ما يحدث في الأزقة القذرة والمناطق المهملة، لكن بجعل المكان جميلاً -والذي غالبًا لا يتطلب غير إعادة المكان الى ما كان عليه بإزالة طبقات الوسخ والتنظيف من القمامة- سنرى حينها الجمال بوضوح، ونبدأ بالاهتمام للمكان والحرص عليه”.
صغار الاعمال قد تكون كبارا: يقول غيتس “حين يمر الواحد منا بجانب زهور كل يوم، أو حين يقوم باستمرارٍ بالتقاط علبة مرمية على الأرض أو كيسًا جلبته الرياح، فإنه يشعر بقليل من الفخر، الأمر لا يتعلق بتدخل كبير يشترك فيه مئات المتطوعين الغرباء لتجميل حيٍّ ما، الأمر متعلق بأن تشعر بفخر يومي بعيش هذه الحياة، وكيف إن سعادتنا بمحيطنا قد تأثر على الجيران والمقربين”.
إرثُ الجمالِ جمال: يقول غيتس “كنا في تخوِّف دائمٍ من العنف المحيط بنا في منطقتي، واليوم جاء الصيف وبدلاً من كل مرة صار الجميع يتحدث عن موعد حفلة الشواء القادمة احتفالاً بالحي. الجوع الى التبادل الثقافي والإبداع الذي تولد في حيّنا سمح للناس بفعل كل ما هو ممكن، لقد أصبحنا منارة تسلط الضوء على الإمكانيات، وكل ما نفعله هو توفير منصة ليستعرض الذين بيننا قدرتهم وموهبتهم وعبقريتهم وحبهم لما يفعلون”.
لا غير الجمال نقطة بداية: يقول غيتس “نحن نبحث في كل مرحلة من التجربة البشرية عن الجمال، شيء يعطي الأولوية لأرواحنا لا فقط احتياجاتنا، نحن نشرب في الطبيعة ونتوق الى التناجي مع الجمال ونتعطش الى السمو، لهذا السبب، الجمال هو نقطة انطلاقي لكل ما أفعله لا الفائدة”.
اجعل السعادة مقياسًا للنجاح: وحدات القياس مهمة، وغيتس يعترف بأهميتها بالقول إنها النفط الذي يساعد المشروع على الاكتمال ويضيف “دعونا نفكر في كيف نقدّر السعادة، ولنفكر في كيف نقيس الأمل، بناء منزل لأحدهم هو مجرد البداية، إذ يجب جعل المنزل مكانًا سعيدًا لتحقيق فرق في هذا العالم”.