من يقتل بومة العيد..؟


بقلم العميد مُنذِر الايوبي*

لا يزال الوطن المعشوق يعيش حالة من الموت السريري تتعمق اضطرادآ منذ حراك17 تشرين 2019 الى الانتخابات النيابية الاخيرة ما بعدها وما نضح منها..! اذ بات الطاقم الطبي من صنف “حملة الشنطة” مؤكد انتحال صفة وتمثيل انعدام قدرة واجب تجريم.. فيما الحاجة الى الانعاش مع استئصال الورم السياسي الخبيث امر طاريء يوجب بدء العلاج من اختصاصيي الايدي النظيفة وإن متأخر الفعل والرجاء..!

في التمني رغبةٌ شوق وظمأ بعض من “عل وعسى” لا يسمن ولا يغنِ من جوع.! واذ تسيدت “ليت” ادواته فاليأس من صناعه عَمَّ دافع مانع تفوه حتى..! تُرِكت فواغِر الافواه تسعى لملمة كسرات عيشٍ فيما احلام اليقظة تراود كُثُر عن زمن بحبوحة في مال وامان “افواه وارانب” حبكة فيلم من خيوط فقر وغنى ولا تضامن أُسري خاطتها الممثلة القديرة فاتن حمامة..!

 

في الواقع ليس كل ما يرى سراب كآبة، وما يسمع عناوين رمادية تترى كزخات مطر تشريني مثال تعاميم المركزي واجراءات المصارف، عراضات وزراء الصدفة في كل التوافه إلا ما جد ندر، تحذيرات من تفلت اجتماعي مؤداه انهيار امني.. الخ .. اما الطاقة الكهربائية فاسطورة جابت اصقاع الكوكب عابرة قطب الكوكب الثالث “هضبة التيبت” فقد باتت من المآثر..! بين هذا يشرح موقفآ وذاك ينكر اداءً، عُلُوُّ صنو عظمةُ او تجبرّ؛ إستعلاء في ترادف مبهمات توصيف على اختلاف الفاظ واتفاق معاني من صنوف تغيريين، سياديين، معتدلين، مقاومين، مستقلين الخ.. حد افلاس الضاد من ترادف ومفردات..!

 

في عباب السكون الرهيب يعبرون ان نجوا بحر الخريف المتقلب موجآ ورياح، بحث عن بلاد خصب وعطاء، لا سحر طبيعة جاذب كما لا اعتدال مناخ يغري، جله ما هو اعظم انسانية تطغى، استقرار يسود صدق احترام وحرص رعاية واهتمام ..! ان ترنوا الى البعيد لك حق؛ لن تسل عن دور عبادة او قبب معابد اذ حيدت عفوآ، لم تعد درب ايمان الى الله بل صلة ثقافات وعتبات متاحف..!

 

في ادراك المتغيرات، نحن معشر اللبنانيين اشقى شعوب الارض واكثرها ابداعآ في آن، لنا من الذاكرة تحسر مؤلم وفي كمال العقل معضلة. عزل العقل مؤدى ارتياح طالما النكبة لا سوية حكام مخلدين محنطين كما غباء ناخبين ذوي جهل عقول محشاة طائفية متسربة من اساطير مؤسسي الكيان، سمة كلاهما سلوك صادم لا يوحي بثقة او امل، نفاق مزدوج حد وقاحة التبرير..! واذ حاول اهل البلد استيلاد الصبر والتحمل عقودا الا ان الاصنام القابضة لم تهن، لم يحدها شيء من مشاهد شقاء وتعاسة ولم تدرك وجودية مأساة انتفاء مشيئة معرفية ارادية..!

في الترسيم (لعبة العفريتة) يمارسها فريقي النزاع، خطوط مربعات مرقمة رسمت بالطبشور..! يمسك اللاعب حجرة بيده ويرميها على إحد المربعات، ثم يرفع قدمآ ويقفز بقدم ليصل الى المربع حيث الحجر، ليعود إلى نقطة البداية ويعلن انتصاره في حال لم يسقط..! رغم ان قضية الطاقة باتت جيواستراتيجية عالمية فإن انتهازية القرش الابيض “نتنياهو” تدفعه لحشد ما امكن من مشكلات بوجه يائير ليبيد وحشره في زاوية الاتفاق المأمول لإسقاط حكومة خصمه، وعودته رئيسا للوزراء مرة أخرى..! دون كثير امعان وإذعان على ما يبدو سيكون التنقيب في حقول الثروة حصرآ لإستخراج الاصداف البحرية والمتحجرات تذكارات وسلاسل تعرض على بسطة المتوسط الشرقي..!

أخيرآ؛ في الورقة البيضاء متلازمة اعراض Syndrome writer’s block من قلق او خوف او نكران واقع قصاصة ورقية اداة ممارسة ديمقراطية تعبر عن اعتراض او لا تشاركية، ادرجتها الهندسات المحلية في خانة الانسداد السياسي جس نبض واختبار نوايا لا تُنهض وطنآ عن رصيف العالم السفلي ..! والسؤال من يقتل بومة العيد..؟ بين تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية ودون ذكر الحكاية تجلس بومة العيد المسماة “روكفلر”The Christmas Owl- Rockefeller على غصن فراغ قاتل، إنتظار ميلاد قادم علها تنجو لتجد شجرتها الحميلة في بهو قصر بعبدا…

————————————-
بيروت في 08.10.22
*رئيس القسم السياسي مدير الموقع الاخباري ألدُنيا نيوز.