مشروبات ومأكولات وحلويات لا غنى عن بعضها في شهر الصوم .. تاريخها وأصولها

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف*

تمتاز بلاد الشام عن غيرها بوجباتها الصحية، الغنية بقيمتها الغذائية، وحلوياتها الشهية مثل الكنافة والقطايف، فضلاً عن مشروباتها الطازجة الشهيرة، مثل قمر الدين، والعرقسوس، والتمر هندي، خاصة في شهر رمضان.
نستعرض اليوم أصول أشهر هذه المأكولات، وتاريخ ظهورها وانتشارها في بلاد الشام، وكيف انتقل بعضها إلى غيرها من البلدان حول العالم

 

الكنافة النابلسية

الكنافة من أشهر الحلويات الشرقية الشهية، التي تتنوع طرق استخدامها في تشكيل أصنافٍ شتَّى من الأطباق. تُعد كذلك من أقدم الحلويات العربية؛ إذ ورد ذكرها لأول مرة في القرن العاشر الميلادي.
تعددت الروايات حول مكان ظهورها؛ فقيل أنّ صانعي الحلويات في الشام هم من ابتكروها وقدموها خصيصاً إلى معاوية بن أبي سفيان، أول خلفاء الدولة الأموية. وقيل في روايةٍ أخرى أنّ تاريخها يرجع إلى عصر المماليك الذين حكموا مصر فى الفترة من 1250-1517 م، والبعض الآخر أرجع أصولها إلى عصر الدولة الفاطمية.
الكنافة النابلسية من الأكلات التي تمتاز بها مدينة نابلس الفلسطينية؛ حيث يُعتقد أنها نشأت هناك ومنها جاء اسم “النابلسية”. لا تزال تشتهر المدينة بكنافتها التي تُحشى بالجبن الأبيض، وتُغمر بشرابِ السكّر، ويُرش على سطحها القمح المطحون.
في عام 2009، سجَّل خباز فلسطيني يُدعى “مهند الرابي” رقماً قياسياً؛ لقيامه بتحضير أكبر طبق من الكنافة في مدينة نابلس الفلسطينية. بلغ طول الطبق 74 متراً، وبلغ عرضه متراً تقريباً، وتجمّع حوله أكثر من 100 ألف مواطن فلسطيني.

عيش السرايا

من الحلويّات الشامية اللذيذة التي تُؤكل في المناسبات الخاصة، عبارة عن خبز مُحلَّى تغطّيه طبقات من الكريمة وتزينه بالمكسرات. ينتشر تواجدها في الكثير من بلدان الشرق الأوسط، وتوضع على مائدة الإفطار السورية، واللبنانية تحديداً حيث ينسب البعض نشأتها إلى هناك.


يُعتقد أن هذه الحلوى أحد الموروثات التي خلفتها الإمبراطورية العثمانية في العالم العربي، إبان فترة حكم الخلافة العثمانية، وتعني كلمة “سرايا-Saraya” القصر الملكي، وهي كلمة تركية الأصل وليست عربية.

 

القطايف

تُعد القطايف إحدى الحلويات الشعبية والمُحببة في بلاد الشام، وتشتهر كذلك في مصر والعراق والسعودية. تُقدم عادةً خلال شهر رمضان محشية بالكريمة أو المكسرات، ومن الشائع أيضاً استخدام جبن العكاوي في حشوها أو أي نوع آخر من أنواع الجبن غير المالح.


تُقلى القطايف في الغالب حتى يحمرّ لونها، وبعد أن تبرد يُسكب عليها شراب السكر الحلو، أو العسل، أو يُرش عليها مسحوق السكر. يُقال إن أصلها يرجع إلى عهد الدولة الفاطمية؛ حيث كانت ضمن المأكولات التقليدية التي تُعدها ربات البيوت في مصر والشام، ويبيعها أيضاً الباعة المتجولون.

الكبة

الكبة من أهم الوجبات التي تفرض نفسها على مائدة الإفطار الرمضانية، وتُعد من الأطباق الرئيسية التي تشتهر بها بلاد الشام، ومصر، والعراق. تُحضر الكبة عموماً من البرغل واللحم الطازج، وقد تختلف بعض الشيء من بلدٍ لآخر من حيث الشكل والطعم وطريقة التحضير والتقديم.
تُعد من المأكولات السورية التقليدية، ويُقال إن أصلها يعود إلى عهد الآشوريين القدماء، ثم انتشرت الوصفة من سوريا إلى لبنان والعراق.
وصلت شعبيتها كذلك إلى أرمينيا وإيران وقبرص وتركيا حيث تُسمى هناك “إيتشلي كفته”. ظهرت أيضاً في العديد من بلدان أميركا اللاتينية، مثل الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وكوبا والإكوادور وهايتي؛ نتيجة انتقال أعداد كبيرة من المهاجرين الشرقيين، خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

قمر الدين

 

قمر الدين أو عصير المشمش المُجفف والمُحلَّى، من المشروبات الرمضانية المُفضلة في بلاد الشام عند الإفطار. ينتشر هذا المشروب في أغلب بلدان العالم العربي كذلك، ويزعم البعض أنه ذو أصول تركية عثمانية، ترجع لفترة الخلافة العثمانية في الدول العربية.
ينتج قمر الدين عن عصر ثمار المشمش وإضافة السكر لها، ثم تُغلى على النار، وتُصب بعدها على ألواح خشبية مدهونة بزيت الزيتون. بعد ذلك، تُعرض الألواح للشمس إلى أن تجف تماماً، ثم تُقطع وتُلف على شكل طبقات.
على الرغم من كون تركيا هي أكبر منتج للمشمش في المنطقة، إلا أن المشمش السوري يتفوق على نظيره التركي في الجودة. في الواقع، تشتهر سوريا بصناعة أفضل أنواع قمر الدين؛ حيث يتم تصديره إلى جانب منتجات محلية أخرى من العاصمة دمشق.
كما تشتهر بلاد الشام بالعديد من المشروبات الأخرى، التي تظهر بشكل خاص في شهر رمضان، مثل التمر هندي، والعرقسوس، والجلاب (دبس الزبيب أو التمر)، والتوت الشامي، التي لا تكاد تخلو منها مائدة إفطار، بعد عناء صيام يومٍ طويل.

———-

مديرة القسم الثقافي في “الدنيا نيوز”.